المشاهد بحاجة إلى 32 ساعة يومياً لمتابعتها بخــــلاف الإعادة والفواصل
القنوات المحـــلية تبدأ السباق الدرامي بـ 48 مسلسلاً
نبدأ في الإعداد لدورة رمضان مبكراً جداً.. صيغة تكاد يتفق عليها معظم القنوات الفضائية، وتؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها تلك القنوات لدورة شهر رمضان، التي تبقى دائماً الأكثر أهمية لدى إدارات تلك القنوات، والأكثر حظوة بعقود الإعلانات.
هذا الاهتمام جعل المشاهد العربي على موعد سنوي بعدد من المسلسلات يقارب الـ100 مسلسل تكشف جميعها على قنوات مختلفة خلال هذا الشهر، وهو الرقم الذي حافظت على الاقتراب منه الأعمال الدرامية أيضاً هذا العام، إذ تبدأ القنوات الفضائية المحلية اعتباراً من الليلة سباقاً سنوياً اعتادت أن تدخله مع بداية شهر رمضان المبارك، بطله الأول الأعمال الدرامية، من خلال دورة برامجية هي الأكبر كلفة، على مدار العام، لكنها أيضاً الأوفر ربحاً من حيث عائدات الإعلانات التجارية.
|
أحمد الجسمي: ترمومتر سنوي وصف الفنان أحمد الجسمي مؤشرات رضا الجمهور عن دراما رمضان بـ«المؤشر» السنوي الذي لا يجعل فقط المنتجين، بل الممثلين والمخرجين، وسائر المنتمين إلى صناعة الدراما، عند مستوى إجادتهم الحقيقية. ورأى أن «ردة فعل الجمهور، ومدى تفاعله مع ما يقدم، وكذلك نجاح العمل في إثارة الجدل الإيجابي وخروجه عن النمطية، كلها تبقى معايير نترقبها، كما نترقب أيضاًَ الملاحظات جميعها، سواء السلبية أو الإيجابية من أجل تطوير الذات». وتوقع الجسمي أن يظل شهر رمضان مستقطباً لأفضل الأعمال الدرامية، لأن «هناك عوامل كثيرة رسخت هذا الواقع، ولا أتوقع أن تتلاشى في المستقبل القريب على الأقل». تعويض قائمة الخيارات أمام المشاهد تتسع عربياً وخليجياً بشكل متواتر هذا العام أيضاً، إذ عوّضت المسلسلات المصرية تقلص إنتاجها النسبي خلال مرحلة ما بعد أحداث ثورة 25 يناير، في الوقت الذي استمرت فيه المعدلات العالية لإنتاج الدراما الخليجية، أما الدراما السورية فلجأ منتجوها إلى ابتكار حلول متعددة للتغلب على حالة عدم الاستقرار في سورية، أبرزها التصوير في الخارج، خصوصاً في الإمارات، إلى جانب الاستعانة بنجوم سوريين في أعمال مصرية وخليجية متعددة، وهو ما أفرز عدداً كبيراً من المسلسلات تقارب الـ100 مسلسل. علي الرميثي: الدراما الأفضل قال مدير تلفزيون دبي علي الرميثي، إن ما يميز الدراما المعروضة خلال شهر رمضان، ضمن خيارات القنوات الفضائية أنها تبقى هي الأفضل من وجهة نظر مختاريها، مشيراً إلى أن هذا القدر الكبير من الأعمال، يبقى في جانب منه لمصلحة المشاهد، الذي يصبح سيد الموقف، وليس مضطراً لمتابعة سوى الأعمال الأكثر تميزاً. وأضاف أن «رضا الجمهور هو المعيار الأول في مجال الإعلام الفضائي، في ما يتعلق بصناعة الدراما، لذلك فإنه إلى جانب إحصاءات المشاهدة التي تفيد في إطار معرفة اتجاهات الجمهور وخياراته، فإن التنوع في الدورة البرامجية الواحدة، يبقى معياراً أساسياً ليس فقط في الدورة الخاصة بشهر رمضان، بل بمختلف الدورات البرامجية». |
ورفعت أغلبية القنوات حصصها من المسلسلات الدرامية، ليصل المعروض الدرامي اليومي لمشاهديها إلى نحو 32 ساعة في اليوم الواحد، عبر 48 مسلسلاً، متوسط بث كل منها يبلغ نحو 40 دقيقة، بخلاف الفواصل الإعلانية، محققة قفزة قوامها ثلاث ساعات كاملة في نصيب المشاهد نفسه خلال رمضان الماضي الذي شهد عرض 29 ساعة من الأعمال الدرامية يومياً.
ويجد أبطال دراما رمضان أنفسهم هذا العام أمام منافسة جديدة ممثلة في سخونة مباريات كأس العالم لكرة القدم، لاسيما في ظل تداخل توقيت نقل تلك المباريات مع أوقات ذروة متابعة المسلسلات، ما دفع القائمين على إعداد الدورات البرامجية إلى التدقيق في اختيار أوقات الإعادة، على نحو لا يجعل الحلقة نفسها تتعارض مرتين مع فعاليات «المونديال». وتتصدر القنوات التلفزيونية لمؤسسة دبي للإعلام قائمة الأكثر استقطاباً لمسلسلات جديدة هذا العام، إذ تبث «دبي» و«سما دبي» و«نور دبي» مجتمعة 17 مسلسلاً، تتنوع بين العربية والخليجية والمحلية، تليها القنوات التابعة لشركة أبوظبي للإعلام من خلال 12 مسلسلاً مختلفاً، في حين فضلت قناة الشارقة الفضائية التركيز بشكل أكبر على البرامج مكتفية بعرض ثلاثة مسلسلات درامية، خلافاً لثلاثة برامج أيضاً ذات قالب درامي. وخصصت «سما دبي» ثلاثة أعمال من ضمن حزمتها من المسلسلات للدراما المحلية، واختار تلفزيون دبي العمل متعدد الأجزاء «طماشة» في جزئه الخامس ليكون عنواناً للدراما الإماراتية على شاشتها، في مقابل عملين على شاشة أبوظبي الإمارات. وخلافاً لقناة «الظفرة» الإماراتية التي اشترت ثمانية مسلسلات جديدة خليجية وعربية للمنافسة ذاتها، فإن قنوات الفجيرة وعجمان ورأس الخيمة، قررت الاكتفاء ببث ثمانية مسلسلات معادة، في مقابل تركيز أكبر على البرامج المسجلة والمباشرة، خصوصاً برامج المسابقات. قائمة الخيارات أمام المشاهد تتسع عربياً وخليجياً بشكل متواتر هذا العام أيضاً، إذ عوضت المسلسلات المصرية تقلص إنتاجها النسبي خلال مرحلة ما بعد أحداث ثورة 25 يناير، في الوقت الذي استمرت فيه المعدلات العالية لإنتاج الدراما الخليجية، أما الدراما السورية فلجأ منتجوها إلى ابتكار حلول متعددة للتغلب على حالة عدم الاستقرار في سورية، أبرزها التصوير في الخارج، خصوصاً في الإمارات، إلى جانب الاستعانة بنجوم سوريين في أعمال مصرية وخليجية متعددة، وهو ما أفرز عدداً كبيراً من المسلسلات تقارب الـ 100 مسلسل عربي.
وقلل مدير تلفزيون دبي علي خليفة الرميثي، من مخاطر تزامن الموسم الأبرز للدراما العربية مع منافسات «المونديال»، معولاً على دقة اختيارات «تلفزيون دبي للأعمال التي انتخبها لمشاهديه على شاشته»، مضيفاً أن «المنافسة في كل الأحوال تظل صحية، لكننا واثقون بأن الموسم الرمضاني الحالي سنكون خلاله الأكثر تميزاً، ومن ثم الأكثر مشاهدة».
وتابع «اهتمامنا بالدورة البرامجية لشهر رمضان، نابع من اهتمام المشاهد نفسه بها، ومن ثم فإننا نسعى إلى توفير نخبة متنوعة من البرامج تناسب مختلف الشرائح، ويبقى المشاهد دائماً سيد قراره في فعل المتابعة نفسه، إذ تتنوع الأعمال، ليس فقط بناء على معايير إنتاجية، بل كذلك في ما يتعلق باللون الدرامي والمحتوى».
وأقر مدير قناة الفجيرة الفضائية غسان الحبال، بأن المنافسة من خلال عرض أعمال درامية جديدة تتطلب تخصيص ميزانية كبرى لدورة شهر رمضان البرامجية، مضيفاً أن «خيار عرض دراما معادة يؤشر إلى أن رهاننا الحقيقي خلال هذه الدورة على البرامج المباشرة، وبصفة خاصة تلك التي يبقى فيها الجمهور هو الطرف الآخر المشارك في صنعها، سواء من خلال وجوده المباشر في موقع الفعاليات، أو عبر تواصله الهاتفي». وتابع «الدورة البرامجية هي الأهم في سياق التعاقدات الإعلانية، لكنها تظل دورة وحيدة، ويجب أن يكون اهتمام إدارات القنوات بمختلف الدورات على مدار العام، سواء من خلال التوزيع المتزن للميزانية، أو عبر السعي لإنتاج برامج بطاقات وجهود ذاتية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news