معرض جماعي لأكثر من 42 فناناً في «برو آرت» غاليري

«الصورة الكبيرة».. حياة الإنسان تتجسد بالألوان

إضافة إلى الاختلاف في المدارس الفنية والخامات شمل المعرض تبايناً واضحاً في القضايا التي يطرحها وتنوعت المشاهد بين تصوير البيئة الثقافية والحياتية، وأعمال مستوحاة من التراث المحلي. من المصدر

جمع المعرض، الذي افتتح أخيراً في «برو آرت» غاليري بدبي، مجموعة من الفنانين تحت عنوان «الصورة الكبيرة»، فحمل مجموعة من الأعمال التشكيلية والتصويرية وكذلك المنحوتات، إلى جانب الأعمال الثلاثية الأبعاد والتركيبية. وبالإضافة إلى الاختلاف في المدارس الفنية والخامات، شمل المعرض تبايناً واضحاً في القضايا التي يطرحها، فتنوعت المشاهد بين تصوير البيئة الثقافية والحياتية، وأعمال مستوحاة من التراث المحلي، ليكون الإنسان هو المحور الأساسي لكل ما يطرح، حيث حياته تتجسد عبر الألوان.

تناقض لوني

أوضحت بيري العشماوي، المصرية الجنسية، أنها حاولت أن تستخدم التناقض بين اللونين الأبيض والأسود، وأخذت الصورة التي تبرز الوقت، فتبدو كما لو أنها غير طبيعية من خلال الجسد الراقص للمرأة، الذي وضعته بشكل متناقض ومتقابل. وأشارت إلى كون الرقص يمنح الشعور بالانطلاق والسعادة، فهناك تداخل في الصورة التي تقدمها. ولفتت إلى أنها درست الفن في كندا، وأرادت دخول الفن على الرغم من كونه من الخطوات الصعبة، التي تحتاج إلى تضحية، معتبرة دبي منصة مميزة للانطلاق، وعلى الرغم من التحديات التي تضعها أمام الفنان.

وجمع المعرض ما يقارب 42 تجربة، الأمر الذي يجعل الطروحات متعددة، فنجد بعض اللوحات تمنح الطبيعة مساحة مهمة، مع إضفاء بعض التعديلات، كاللوحة التي وضعت عليها المظلة لتكون إضافية تمنح اللوحة بعداً جديداً، فيما ظهرت الوجوه البشرية كأسلوب يبرز الإنسان بكل تفاصيله وبكل مراحل حياته. أما الإنسان فقد صور من خلال الملامح الإماراتية تارة، ليظهر في المقابل بملامح صوفية، يرقص ليعبر عن الروحانية العالية.

ومن المشاركين في المعرض، اللبنانية عبير طبارة، المعروفة في الفن باسم «عين»، وقالت عن لوحتها «أحب التفاصيل في الوجوه التي أرسمها، لهذا أهتم بالرسم الواقعي، ولهذا رسمت الرجل المسن ليكون الطريق إلى رمزية مرور الوقت، في حين أن يدي المرأة تمثلان العمل»، وأضافت «العمل الذي يحمل عنوان (لا تنتظر أحداً أن يكلمك)، يبرز كيف يكون الانتظار عبارة عن وقت يمر بالفراغ، فهناك حالة انتظار لتلقي الاتصال ولتغيير الحياة»، وأوضحت أنها تحب أن تجمع التناقض في العمل، مع توجيه رسالة، فهي تحث على فقدان الأمل، لأن الأمل يعني الانتظار والأخير قد يصيب المرء بالخيبة».

عرض الأعمال التي تبرز حياة الإمارات، فقد شبه البترول بالبيانو، ورصد براميله كما لو أنها مفاتيح البيانو، موضحاً أن العمل يعبر عن الانتعاش الاقتصادي الذي حل في الإمارات بعد البترول، كما عبر عن التراث الإماراتي من خلال الصقر والطموح، وكذلك من خلال اللؤلؤ الذي حل في عمله الثالث.

بينما قالت الفنانة السودانية، هازار أحمد «قدمت أعمالاً تحمل من إعادة التدوير، وكذلك أيضاً إعادة تشكيل للأوضاع الراهنة، لأنني اعتمدت طي الأخبار السيئة التي أثرت في الناس، ولاسيما أن الكرات التي تشكلت منها الأشكال التي أقدمها، تحمل الأخبار الموجودة في الصحف، التي هي دائماً سيئة في هذه الفترة». وأشارت إلى أن هذه الفكرة طبقتها على أكثر من تصميم، فكانت في أشكال أخرى، ومنها الكرسي والقنديل، منوهة بأن الورقة يمكن أن تحمل حياة أطول تماماً كما الرسم، ولكن هذا يحتاج إلى عناية خاصة، واعتبرت المعرض خطوة مهمة يمكنها أن تفتح لها أبواباً للمستقبل، لاسيما أنها لاتزال في بداية حياتها الفنية.

تويتر