أشارت إلى صعوبة اختيار موضوعات برنامجها «نون» نظراً لطبيعة النساء وحساسيتهن

روناك عادل: أنحاز إلى هموم الناس

صورة

بين دراستها الفنون الجميلة، وتخصصها في الإعلام، مشوار مهني قطعته الإعلامية العراقية، روناك عادل، بكل إصرار وثقة، لتصل إلى محطتها الحالية في قناة «الآن»، التي تقدم فيها عدداً من البرامج التلفزيونية والإذاعية، إلى جانب نشرات الأخبار. «الإمارات اليوم» اقتربت من تجربتها الإعلامية لتتعرف إلى مختلف محطاتها، وأهم ما يميز مساراتها، ومختلف اللحظات الإنسانية التي عاشتها الإعلامية أثناء عملها مراسلة ميدانية في العراق، رحلة يمكن الحديث عنها بالكثير من الدفء الذي يشبه إلى حد كبير شخصية صاحبته.

الأقرب إلى قلبي

قالت الإعلامية العراقية، روناك عادل: «انتظر من الحياة كل الأشياء الجميلة، وأمضي معظم وقتي مع بناتي، رغم أن لدي حياة اجتماعية مزدهرة، أقضيها بين بيتي وزوجي وأصدقائي، ولهذا السبب أحب حياتي في دبي، وأعتبرها المكان الأمثل الذي يتمتع فيه الشخص بالحرية، وينطلق في مجال الإبداع إلى أبعد حدود. أحب دبي لأنها احتضنت أحلامي، ودفعتني نحو النجاح، وفتحت لي أبواباً وآفاقاً كثيرة، وأعتبرها اليوم الأقرب إلى قلبي بعد العراق».


الحدث الأحلى

تشعر روناك عادل بالسعادة وهي تتحدث عن تجربة الأمومة التي تقطف ثمارها الحلوة، وتتمتع بلحظاتها الجميلة، منذ أربعة أشهر، بعد أن أصبحت للمرة الأولى الإعلامية الأم التي تحاول الموازنة بين عملها وأسرتها الصغيرة، التي غيرت حياتها، وجعلتها تتمتع بكل لحظة تقضيها بصحبة «أحلى توأم»، على حد قولها.

لا تنسى روناك أن تستذكر البيئة الإعلامية الأولى التي احتضنتها في بداية مشواها المهني، حيث لا تنكر فضل «قناة الشرقية» التي فتحت لها أبواب التلفزيون، وزودتها بآليات العمل الإعلامي، وأسهمت بشكل كبير في صقل موهبتها وتطوير قدراتها، ومن ثم تأهيلها لتحديات مستقبلية أكبر، قائلة: «سأبقى ممتنة لهذه التجربة الفريدة التي رافقت خطواتي، وزودتني بمقتضيات العمل التلفزيوني، وساندت عثراتي في بداية الطريق».

طموحها الكبير أسهم بشكل كبير في تخصصها في الإعلام، بعد دراستها الرسم والنحت والتشكيل في كلية الفنون الجميلة ببغداد، وتقدمها للعمل مصممة ديكور في «الشرقية»، لكن إدارة القناة قررت دمجها في تجربة الشاشة مباشرة، لما لمسته فيها من موهبة فريدة، رشحتها كمراسلة ميدانية لأخبار الحرب في العراق، حيث لم تتوان روناك طوال تلك الفترة عن تطوير أدواتها، وتحسين مهاراتها المهنية من خلال مجموعة من الدورات التدريبية التي التحقت بها، لتمضي في ما بعد إلى تجارب إعلامية لاحقة، تدرجت فيها على مدى سبع سنوات من العمل الميداني إلى غرف الأخبار، ومن ثم إلى تقديم العديد من البرامج الاجتماعية والسياسية المتنوعة.

كما لا تنكر روناك في السياق نفسه أهمية الفرصة التي قدمتها لها قناة «الآن»، وتتابع حديثها مع «الإمارات اليوم» قائلة: «في (الشرقية) حاولت تطوير أدواتي الإعلامية قدر الإمكان عبر التدرج المهني، لكن (الآن) قناة عربية فتحت لي الأبواب الحقيقية التي أحلم بها، لأنها كانت ولاتزال المدرسة التي يمكن للمذيع أن يتعلم فيها جميع متطلبات الإعلام المرئي، بمختلف مراحله، بداية من تحرير الأخبار وتنفيذ النشرات إلى تجربة المونتاج، مروراً بكل مراحل العمل التلفزيوني، ولو تحدثت أكثر عن (الشرقية) لقلت إنها تمثل لي بالفعل (جمال البدايات)، بكل ذكرياتها وعثراتها الأولى».

موسمان متتاليان قدمت فيهما روناك برنامج «العراق الآن» في إطلالتها العربية الأولى، بعد انتقالها إلى دبي وعملها في قناة «الآن»، لترصد الشأن العراقي، والقضايا الاجتماعية مع السياسيين والمختصين، قبل أن تبدأ رحلتها الثانية مع برنامج «نون»، في محاولة لدمج موضوعات الساعة والسياسة من وجهة نظر نسائية، تتسم بالعقلانية والحيادية، حيث تقول: «كانت بالمجمل تجربة جميلة، أضافت لي الكثير، نظراً لطبيعة البرامج التفاعلية التي تعتمد على استضافة عدد من الشخصيات النسائية من مختلف الحساسيات الاجتماعية، فقد استضاف البرنامج إعلاميات، وربات بيوت، ومدرسات، ومستشارات في مجال القانون وحقوق الإنسان، لمناقشة بعض القضايا السياسية من وجهة نظر النساء»، وتضيف: «لكنني كنت أحتار بالمقابل في اختيار الموضوعات المطروحة، نظراً لطبيعة النساء وحساسيتهن في تناول بعض الموضوعات، ونظرتهن التي يغلب عليها الطابع الوجداني في بعض الأحيان». إلى جانب عملها مذيعة للأخبار الرئيسة، وتقديمها عدداً من البرامج التلفزيونية، تقدم الإعلامية العراقية، بالتناوب مع زملائها في إذاعة «الآن إف إم»، برنامجاً اذاعياً، يحمل عنوان «مساء الخير سورية»، يتابع الأحداث الميدانية، ويناقش مع النشطاء والسياسيين مختلف المسائل والقضايا التي تخص الشأن السوري، حيث تصف هذه التجربة قائلة: «تجربة الإذاعة صقلت صوتي جيداً، وأخذتني بعيداً عن عالم الشاشة، وتقنيات التقديم التلفزيوني، ومتطلبات الصورة والحضور أمام الكاميرا، فمن خلال مدرسة الأثير تعلمت التركيز على المادة المقدمة، واستفدت كثيراً من تقنيات العمل الإذاعي بالمجمل». تعترف روناك وهي تتصدى لتقديم موضوعات تهم فئة كبيرة من الناس في العراق بأنها لم تستطع أحياناً كثيرة فصل مشاعرها ووجدانها عن الحيادية في تقديم بعض المسائل المتعلقة بموطنها العراق، حيث تقول: «حاولت قدر الإمكان أن أكون حيادية، وألا أظهر الجوانب الوجدانية في طرح الموضوعات، لكنني كنت أنساق أحياناً نحو مشاعري، وأنحاز للدفاع عن القضايا الاجتماعية والإنسانية لبعض فئات المجتمع العراقي، لكنني مع الوقت تعلمت الفصل والحياد في تقديم مختلف الموضوعات».

لكن هل ستتخصص روناك عادل في مجال تقديم البرامج السياسية؟ سؤال تجيب عنه الإعلامية قائلة: «لست الوحيدة المعنية بالسياسة، فالجميع بات اليوم مهتماً بمتابعة مختلف التحولات التي يشهدها العالم، سواء في الوطن العربي أو خارجه، بعد أحداث ما اصطلح على تسميته (الربيع العربي)، الذي جذّر لثقافة الاهتمام بالشأن السياسي ومتابعة تطوراته اليومية، التي لا يمكن التنصل عن تأثيراتها في الواقع اليومي لكل مواطن عربي، مهما كانت ثقافته».

وفي ختام حديثها عن محطات تجربتها الإعلامية، تفاجئنا روناك بالحنين الذي يستيقظ فيها إلى الأهل والديار، فتتابع: «أستذكر العراق بالكثير من الشوق والحنين، والخوف أحياناً كثيرة، فقد تركت في العراق أهلي وعائلتي وذكرياتي الجميلة، لكن يحدوني أمل كبير بالمستقبل، وثقة تامة بأن الغد سيكون حتماً أجمل وأحلى».

تويتر