شارك فيه 30 طفلاً من أصحاب المواهب

عرض للأزياء في غزة المحاصرة

صورة

في الوقت الذي كانت تستعد فيه مدينة غزة لقضاء ليلة مظلمة من ليالي الحصار الموحشة، كان عدد من الأطفال يرسمون بمواهبهم لوحة مختلفة عن حياة البؤس التي يعيشها السكان، وينفضون ببراءتهم وابتسامهم غبار الحصار والدمار الذي لوث حياتهم.

هذه المشاهد تجسدت داخل فندق «المتحف» على شاطئ بحر غزة، الذي شهد إقامة أول عرض للأزياء بمشاركة 30 طفلاً وطفلة من أصحاب المواهب الخاصة، حيث أدوا أدوار عارضي وعارضات الأزياء، مرتدين ملابس مختلفة بألوان وتفصيلات متنوعة، تدب فيها روح الفرح والسعادة.

وحاول الأطفال المشاركون في عرض الأزياء إيصال صوتهم إلى العالم، وإبراز الجوانب المشرقة في حياتهم رغم كل ما يعصف بهم من أزمات.

ومن بين المشاركين في عرض الأزياء الطفل محمد الشيخ، الذي وصل بموهبته الخاصة في حركات ليونة الجسد والاستعراضات البهلوانية إلى نهائيات برنامج (Arab got talent) أحد برامج قناة mbc، حيث قدم محمد عرضاً مميزاً لملابس الأطفال بطريقة لفتت أنظار الحضور، ونالت إعجابهم.

ويقول الطفل محمد الشيخ لـ«الإمارات اليوم»، عقب انتهاء حفل عرض الأزياء «جئت اليوم لأثبت للعالم أن الاحتلال لا يمكن له أن يقتل فينا روح الحياة والإبداع، فلدينا الكثير من المهارات والمواهب وقدرات الإبداع التي نتميز بها عن غيرنا، لكن الاحتلال يحرمنا منها، ويمنعنا من ممارستها».

ويضيف: «شاركت اليوم مع مجموعة من الأطفال لنعبر عن مدى حبنا للحياة وإقبالنا عليها، ولنعرض أزياء الأطفال بطريقة مشوقة تدفع الجميع للإقبال عليها».

وإلى جانب الحضور من أصحاب شركات الأزياء والمهتمون بشرائها، كان أهالي الأطفال المشاركين في العرض يتابعون أبناءهم بمنتهى السعادة، وذلك لتجاوزهم كل الصعاب والأزمات التي يتعرضون لها، وتمكنهم من جذب انتباه الحاضرين لهم من خلال أدائهم الراقي.

تقول خولة الأطرش، والدة أحد الأطفال المشاركين في العرض لـ«الإمارات اليوم»، إن «مشاركة طفلتي إلى جانب العديد من أطفال غزة في عرض أزياء هو الأول من نوعه هي تجربة جميلة وفريدة من نوعها، فقد شجعت ابنتي على المشاركة حتى تثبت ذاتها، وتعبر عن مهاراتها، وتكون (موديل) منذ الصغر». وتضيف: «انطلاقاً من قول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، قررت أن أوصل رسالة إلى العالم من خلال مشاركة طفلتي في عرض الأزياء بأننا شعب نحب الحياة، وأنا أطفالنا يرسمون ابتسامتهم بأيديهم، رغم ما يتعرضون له من قتل وحروب».

وتوضح الأطرش أن «مشاركة الأطفال في فعاليات كبيرة، مثل عرض الأزياء، تدفعهم للتطلع نحو المستقبل، وتعلمهم كيفية تجاوز الأزمات، وعدم الاستسلام لها».

تقول هند الخضري، صاحبة إحدى شركات الأزياء المشاركة في العرض، إن «شركتنا تقدم ملابس للأطفال بطريقة مختلفة، لافتة للنظر، وفريدة من نوعها، فقررنا أن نعرض كل ما هو جديد هذا الموسم، من خلال بعض الأطفال، ليقدموا عروضاً شبيهة بتلك التي يشاهدونها عبر التلفاز».

تويتر