«مواطن وإمام وسلطان» على «سكاي نيوز عربية» يُبرز دور الأزهر

«وثائقيات» في محطة «الوسطية»

الفيلم يقدم عرضاً لتاريخ الجامع الأزهر عبر العصور وكونه جامعاً وجامعة. من المصدر

يحمل الفيلم الوثائقي «مواطن وإمام وسلطان» المشاهد في رحلة تتوقف على عدد من المحطات البارزة في تاريخ الأزهر، ويستعرض العديد من الشهادات والآراء التي يقدمها أئمة وأزهريون ومفكرون من خارج الأزهر، وحتى رجال دين مسيحيون.

1000 سنة

يسلّط الفيلم الضوء على دور الأزهر التعليمي من خلال عائلة الشرقاوي، التي يدرس أبناؤها في نظام التعليم الأزهري الموازي للتعليم الرسمي، والذي يقدم الإسلام الوسطي السمح دون شطط، ولا يقتصر على التعليم الديني؛ بل يقدم كل المناهج العلمية والأدبية التي تقدمها المدارس الرسمية؛ ما يمكن الطالب الأزهري من تحصيل مستوى عالٍ من العلوم الدينية مترافق مع مستوى مميز من الدراسة العلمية، والحفاظ على ذهن منفتح دون تحجر.

لقد مر الأزهر عبر 1000 سنة من التاريخ بمراحل عدة برز في بعضها وتراجع في أخرى، ولكنه كان دوماً جامعاً وجامعة، وفي وطن خارج لتوه من فترة عصيبة تقع عليه مسؤولية كبرى ومهمة جسيمة في استعادة موقعه كي يكون منبراً للإشعاع الديني الحضاري.

ويسلط العمل، الذي عرض الجزء الثالث منه ضمن سلسلة «وثائقيات» على «سكاي نيوز عربية»، الضوء على دور مؤسسة الأزهر التعليمي والتثقيفي الذي يشهد له مئات الآلاف من خريجي جامعاته ومعاهده العلمية والدينية.

ويقدم عرضاً لتاريخ الجامع الأزهر عبر العصور، وكونه جامعاً وجامعة ومؤسسة ترسم معالم الطريق للمواطن العادي، وتعدّ الإمام العالم المطلع والمثقف بشؤون دينه وعقيدته، وتعمل جنباً إلى جنب مع الحاكم دون أن تخضع له.

ووصفت القناة في بيان عرض الفيلم في وقتنا الحالي بالمهم «إذ يلعب دوراً كبيراً في نشر الوعي عن هذا الصرح الإسلامي التاريخي المهم الذي يستمر في دوره الدعوي المتمثل في تقديم صحيح الدين، وتوضيح مقاصد الشريعة والبعد عن الغلو، ومخاطبة الآخر وإرساء ثقافة الحوار والتعايش والتنوير، في وقت تركز فيه وسائل الإعلام العالمية على نقل صورة الجماعات المتطرفة، أمثال (داعش) وغيرها، ممن تعمل على تشويه صورة الإسلام عبر اتخاذ الدين مبرراً للقتل وأذى الآخرين، كما حصل أخيراً في تفجير جامع الصادق بالكويت، واغتيال النائب العام المصري هشام بركات.

 

حوار

كما يسلط هذا الفيلم الضوء على دور المؤسسات الدينية ورجال الدين في إدارة حوار ديني وسطي يهدف إلى تقديم صورة الإسلام الصحيحة والمعتدلة للشعوب؛ بدلاً من نشر فكر التطرف والتكفير الذي يغذي الإرهاب في ظل الظروف السياسية المنتشرة في المنطقة. ومن خلال بعض الأئمة والعاملين في الأزهر، يناقش الفيلم المشكلات التي يواجهها الأزهريون في العصر الحاضر، وأهمية دورهم وأثر المرجعية الدينية التي تقدم الخطاب الديني السليم في حياة الأفراد والمجتمع.

ويتحدث الفيلم عن تاريخ الأزهر كمؤسسة دينية قامت تاريخياً بتحريك الشارع العام، وتكوين وجهات النظر الوسطية المعتدلة في العالم الاسلامي، كما يوضح تفاعل مؤسسة الأزهر مع المجتمع المصري على مر العصور، وصولاً إلى الدور الذي لعبه في مقاومة محاولات «الإخوان» في تبني سياسات العنف لفرض وجهات نظر من زاوية واحدة، وكيف صمد الأزهر أمام هذه المحاولات، وكيف حرك تاريخياً الشارع العام وكوّن وجهات النظر الوسطية المعتدلة في العالم الإسلامي، خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة والأحداث الدموية التي شهدتها مصر.

 

نشأة

وينطلق الفيلم من نشأة الأزهر قبل 1000 عام على يد الفاطميين؛ مروراً بالعديد من المحطات التي كانت معالم أساسية في تشكيل الأزهر كمؤسسة والتأسيس للدور الذي يقوم به في حياة الناس والمجتمع والدولة، والذي جعل منه حلقة وصل ووسيطاً بين الحاكم والمحكوم.

ويمر الفيلم في عجالة على الأزهر في عهوده الأولى من زمن الفاطميين والأيوبيين، مروراً بالمماليك، ووصولاً إلى الحملة الفرنسية، ليفصّل عبر آراء وشهادات المشاركين في الفيلم لدور المؤسسة الأزهرية في تاريخ مصر الحديث انطلاقاً من ثورة 1919، والتي كان أئمة الأزهر في مقدمة صفوفها، وكان فيها الأزهر الحاضن للثوار على اختلاف مكوناتهم من أزهريين وغير أزهريين ومن مسلمين وحتى أقباط، فهذه الثورة شهدت الحادثة الشهيرة التي اعتلى فيها القمص سرجيوس منبر الأزهر خاطباً في الناس اثناء أحداث الثورة، وفي هذه الثورة ظهر شعار الهلال والصليب، الذي يعتز به المصريون كرمز للوحدة الوطنية والشراكة بين مكونات الشعب المصري.

ويناقش الفيلم محطات التعارض والتوافق بين الأزهر والسلطة، وسعي الحاكم لاحتواء الأزهر وتطويعه لصالحه، وما رافق ذلك من أحداث ونتائج.

تويتر