« دهن العود » .. حكاية عمرها 4000 عام

على الرغم من انتشار متاجر ومحال بيع العود ودهن العود والأسماء المتخصصة في صناعته، فإن كثيراً يجهلون أن خلف هذه القوارير الكريستالية الأنيقة الممتلئة بعبق شرقي لا يمكن مضاهاته أو تكراره، تكمن حكاية طويلة ومعقدة، تبدأ في مناطق بعيدة في الهند، وكمبوديا، وإندونيسيا، وماليزيا، وسريلانكا، وغيرها الكثير، تبدأ من شجرة تبدو بسيطة واعتيادية كحال أي شجرة أخرى، إلا أنها تعيش حكاية طويلة ذات مراحل عديدة تمتد على مدى سنوات طويلة، لتصل إلى تلك القوارير الصغيرة، التي قد لا يصل ارتفاع الواحدة منها إلى بوصتين، بينما تصل قيمتها إلى آلاف الدراهم.

«العود» الذي يُعرف أيضاً باسم «أغاروود»، أو «إيغلوود»، «غاهارو»، وأسماء أخرى، هو الخشب الذي تنتج منه قطع العود التي عادة ما تحرق للتمتع برائحة دخانها وتطييب الأفراد والأماكن، وهو الخشب الذي يتكون داخل أشجار تُعرف باسم «أكيليريا» و«غرينوبس»، وهي أشجار تنمو في جنوب شرق آسيا، وتعرف كل من الهند، وتحديداً منطقة (آسام)، ودول أخرى، وهي العملية التي تعود إلى نحو 4000 عام، بينما يرجع استخدامها لأسباب طبية إلى القرن الثامن.

لتكون «العود» حكاية مثيرة، يشرحها المدير العام لشركة «أجمل» للعطور عبدالله أجمل، قائلاً: «زرع جدي أولى هذه الأشجار في مزرعتنا في الهند وفي آسام تحديداً، هو مزارع، وكان حريصاً على أن يعيد للطبيعة ما كان يأخذ منها، خوفاً من استنزاف الموارد الطبيعية، وهذا ما تحوّل إلى حجر أساس لما نحن عليه اليوم، حيث يفوق عدد الأشجار في مزارعنا المليون شجرة»، مبيناً أن «هناك أسباباً طبيعية تجعل هذه الشجرة تعاني جروحاً تسبب لها الأمراض والفطريات، وهنا تبدأ تلك المعركة بين الشجرة وهذه الكائنات، حيث تخلق الشجرة تركيبة من الإنزيمات الطبيعية لمكافحة المشكلة، وهذه المعركة وما يتكون منها، هو في الواقع العود الذي نحبه»، موضحاً أنه «كلما طالت مدة المعركة، وكونت الشجرة مزيداً من العود، وكلما كانت الأجزاء أكبر وأدكن، زادت قيمة العود»، مشيراً إلى أن «مدة المعركة في الحالات الطبيعية قد تحتاج إلى 25 عاماً، إلا أن هناك نقطة أخرى مثيرة، فليس كل شجرة أغار حتى وإن كان عمرها 50 عاماً، قد تكون حاملة للعود بداخلها، هي لعبة صبر ومراقبة، طوّرنا معها تقنيات تلقيح الشجرة بالفطريات، ما جعلنا قادرين على تقليص مدة حصد خشب العود للنصف».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر