يظهر في رمضان ممثّلاً.. ويشعر بمسؤولية تقديم الموروث الإماراتي

حبيب الياسي: الألـبوم الغنائي أصبح مجرد استعراض

حبيب الياسي: تأثرت بشكل شخصي بمقولة الشيخ زايد الشهيرة: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر أو مستقبل». الإمارات اليوم

منذ انطلاقته عام 1999، حافظ الفنان الإماراتي حبيب الياسي على خياراته الفنية بتقديم الموروث الشعبي الإماراتي بطريقة حققت له النجاح، وحجزت له مكاناً وسط موجة الأصوات الشابة الصاعدة التي تكتسح الساحة الفنية.

ألبوم عاطفي جديد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/8ae6c6c54aa0819a014d158104160438.jpg

كشف حبيب الياسي عن تحضيره لألبوم غنائي جديد بلهجات عربية متنوعة، سيتم طرحه بعد شهر رمضان المقبل ليتزامن مع فترة الأعياد. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «الألبوم يتضمن أغنيات مصرية ولبنانية ومغربية»، وذلك بعد جلسات مطولة أمضاها مع مجموعة من الملحنين من تلك البلدان لتقديم ألحان تتناسب مع طبيعة صوته وأسلوبه في تقديم الأغاني العاطفية، وذلك بعد أن انتهى من تسجيل ألحان أغنية جديدة في تركيا تحمل عنوان «حكاية»، تمهيداً لتركيب صوته في دبي وتصويرها بطريقة «فيديو كليب».

الياسي، الذي يقدم برنامجاً إذاعياً بعنوان «وتر الماضي» على إذاعة دبي، يتهم الألبومات الغنائية بأنها «أصبحت مجرد استعراض»، مفضلاً طرح أغنيات منفردة، قبل إصدار ألبوم.

ويؤكد أنه يشعر بالمسؤولية تجاه تقديم الموروث الغنائي الإماراتي، ويصف ذلك بأنه «خطوة في مجال المحافظة على التراث والموروث الشعبي المحلي»، مذكّراً بمجموعة الأغاني التي قدمها في السابق ونالت استحسان الجمهور، مثل «بدو الخويرة، عدي بشوفك، وأهلا بشوفك»، وغيرها من الأغاني التي أسهمت في انتشار الأغنية الإماراتية التراثية على نطاق واسع.

ويضيف الياسي، لـ«الإمارات اليوم»، حول برنامجه الإذاعي «توقعت لهذا البرنامج الصدى الواسع لدى الجمهور لأسباب كثيرة، أولها كونه يعبر عن البيئة الإماراتية العريقة التي انتظرت أن تلامس فئة كبيرة من الشباب المتعطش للأغاني التراثية وللحكايا القديمة، وهذا أمر أفادني أيضاً على الصعيد الشخصي والفني، لأنني أعتبر نفسي محباً للتراث ومتعمقاً في مختلف تفاصيله، إضافة إلى الفرصة التي يطرحها هذا المشروع الثقافي الإذاعي، الذي سعدت فيه بمرافقة خميس إسماعيل المطروشي، لاكتشاف العديد من الأسماء الشعرية المهمة».

ويتابع «لهذا السبب أتعمد، خلال البرنامج، تقديم الأغنية التراثية بمصاحبة آلة العود، وفق اللحن المتعارف للأغنية لدى الجمهور، كما هو الشأن بالنسبة للقصائد الأخرى غير الملحنة، التي أتعمد أن أضع لها ألحاناً تراثية تتناسب غالباً مع كلماتها».

وسام

يشعر حبيب الياسي بالسعادة، وهو يتذكر أغنية «بدر خويرة»، التي حققت النجاح الكبير على المستويين المحلي والعربي، وتصدرت المركز الأول لأربعة أسابيع متتالية. ويعتبر ذلك دليلاً على قدرة الأغنية التراثية على المنافسة، وحجز المراكز المتقدمة لدى الجمهور، إضافة إلى هذا النجاح قدم الفنان الكثير من الأغاني التي أحبها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويقول الياسي «هذا شرف ووسام على صدري، سأحتفظ به طوال العمر، كما هو دافع دائم لي للمحافظة على الأغاني التراثية، بعد أن تأثرت بشكل شخصي بمقولة الشيخ زايد الشهيرة: (من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر أو مستقبل)، وهذا ما جعلني أشعر بالمسؤولية تجاه بلدي، لتقديم الموروث الشعبي الغنائي، وإبرازه بالطريقة الأجمل».

عودة إلى التمثيل

لا يكتفي الفنان الإماراتي بالغناء والتلحين والتقديم الإذاعي، حيث كشف، لـ«الإمارات اليوم» عن مشروع تقديم برنامج تلفزيوني جديد تقوم «شبكة قنوات دبي» بالإعداد له، إضافة إلى توجهه للمشاركة ممثلاً في مسلسل درامي، يضم عدداً من نجوم الدراما الخليجية والمصرية سيتم عرضه في شهر رمضان المقبل، بعد تجربة المسرح المدرسي الطويلة التي أهلته لتجربة الدراما التلفزيونية، ودراسته الإعلام التي صقلت مواهبه وثبتته على طريق التميز وتقديم الأفضل لجمهوره.

مشوار الياسي الفني يضم اليوم ألبومين غنائيين، وأكثر من 30 أغنية منفردة، إلى جانب عشرات الأغاني المصورة في الإمارات وتركيا ومصر ولبنان.

وعن ما توارد من أخبار عن اقتصار انتشار اسمه الفني على الإمارات، قال الفنان «لديّ العديد من المشاركات الفنية الخارجية، حيث تلقيت العديد من الدعوات للمشاركة في مختلف المهرجانات الفنية الخليجية والعربية المعروفة»، موضحاً أن «من بينها مشاركته في مهرجان (هلا فبراير)، الذي حظي فيه بتكريم خاص إثر تقديم ثلاث لوحات فنية من ألحانه، كما قدم أكثر من أوبريت للإمارات، ودول الخليج العربي، ومصر، بالإضافة إلى مشاركته الدائمة في كثير من البرامج الفنية، التي يتم تصويرها في لبنان مع عدد من نجوم الغناء في العالم العربي».

في المقابل، يعترف الياسي بأن التلحين بالنسبة له «فضول تحرضه القصائد الشعرية»، التي يقوم بتلحينها وعرضها على زملائه الملحنين، قبل أن يغنيها بحثاً منه عن تقديم الأفضل، كما يقر بأنه لا يمانع في تقديم أغانيه بأصوات أخرى بغض النظر عن نجومية الفنان. ويضيف في هذا الإطار «يهمني الصوت وقدرته على إيصال ألحاني، ويكفيني فخراً أنني قدمت في وقت من الأوقات كملحن (أوبريت الوفاء)، بأصوات الفنانين عبدالله الرويشد وأحمد الجميري ولطيفة التونسية وديانا حداد وعاصي الحلاني ودينا بطمة».

شبكات التواصل

يؤكد الياسي أن طرح أغنية واحدة كل فترة هو الأسلوب الأفضل في هذه الفترة، بعد أن «تحول الألبوم الغنائي إلى مجرد استعراض، لا مبرر له»، خصوصاً بعد الاستخدامات الجديدة للشبكة العنكبوتية، التي باتت تتكفل اليوم بهدر مجهود الفنان وعمل شركات الإنتاج الفني، من خلال طرح هذه الأعمال على مختلف المواقع والمنتديات الإلكترونية المختصة. ويقول متابعاً «صحيح أن شبكات التواصل الاجتماعي تساعد على انتشار الفنان وإيصال أعماله للجمهور بشكل أسرع، لكن بالمقابل تعمد إلى تجريده من العائدات المادية المتوقعة من هذه الأعمال، لهذا السبب يمكن اعتبار الأغنية المفردة حلاً أفضل في هذه الفترة، سواء من ناحية الكلفة الإنتاجية أو من ناحية التركيز وضمان تقديم منتج غنائي عالي المستوى من ناحية الكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي، وصولاً إلى التسويق والترويج الإعلامي».

وعلى ذكر التسويق والإنتاج، يكشف حبيب الياسي عن مشروع تأسيسه شركة للإنتاج والتوزيع مع شقيقه علي الياسي، بعد سنوات من ابتعاده عن شركات الإنتاج، خشية الوقوع في مطب الاحتكار، سواء من ناحية اختيار الأغاني وتوقيت إصدارها أو من ناحية الحفلات والمشاركات الفنية والجماهيرية، إذ يقول «واجهت الكثير من الصعوبات في ظل عدم وجود شركات إنتاج فعلية لا تسعى إلى الربح المادي بالدرجة الأولى، وأشعر بالرضا منذ بداياتي الفنية عام 1999، التي قدمت فيها مجموعة من الأغاني العاطفية والأغاني الوطنية، في وقت لا وجود فيه لقنوات غنائية وبرامج فنية مختصة تدعم المواهب الشابة وتصنع النجوم».

بعيداً عن المشكلات

يبدو الفنان الإماراتي حبيب الياسي مسالماً، إذ يعترف بابتعاده عن المشكلات ورغبته في تقريب التجارب مع فناني جيله والاستفادة من تجارب كبار الفنانين، أمثال الفنان عبدالله الرويشد الذي ينصحه دائماً بتقديم كل ما هو قريب من قلبه وإحساسه. ويقول: «أحاول بين الحين والآخر تقديم لحن قريب من قلبي، رغم أنني أدرك غالباً أن هذا اللون لن يلاقي النجاح إلا عند فئة قليلة من الجمهور، وسط الخيارات الجديدة التي فرضتها سوق الأغنية المعاصرة اليوم على الفنان، واندرجت في إطار مواكبة العصر».

كريمة وأروى

قال الفنان حبيب الياسي «كان لديّ عمل خلال الأسبوعين الماضيين مع نجمة برنامج (ذا فويس) كريمة غيث، التي قدمت أغنية (يا حليله)، بالإضافة إلى لحن جديد ستقدمه الفنانة أروى خلال الأسبوعين المـــقبلين».

وأضاف «ليس شرطاً أن أقدم دائماً أغاني تراثية فحسب، لأنني لا أريد في النهاية أن أبتعد عن لون جيلي، وما يتم تقديمه من ألوان جديدة على الساحة الفنية حالياً».

تويتر