لجرأة موضوعاتها أو لأسباب سياسية

دراما رمضانية تثير الجدل قبل عرضها

صورة

يبدو أن الجدل بات سمة ملازمة للموسم الدرامي الرمضاني، فلا يكاد يمر عام من دون أن تبرز بعض الأعمال الدرامية التي تثير حولها حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، والغريب أن حالة الجدل في بعض الأحيان تسبق عرض العمل أو حتى الإفصاح عن مضمونه بشكل واضح، وعند عرض العمل يكتشف المشاهد أن الأمر ليس كما تم الترويج له.

من الأعمال التي كانت سباقة في إثارة الجدل هذا العام مسلسل تأجل عرضه من العام الماضي، ليعرض في رمضان 2014، وهو المسلسل الكويتي «أمس أحبك وباجر وبعده»، الذي أثار عاصفة من الجدل والمطالبات بعدم عرضه عقب عرض قناة «إم بي سي»، «برومو» قصير عن العمل، ووجد بعض المشاهدين أنه يتعرض لقضية «زنا المحارم»، ما يسيء لصورة المجتمع الكويتي والخليجي، ويخالف الواقع، بالإضافة إلى أن هذه الموضوعات لا تتناسب مع طبيعة شهر رمضان. ولكن الرد جاء سريعاً من إدارة مجموعة «إم بي سي»، التي نفت في بيان لها أن يكون المسلسل له علاقة بقضية «زنا المحارم»، مبدية أملها أن يسهم البيان «في وضع حد للتكهنات والافتراءات والحملات المغرضة التي طالت المسلسل بشكل استباقي، في الوقت الذي لم يشاهده أحد غير القيمين عليه والمعنيين به».

بيئة شامية

لم تنجُ الدراما السورية من الجدل الذي انصب في معظمه على الدراما الحديثة التي تتناول الحارة الشامية القديمة، متهماً إياها بتقديم صورة غير واقعية عن الحارات الدمشقية وشكل الحياة فيها، وإظهار الماضي بصورة أكثر إشراقاً تعيش فيه أشخاص تحمل كثيرا من المثالية غير الواقعية، لتبدو كأن الحارة باتت في هذه الأعمال ديكورا سياحيا يساعد على تسويق العمل، دون أن يقابله جهد توثيقي لربط المضمون بجوهر الحارة فعلياً او التعامل معها كمجتمع مصغر يتم من خلاله مناقشة قضايا سورية.


«أهل إسكندرية» في دائرة الجدل

دخل مسلسل «أهل إسكندرية» دائرة الجدل بقوة بعد أن أصدر مؤلفه بلال فضل بياناً يعلن فيه تراجع قناتي المحور والحياة المصريتين عن عرض المسلسل، بعد ان كان مدرجاً على خريطتهما الدرامية في رمضان، مرجعاً ذلك إلى تناول العمل قصة ضابط شرطة فاسد قبل ثورة يناير 2011. وقام بطل العمل عمرو واكد بتدشين هاشتاج على تويتر بعنوان «ضد وقف عرض أهل إسكندرية». كما عبر بطل المسلسل هشام سليم عن استيائه من هذا التصرف.

على الجهة الأخرى، نفت إدارة قناة المحور وقف عرض المسلسل أو استبعاده. مؤكدة عرضه في رمضان. مبدية تعجبها من انتشار هذه الشائعة. بينما قال المستشار الإعلامي معتز صلاح الدين لقناة الحياة إنه إلى الآن لم يتم تحديد الأعمال النهائية التي سيتم عرضها في رمضان بشكل نهائي، وهو ما يعني عدم صحة الأنباء المنتشرة حالياً في عدد من المواقع، ويتنافى بالتالي مع بيان بلال فضل مؤلف المسلسل.

وذكر البيان أن «(أمس أحبك وباجر وبعده) هو مسلسل درامي، يلائم العائلة العربية بجميع أفرادها، سواء في شهر رمضان أو غيره من أشهر السنة. كما أن النص حائز موافقة من وزارة الإعلام الكويتية، وتم وضع إعلان المسلسل بطريقة معينة لجذب الانتباه ولفت الأنظار، وبالتالي فإن الحملة التي طالت المسلسل لا أساس لها من الصحة إطلاقاً».

عمل خليجي آخر أثار جدلاً استباقياً قبل عرضه، وهو مسلسل «كعب عالي»، الذي من المقرر عرضه على شاشة قناة دبي، واستند معظم مهاجميه إلى عنوانه الذي يشير إلى مضمون لا يتماشى مع طبيعة الشهر الفضيل مطالبين بعدم عرضه، وهو ما استغربه منتج المسلسل المنتج الكويتي محمد المطيري، الذي عاش من قبل تجربة مماثلة مع الجدل الاستباقي في مسلسل «بنات الثانوية»، حيث ابدى المطيري استغرابه من الهجوم على المسلسل دون الاطلاع على مضمونه، بينما اعتبر مؤلف العمل الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد الجدل حالة صحية وفي مصلحة العمل.

ورغم أن المسلسل الكويتي «أربعة قلوب» لم يدخل دائرة الجدل، إلا أن مؤلفه عبدالعزيز الحشاش توقع أن يحدث المسلسل جدلاً عقب عرضه بسبب جرأة موضوعه وجدته، لافتاً إلى انه سعى قدر المستطاع لمعالجة الموضوع درامياً بما يتناسب مع طبيعة شهر رمضان. ويتناول المسلسل قصة أربعة شباب، فتاتان وشابان تربطهم صداقة، ورغم العلاقة البريئة بينهم يتعرضون لعدد من المشكلات، ويصطدمون بالتقاليد التي ترفض الصداقة بين الرجل والمرأة.

الدراما المصرية كذلك لها نصيب غير قليل من الجدل، وهو جدل تعددت أسبابه، بعضه اعتمد على الإعلان الترويجي للعمل وما تضمنه من مشاهد أو ألفاظ، خصوصاً في ظل تعدد الأعمال التي تدور حول جرائم قتل وفساد، وجاء في مقدمة الأعمال المثيرة للجدل مسلسل «كلام من ورق»، بعد ظهور بطلته الفنانة هيفاء وهبي في الإعلان عن المسلسل بمظهر جريء وهي تدخن سيجارة. أيضاً هاجم رواد المواقع الاجتماعية الفنان مصطفى شعبان ومسلسله الذي سيعرض هذا العام «أمراض نسا»، معتبرين ان شعبان بات يكرر نفسه في أعمال تعتمد على الإثارة والعلاقات النسائية. ومن الأعمال التي تتناول جرائم قتل، مسلسل «ابن حلال» الذي يتناول جريمة قتل ابنة فنانة مشهورة يتهم فيها شاب من الطبقة الفقيرة، وهي قريبة من قضية ابنة الفنانة ليلى غفران، أمّا قضية الفنانة سوزان تميم التي شغلت الرأي العام العربي لفترة طويلة، فهي موضوع مسلسل «المرافعة»، الذي تأجل إنتاجه أكثر من مرة. بينما أثارت أعمال أخرى جدلاً بنكهة سياسية، مثل مسلسل «السيدة الأولى»، الذي أثار موجة من التكهنات حول الشخصية الحقيقية التي يقصدها العمل.

في الاتجاه نفسه، يقف مسلسل «صديق العمر»، الذي يتناول علاقة الصداقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، حيث ينتظر الجمهور ليرى كيف سيتناول العمل المأخوذ عن كتاب «الرئيس والمشير» للراحل ممدوح الليثي، الشخصيتين ومن منهما سيتصدر البطولة، وكيف ستظهر شخصية برلنتي عبدالحميد التي تقوم بها الفنانة درة، إلى جانب كيفية معالجة العمل لوفاة عبدالناصر (هل وفاة أم انتحار؟).

تويتر