متسابق صربي سعى إلى تحطيم رقمه ففقد الــوعي و«اللقب»

«طواويش» الإمارات يقتنصون «ذهب» «فـــزاع التراثية»

الغوص بأسلوب «طواويش» الإمارات جذب متنافسين من كل أرجاء العالم للمشاركة في بطولة فزاع التراثية. من المصدر

بخلاف المظاهر الشكلية المرتبطة باختلاف الإمكانات وتطور العصر، فإنه لا شيء يختلف في أسلوب غوص «طواويش» الإمارات القدامى الذين كانوا يتكسبون من مهنة الغوص، بحثاً عن المحار واستخراج مكنونه من اللؤلؤ، عن الأسلوب المتبع في بطولة فزاع للغوص الحر (الحيارى)، التي اختتمت فعاليات دورتها العاشرة مساء أول من أمس، في مجمع حمدان بن محمد، وهي البطولة التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ويحافظ على تنظيمها سنوياً مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

أول بطولة نسائية في الغوص.. روسية فوق الـ 50

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/277967.JPG

حققت بطولة فزاع للغوص الحر بالأسلوب التراثي التقليدي المعروف في البيئة الإماراتية مفاجأة بتحقيق المتسابقة الروسية المركز الثالث في البطولة المخصصة للمحترفين، وهي نتاليا مولوكــوفا، لتكـون أول عنـصر نســائي يتمكن من الوصول إلى صدارة البطولة.

المفاجأة الأخرى ترتبط بعمر المتسابقة الروسية التي وفدت خصيصاً من بلدها للمشاركة في البطولة، حيث احتفلت مولوكوفا بعيد ميلادها الخمسين، لكنها رغم ذلك تمكنت من التغلب على العديد من المتسابقين الذين لايزالون في مرحلة الشباب، وهو ما أرجعته إلى المحافظة على تمارين التنفس والاسترخاء، حيث ترى أيضاً أن هذه الرياضة التي اكتشفت أنها مرتبطة بالموروث المحلي الإماراتي تساعد أيضاً على صفاء الذهن، وتحسين القدرة على التأمل والتفكير الهادئ المتزن. وأبدت مولوكوفا إعجابها بالمحافظة على موروث محلي على هذا النحو، وتطويعه بحيث يستوعب مشاركات الأجيال المعاصرة، ليس فقط في محيطه الجغرافي، بل أيضاً من قبل أبناء الثقافات المغايرة.


حمد الرحومي: السلامة أولاً

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/277968.jpg

قال رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة إن حالة فقدان الوعي لدى المتسابق الروسي برانكو بتروفيتش تحيل إلى المخاطر الجمة التي كان يتعرض لها «طواويش» الإمارات في رحلة الغوص بحثاً عن المحار واستخراج مكنونه من اللؤلؤ.

وأضاف الرحومي «على الرغم من الخبرة الدولية الكبيرة التي يتمتع بها برانكو، وأنه قام بإعداد دورة للهواة، بالتنسيق مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، من أجل الاستفادة من خبراته، إلا أنه وقع في خطأ عدم تقدير قدرته على التحمل، وكان بإمكانه الاكتفاء بالزمن الذي حققه، أو حتى طلب المساعدة من خلال تحريك «الحبل»، الذي يتم استشعاره في قوارب الإنقاذ، لكنه لم يفعل، وكاد يعرض حياته للخطر».

وأكد الرحومي أن معايير السلامة تبقى مقدمة في مختلف بطولات حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن سواها، بما في ذلك الجانب الفني، والتطلع إلى كسر الأرقام القياسية، مشيداً في الوقت نفسه بالمشاركة الإماراتية والخليجية المتميزة، فضلاً عن مشاركات الناشئين أيَضاً في هذه الدورة.

وحرصت اللجنة المنظمة للبطولة، على الرغم من تعدد جنسيات المشاركين في البطولة، على تأكيد أنه لا يمكن للغواص المعاصر الاستفادة من الأدوات الحديثة التي تساعد الغواص في مهمته، مثل بدلة الغوص والزعانف والمؤقت وغيرها، وأن جميع المتسابقين عليهم أن يعايشوا الأجواء نفسها التي كان يتعرض لها طواويش الإمارات، وأن يكون الغوص على مسافات بعيدة، تضاهي تلك المسافات التي كان يضطر الآباء والأجداد للوصول إليها بحثاً عن المحار الذي قد يحتوي اللؤلؤ، وقد لا يكون كذلك في نهاية الأمر.

عشرات الغواصين من الإمارات ودول الخليج، والعديد من الدول الأوروبية، بمن فيهم متسابقون لهم أرقام دولية مهمة في مجال الغوص، سعوا للمشاركة في منافسات البطولة، لكنهم كانوا بحاجة في البداية للإلمام بتفاصيل الغوص التقليدي، ونمطه المتوارث في البيئة الإماراتية، حيث يبقى الغواص على تماس مع رفقائه على متن القارب أو البر، من خلال حبل، يقوم بتحريكه، حينما ينهي مهمته، أو عندما يشعر بأنه أضحى غير قادر على الوجود تحت سطح الماء أكثر من هذا، ولدواعي السلامة يجب أن تتم هذه العملية قبل وقت مناسب من نفاد قدرته على التحمل، لأن عمق مسافة الغوص يعني أن هناك وقتاً إضافياً سيستغرقه في رحلة العودة إلى البر.

ومع صعوبات جمة اعترضت حتى بعض الأبطال العالميين الذين لهم أرقام مرموقة مسجلة في بطولات عالمية ودولية، فقد أظهر «الطواويش» الإماراتيون الجدد مهارة فائقة، واستطاعوا في غياب «اللؤلؤ» ان يجنوا «الذهب»، بعد أن تصدروا البطولة الخاصة بالمتسابقين المواطنين والخليجيين.

في مقابل، استبعد البطل الصربي برانكو بيتروفيتش من المسابقة، بسبب فقدانه الوعي بعدما حاول تحطيم رقمه القياسي الذي سجله في التصفيات الأولية، والوصول إلى حاجز الدقائق العشرين، على الرغم من أنه كان بمقدوره الاكتفاء بالرقم المسجل نفسه لضمان الصدارة، وتسجيل الإماراتي حمد سعيد فرج رقماً قياسياً جديداً عن فئة الهواة، متفوقاً بذلك على بطل الأعوام الثلاثة الماضية، ناصر عبيد الرزي، بثانيتين فقط، وحصول البطلة الروسية الشهيرة على المركز الثالث، لتكون أول متوجة نسائية في تاريخ البطولة. جاءت الدورة العاشرة زاخرة بالكثير من مظاهر الندية والإثارة التي عايشها جمهور حرص على الإبحار باتجاه زمن الغوص.

وكان المركز الأول لفئة الهواة المخصصة للمواطنين وأبناء دول مجلس الخليج العربي من نصيب الإماراتي حمد سعيد فرج في زمن وقدره ٥:٥٠ دقيقة.

بينما حصل الإماراتي ناصر عبيد الرزي على المركز الثاني في زمن قدره ٥:٤٨، وحصل العماني خميس عبدالله خميس العريمي على المركز الثالث في ٥:٣٦ دقيقة.

أما فئة الناشئين فجاءت مراكزها الأولى جميعها إماراتية، حيث تصدرها أحمد علي الزرعوني بـ2:15 دقيقة، فيما حصل الإماراتي خالد هاشم المرزوقي على المركز الثاني في زمن قدره 1:53 دقيقة، وأحرز الإماراتي سيف عبدالرحمن الشامسي المركز الثالث بزمن وقدره 1:33 دقيقة.

وقد طغت المفاجآت على نتائج فئة المحترفين، وتغير مسارها بعدما استبعد الحكام بطل العام الماضي برانكو الذي بدت عليه علامات الإغماء للحظات فور أن رفع رأسه من الماء، وفشل في الاستجابة لنداءات المشجعين بمحاولة التنفس، فهرع المنقذون الذين أحاطوا المتسابقين من كل اتجاه إليه، إلا أنه تدارك الموقف، لكن بعد فوات الأوان.

وباستبعاده، ابتسم الحظ تارة أخرى للكرواتي غوران كولاك، ليحصل على المركز الأول بجدارة ويحقق زمناً قدره 8:36 دقيقة، ونظيره الكرواتي فيلجانو زنكي حصل على المركز الثاني بزمن قدره 8:04 دقيقة، فيما حصلت الروسية نتاليا مولوكوفا على المرتبة الثالثة بزمن قدره 7:38، لتكون بذلك أول سيدة تحصل على أحد المراكز الأولى في تاريخ السباق.

وقد حصد المتسابقون عدداً من الجوائز القيّمة، فحصل صاحبا المركز الأول عن فئة المحترفين وفئة الهواة على سيارة «رنج روفر» بينما حصل صاحبا المركز الثاني والثالث عن الفئتين على سيارات «نيسان»، وحصل جميع المتأهلين للنهائيات على جوائز نقدية قيّمة.

من جهته، أكد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة حمد الرحومي، أن معايير السلامة تبقى مقدمة دوماً على أي جانب آخر، ولو كان ذلك على حساب المستوى الفني للبطولة، مضيفاً «تتضمن شروط الاعتداد بالنتيجة ألا يفقد المشارك وعيه، وألا يترك الحبل الذي يمسك به خلال الغوص حتى يخرج من تحت الماء».

وأضاف «جاء قرار اللجنة باستبعاد برانكو بناء على ما شاهدناه بأعيننا، وما سجلته الكاميرات، وقد راجعنا التسجيل، وتأكدنا من أن برانكو أفلت الحبل، ومن ثم فقد الوعي، ونحن من جانبنا لا نتهاون في أمان المتسابقين وسلامتهم وقوانين المسابقة، وما حدث هو خطأ من طرف برانكو، ونحن نوجه رسالة إلى جميع المشاركين أن يعرفوا جيداً حدود قدراتهم، وألا يخاطروا بحياتهم ليفقدوا أرواحهم أو يفقدوا مشاركتهم، كما أننا بهذا القرار كلجنة منظمة، نحافظ على سمعة البطولة ونزاهة التحكيم».

وقد تم استبعاد متسابقين آخرين من البطولة في فئة الناشئين، لفقدانهم الوعي، واستطاعت كوادر الإنقاذ المُجهزة والمُدربة أن تتدارك الأمر مباشرة وتُسعف المتسابقين على الفور، فلم يضطروا لنقلهم إلى المستشفى. أما برانكو فقال إن شعوره بالبرد داخل الماء وحين خروجه جعل رئتيه تتقلصان، وأردف قائلاً: «شعرت بالتعب حينما خرجت، والإختناق يحصل بعدما تخرج من الماء، فأنت تحاول التنفس، لكن رئتيك لا تستجيبان».

تويتر