عمل سوري آخر يحمل العنوان نفسه يعرض على عدد من الفضائيات في رمضان

«العراب - نادي الشرق».. عن السلــطة والمال

الرواية تصل إلى الطلاق مع تقدم الحكاية لتتقاطع مع واقعها من خلال قصة العائلة التي تحاول الحفاظ على مصالحها. من المصدر

عن رواية ماريو بوزو الشهيرة «العراب- نادي الشرق»، يستمد المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه، ويعرض على شاشات تلفزيون «أبوظبي» في رمضان المقبل، أحداثه الرئيسة، التي تتناول إمبراطورية «أبوعليا»، زعيم «آل المنذر»، وأحد أكثر رجال الدولة نفوذاً، وما تشهده هذه الإمبراطورية من صراعات وعلاقات، لكن سرعان ما تنفصل أحداث المسلسل عن الرواية وكذلك عن الفيلم الشهير المأخوذ عنها، لترسم حكايتها الخاصة، ويرسم العمل خطوطه الدرامية المستقلة، بحسب ما أوضح مخرج المسلسل حاتم علي، الذي أشار إلى أن الفوراق بين أحداث «العراب» والرواية تصل إلى الطلاق مع تقدم الحكاية، لتتقاطع مع واقعها من خلال قصة العائلة التي تحاول الحفاظ على مصالحها في ظل ظرف سياسي يرتبط مع الواقع الاقتصادي، لتقدم في النهاية عملاً سورياً محلياً، يتناول الأوضاع في سورية في السنوات الأخيرة (2006 -2007)، ويتم تصوير المسلسل في بيروت وأبوظبي.

«العراب»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/318759.JPG

يعرض مسلسل «العراب» ضمن الدورة البرامجية الجديدة لشهر رمضان المقبل على شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، ضمن استراتيجية القناة لاستقطاب أفضل الانتاجات الإماراتية والخليجية والعربية، إضافة إلى الدورات البرامجية الأخرى على مدار العام. وهو من تأليف وسيناريو وحوار رافي وهبي، وإخراج حاتم علي، وإنتاج شركة «كلاكيت» للإنتاج والتوزيع الفني، ويجمع بين نخبة من النجوم، منهم: جمال سليمان، باسم ياخور، باسل خياط، منى واصف، أمل بوشوشة، سمر سامي، سلمى المصري، دانا مارديني، ماهر صليبي.


«قيصر»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/318757.JPG

أوضح الفنان باسم ياخور أنه يقوم في المسلسل بدور «قيصر» أكبر أبناء «نوح» من الذكور، وهي شخصية لا يمكن اعتبارها طيبة أو شريرة بشكل مطلق، لكنه شاب طموح، نشأ في عائلة ذات نفوذ وسلطة، فأصبح شخصية متسلطة تترجم طموحها بطريقة عدائية، نتيجة لما يمارسه والده عليه من تسلط. مشيراً إلى انه مع الأحداث يدخله طموحه في صدام مع والده، لأن لديه فكراً جديداً يجعله يتقارب مع أعداء والده في وجهات نظر ومشروعات معينة، رغم حبه واحترامه لوالده، كل هذه العوامل تجعله يعيش حالة من الصراع تنعكس في تعامله مع زوجته والمحيطين به.

خيار الدراما

الفنانة الجزائرية أمل أبو شوشة فتقوم، بحسب ما أوضحت، بدور «عليا» ابنه «نوح» الكبرى، التي ترى فيه قدوتها، لكن مع الوقت تكتشف أن قراراته كانت لها انعكاسات كبيرة على حياتها، وهي شخصية تؤديها للمرة الأولى.

وعن اختلاف اللهجات؛ قالت إن المخرج حاتم علي يشدد بشكل كبير على اللهجة السورية في الحديث.

وأشارت أبو شوشة التي بدأت مسيرتها الفنية بالغناء إلى أنها اختارت الدراما لأنها أعطتها الكثير، وكبرت معها، لذا كان خيارها أن تكمل في هذا المجال.

وأضاف: «لا ينبغي لأي مسلسل يتناول موضوعاً سورياً أن يهرب من استحقاقات الواقع، فهناك دعوة لتحمل المسؤولية الأخلاقية والفنية، فمن غير الجائز أن نقدم مسلسلاً من دون أن نتطرق إلى الواقع». لافتاً خلال لقاء مع وسائل إعلام إماراتية وعربية نظمته «أبوظبي للإعلام» في كواليس تصوير المسلسل في لبنان، إلى أن تصوير مشاهد من العمل، لأحداث يفترض أنها تقع في سورية، في لبنان، يأتي لصعوبة التصوير في سورية في ظل الأوضاع القائمة حالياً، لذا يحاول تطويع التشابه الجغرافي بين البلدين، رغم صعوبة خلق وطن بديل.

وتحفظ حاتم علي على ما يتردد عن تغير مزاج المشاهد العربي، معتبراً أن هذا التغير ليس له وجود إلا في الصحافة ووسائل الإعلام، لكن لايزال المشاهد بحاجة إلى أعمال جيدة وقيّمة تناقش موضوعات راهنة بجرأة «وهناك الكثير من المسلسلات المهمة التي تم تقديمها عن مشكلات المجتمع، في المقابل هناك محطات تسوّق نوعاً آخر من الدراما، بحجة أن المشاهد يحتاج إلى الترفيه، لكن مازلنا نراهن على ذائقة الجمهور وقدرته على التفريق بين الجيد والضعيف».

وذكر علي أنه يشارك أيضاً في العمل بالتمثيل من خلال شخصية «نورس» التي تقدم نقيضاً لعائلة «نوح»، فهو صحافي مثقف، ينتمي إلى أحد الأحياء الشعبية الفقيرة.

وعن وجود مسلسل سوري آخر، يستلهم رواية «العراب»، ويحمل العنوان نفسه، وكذلك يعرض في شهر رمضان أيضاً على عدد من الفضائيات العربية؛ اعتبر الفنان جمال سليمان أن الأمر محض مصادفة، وحدث من قبل مرات عدة، وعلى الجمهور أن يختار. موضحاً أن رواية «العراب» اقتبست عشرات المرات، وتم تقديمها في سلسلة من الأفلام، فهي تتناول حكاية «العائلة»، ويمكن أن تكون العائلة في أي مكان، كما أن الحب لم يبدأ بـ«روميو وجولييت»، لكنه ارتبط بها وارتبطت به.

وأشار سليمان إلى أن العمل يصنع حكايته المختلفة، عبر فكرة صناعة الثروة ومظاهر الفساد، وارتباط المصالح الاقتصادية بالأوضاع السياسية في كل المجتمعات. مبيناً أنه يقوم بدور «نوح» أو «أبو عليا» الذي قدم من قرية فقيرة، غادرها مبكراً وكارهاً مع نشوء ظروف اجتماعية وثقافية وسياسية معينة، ليجد لنفسه مكاناً في الصفوف الأولى ليبني عالمه الخاص، وترتكز الأحداث على الماضي الذي يحاول «نوح» الانتقام منه، والصراع حول المصالح الاقتصادية وموقعه السياسي، وكيف يواجه المتغيرات الجديدة التي تتطلب منه ترك موقعه.

وعن ارتباط «العراب- نادي الشرق» بالأوضاع الحالية في سورية؛ قال سليمان «ننتمي إلى مدرسة تؤمن بأن أبسط قصة لابد أن ترتبط بالواقع، وليس هناك شيء يمكن أن ينفصل عن واقعنا الذي نعيشه، فنحن أبناء بيئتنا وظروفنا». موضحاً أن المسلسل لا يسعى إلى تحليل أسباب ما حدث، لكنه يشير إلى أن الحياة التي لا تقوم على احترام القانون والحق تخلق حالة من الغضب والثورة.

تويتر