متنزه كروغر الوطني

لابد أن تكون من عشاق المغامرة وتمتلك القلب الشجاع لكي تذهب هناك.. فهي ليست مجرد محمية.. لكنها أكبر محمية طبيعية في جنوب أفريقيا، بمساحة تبلغ 19633 متر مربع، وهو أول متنزه وطني تم إنشاؤه في البلاد عام 1926، الذي يمتد عبر أراضي مقاطعتي ليمبوبو، ومبومالانغا في الشمال الشرقي جنوب أفريقيا، والمحمية من قبل الحكومة منذ عام 1898، وكان ذلك لهدف تنظيم عمليات الصيد، وحماية الحياة البرية الطبيعية في المنطقة، وقد سمي المتنزه على اسم "باول كروغر" أحد الشخصيات المهمة في تاريخ جنوب افريقيا الحديث. وهو الآن، من أفضل وأشهر الوجهات السياحية في قارة افريقيا.

ويتميز المتنزه بخصوبة أراضيه، وكثافة وتنوع أشكال الحياة النباتية فيه، ما أدى بالتالي إلى ازدهار الحياة البرية بعيداً عن تدخل الانسان المباشر، ولكن من الأفضل أن تذهب إليه شتاء عندما يكون الجو جافاً، ودرجة الحرارة معتدلة، والنباتات أقل كثافة، مما يتيح المجال لرؤية الحيوانات البرية بشكل أفضل، فالمناخ العام في المنطقة شبه استوائي، وهو حار ورطب صيفاً.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/3-Kruger.jpg

ويشتهر متنزه كروغر بكونه ملاذاً طبيعياً مذهلاً، تزدهر فيه فصائل "الطرائد الخمسة الكبار" الشهيرة: الأسد الافريقي، والفيل الافريقي، ووحيد القرن الأسود، والجاموس الإفريقي، والنمر الإفريقي. بالإضافة إلى فصائل الستة الكبار من الطيور، وفصيلة الأسود البيضاء النادرة. ذلك لا يعني أبداً أنها الفصائل والأنواع الوحيدة التي ستراها هنا، فالمتنزه يعج بـ147 فصيلة مختلفة من الحيوانات، و517 فصيلة من الطيور، وأعداد أخرى من الأسماك والبرمائيات، وهو يعد الأول عالمياً في تنوع أشكال الحياة البرية فيه.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/4-Kruger.jpg

ويعود الفضل لهذا المتنزه بحماية فصيلة الفيل الافريقي بشكل أساسي من عمليات القتل وزيادة تعدادها في جنوب أفريقيا، إلى جانب عدد من الفصائل الأخرى التي تزدهر الآن في المنطقة. المتنزه مسيج ومحاط بأحدث وسائل المراقبة والحماية، وذلك لحماية سكان المناطق خارج المتنزه من تفشي أي أمراض، ولتسهيل عملية حماية الحيوانات على الطرف الآخر من الصيد الجائر.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/2-Kruger.jpg

ويضم المتنزه 21 مخيماً واستراحة مهيأة لاستقبال الزوار والرحالة والمخيِّمين، و15 نزلاً فارهاً مخصصاً لرحلات السفاري، و9 طرق محددة يمر بعضها في مناطق برية غاية في الجمال والروعة بعيدة عن تدخل الانسان، بالإضافة إلى ملعب غولف هائل وغير مسيّج، لذلك قد يزور أحياناً مباريات الغولف هنا مشاهدين غير اعتياديين!.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/5-Kruger.jpg

وقد عانت المنطقة كثيراً في الماضي، من محاولات الصيد الجائر، لذلك تم على مراحل، منذ أواخر القرن الماضي، اتخاذ عدد من الاجراءات الصارمة للحد من هذه المحاولات، كحشد فرقة مكونة من 650 حارس غابة بدعم من الشرطة والدفاع الوطني، واستخدام عدة طائرات من دون طيار، وطائرات مروحية، ومراقبة الحدود مع موزمبيق "التي يتسلل منها أغلب الصيادين" بشكل مكثف عبر أجهزة متطورة.
 

تويتر