لوحات فنية حوّلت شارع الشاطئ إلى تحفة فنية

الألوان تزين منازل فقراء غزة

سعادة سكان الحي والأطفال الصغار برؤية الألوان والأشكال الفنية أيقظت بداخلهم معاني الحياة التي فقدوها جراء الحروب المتكررة . الإمارات اليوم

على باب منزله المطل على شارع البحر مباشرة، كان يجلس الحاج السبعيني المُقعد، أبورأفت مقداد، هو وزوجته، ليمتعا نظريهما بالألوان التي زينت منازل الحي الذي يسكنان به، واللوحات التي خطت عليها، بعد أن اتشحت بالسواد طوال السنوات الماضية.

تحويل منازل الفقراء بمخيم الشاطئ إلى لوحة فنية، هو نتاج لمبادرة شبابية يشرف عليها 30 فناناً تشكيلياً من القطاع، حيث انتشروا على طول شارع البحر الذي يمتد طوله حتى كيلومترين، ليغيروا بأناملهم اللون الرمادي الذي خلفه القصف والدمار إلى ألوان زاهية تنبض بالحياة.

ومن بين الأشكال الفنية التي تزينت بها منازل شارع البحر، صورة حنظلة، ولوحة أخرى لزهرة تخرج منها نبتة الصبار، إشارة إلى صمود الشعب الفلسطيني، أما عبارة «غزة أحلى»، فكان لها النصيب الأكبر على جدران وأزقة المخيم، لما لها من مدلولات كبيرة عن روح الأمل والتفاؤل.

سعادة سكان الحي والأطفال الصغار برؤية الألوان والأشكال الفنية، أيقظت بداخلهم معاني الحياة التي فقدوها جراء الحروب المتكررة على القطاع، فباتت الألوان الزاهية كما الأحلام التي تسبقهم إلى وسادة نومهم كل ليلة، وهذا أيضاً ما لاحظه طاقم الفنانين المشاركين في المبادرة الفنية.

ويقول منسق مبادرة تزيين شارع البحر، رزق البياري، وهو يشرف على عمل الفنانين داخل أزقة المخيم: «منذ اليوم الأول لتنفيذ مبادرة الرسم والتلوين، فوجئنا كثيراً بتأثيرها في حياة الناس، وذلك من خلال حفاوة استقبالهم لنا، ومساعدتنا في تلوين منازلهم».

ويضيف «إن أغلب سكان مخيم الشاطئ من الفقراء الذين تعرضوا لأزمات متعددة، ولا يتلقوا الدعم الكافي من الجهات المسؤولة، لكنهم رغم ذلك أدهشونا بروح الأمل التي يمتلكونها، وإقبالهم على الحياة منذ اليوم الأول لتزيين منازلهم».

تويتر