بروين عارف: شهرزاد طبيبة نفسية

وصفت خبيرة التراث بإدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، الدكتورة بروين نوري عارف، شهرزاد بأنها «طبيبة نفسية عالجت الملك عبر الحكايات». واعتبرت في محاضرة لها، صباح أمس، ضمن مجلس التراث الشهري الذي يعقد في الدائرة شهرياً بعنوان «ألف ليلة وليلة والتراث الإنساني الخالد»، أن التراث الشعبي إنساني قبل أن تنتمي إلى مجموعة أو أخرى.

وقالت إن «حكايات ألف ليلة وليلة، تعتبر ثروة ثقافية وتراثية لشعوب كثيرة وجماعات مختلفة ثقافياً، إلا انها لا تختلف في الإنسانية، لأن المشترك الإنساني يقوم على مرتكزات تشترك فيها كل شعوب العالم، ولا تختلف في غناها أو فقرها، حلوها، سقمها، حبها، وكرهها، خوفها من المجهول والمخلوقات الخرافية التي تملأ ظهرانيها»، موضحة أن الموروث الإنساني المشترك في الأدبيات العربية والعالمية له سمات التقارب الإنساني من حيث تموضعه في محطات الخلق والعلاقات الإنسانية.

وأضافت أن مجموعة حكايات ألف ليلة وليلة تتمحور حول العلاقة بين الرجل والمرأة. وتبدأ الحكايات عندما أراد شهريار أن يعاقب النساء، فكلما تزوج بفتاة يقتلها في اليوم الثاني، لكن شهرزاد جاءت في صورة فتاة ذكية ومتزنة وهادئة، وطلبت من والدها الوزير ان يأخذها الى الملك القاتل. تردد الاب خوفاً عليها، لكن بعدما ألحت عليه وافقها، وكانت هذه بداية عملها راوية حكايا لدى الملك. إذ استعانت بالحكايا كي تحافظ على حياتها وحياة بنات جنسها من بطش شهريار وأفكاره السلبية ضد النساء.

وأشارت الدكتورة بروين عارف إلى أن السرد كان وسيلة جمالية للدفاع عن النساء، وتعزيز الحياة ضد القتل، موضحة أن شهريار توقف عن قتل النساء، وتزوج شهرزاد وأنجب منها عدداً من الاولاد. وأضافت خبيرة التراث أن «شهرزاد أصبحت بمثابة طبيبة نفسية، تداوي علة الملك، ونقص جوانب الثقة في نفسة، إثر موقف الخيانة الذي تعرض له».