قدموا استعراضات فنية مع مركز تيرانا لذوي الاحـتياجات الخاصة

«نجوم راشــد» يكسرون «وهم الإعاقــة» في ماليزيا

صورة

خاض أطفال من مركز راشد للمعاقين تجربة جديدة، تمثلت في السفر من دون ذويهم إلى ماليزيا، والاطلاع على معالم جديدة والتفاعل مع مجتمع جديد، ومشاركة أقرانهم الماليزيين من ذوي الإعاقة، وتقديم استعراضات أثبتت أنهم قادرون على ابداع الجمال والفرح، وفي الوقت نفسه الاندماج والتفاعل مع المجتمع.

ولا يمكن الوقوف على تفاصيل رحلة ثمانية أفراد من ذوي الإعاقة، يتلقون علاجهم بمركز راشد للمعاقين في دبي، سافروا لتقديم مواهبهم في كوالالمبور، إلا بمعايشة التجربة ذاتها التي جسدت نموذجاً في كسر وهم الإعاقة وتجاوزها.

صناعة يدوية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/997772%20(3).JPG

تحدٍّ مختلف وجد أطفال مركز راشد أنفسهم أمامة داخل المصنع الملكي في كوالالمبور، الذي يعد الأكثر عراقة في ماليزيا لصناعة منتجات معدنية تحمل خصوصية الفلكلور الوطني، فقد تدربوا في ورشة من أجل تعلم مهارة صياغة أسمائهم بالكيفية نفسها التي يؤدي بها عمال المصنع أعمالهم.

وبعد 48 ساعة خرج كل فرد من أفراد المجموعة بثمرة نتاج يديه، مفصحاً بلغة الإشارة «انظر.. لقد صنعتها بنفسي».


مهارات استثنائية

أبدى المشاركون مهارات استثنائية في تعلم استعراضات من الفنون الشعبية الماليزية، قدمها لهم نظراؤهم من مركز تيرانا لذوي الاحتياجات في العاصمة كوالالمبور.

وبإطلالة «النجوم»، وصل الأطفال الثمانية إلى مركز تيرانا، ليقابلهم نظراؤهم بالورود، قبل أن يقدموا لأول مرة أداءهم الاستعراضي خارج الإمارات، مثبتين أن الفنون أكثر قدرة على التواصل مع الآخر، وأن لغتها أكثر فصاحة، وأبعد أثراً.

ومن خلال هذه المجموعة التي أعلنت عن نفسها باسم «نجوم راشد»، شهدت العاصمة الماليزية سلسلة عروض اختتمت فعالياتها السبت الماضي، مؤكدة قدرة الفريق ليس فقط على الاندماج في المجتمع، بل وإبهاره أيضاً على المستويات كافة. كما أبدى المشاركون مهارات استثنائية في تعلم استعراضات من الفنون الشعبية الماليزية، قدمها لهم نظراؤهم من مركز تيرانا لذوي الاحتياجات في العاصمة كوالالمبور.

مديرة مركز راشد للمعاقين، مريم عثمان، أعربت عن سعادتها بخوض الأطفال هذه التجربة الفريدة. وقالت «لم أتردد في قبول التحدي، معتمدة على ثقتي بقدرة هذه النخبة من أبناء المركز على خوض التجربة، بعد أن أتيحت لهم فرص حقيقية للاعتماد على النفس، والذهاب بعيداً في القدرة على الانسجام مع المجتمع، حينما أتيحت لهم ظروف صحية للاندماج الحقيقي فيه».

وجاءت الرحلة برعاية من شركة كيونت في الشرق الأوسط، التي قال مديرها الإقليمي خالد دياب لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشركة تعد سلسلة مبادرات أخرى في إطار خدمة المجتمع، تضاف إلى خطوة توقيع اتفاقية صداقة مع مركز راشد»، مشيراً إلى أن مساهمة القطاع الخاص في مشروعات ذات بعد اجتماعي بحاجة إلى مزيد من التفعيل.

بابتسامات واثقة ودع الأطفال الثمانية ذويهم في مطار دبي الدولي، ليطيروا سبع ساعات متواصلة، ويخوضوا تجربة إنهاء إجراءات الوصول إلى المطار، وتجاوز إجراءات الدخول بأريحية تامة، رغم تفاوت درجات إعاقاتهم في النطق والسمع، فضلاً عن الإعاقة الذهنية.

الوصول إلى العاصمة الماليزية كان يعني بالنسبة للأطفال الاقتراب من حلم سعوا إلى تحقيقه واقعاً عبر تدريبات شبه يومية، وهو تحويل مواهبهم إلى أداء احترافي.

الرحلة التي امتدت أسبوعاً، رصدتها «الإمارات اليوم» وقناة «سما دبي» الفضائية، جاءت لتؤكد أهمية التفات القطاع الخاص إلى المبادرات التي تصب في خدمة المجتمع، خصوصاً فئة ذوي الإعاقة.

«لا وقت للراحة».. شعار رفعه المشاركون عند وصولهم إلى كوالالمبور، فما بين تجويد الأداء، وتعلم أحد الاستعراضات الشعبية الماليزية، من أجل إقامة عرض مشترك، يبقى البحث عن مساحة لاكتشاف «جنة آسيا» مطلباً ملحاً، حتى لو تقلصت مساحة النوم إلى حدودها الدنيا.

وبإطلالة «النجوم»، وصل الأطفال الثمانية إلى مركز تيرانا لرعاية ذوي الاحتياجات، ليقابلهم نظراؤهم بالورود، قبل أن يقدموا لأول مرة أداءهم الاستعراضي خارج الإمارات، مثبتين أن الفنون أكثر قدرة على التواصل مع الآخر، وأن لغتها أكثر فصاحة، وأبعد أثراً. حالة الإعجاب والتصفيق والإشادة والإلحاح على تكرار العرض الممتع ضاعفت ثقة «نجوم راشد» بأدائهم، فراحوا يكررون بمزيد من الحماسة والإجادة، كأنهم في حالة استشفاء نفسي، تنفي فكرة أنهم «ذوو احتياجات خاصة»، وتؤكد في المقابل أنهم «ذوو قدرات خاصة واستثنائية». وباحتفاء متبادل استمتع «النجوم الثمانية» بعرض نظرائهم الماليزيين، وراحوا يشاركونهم الأداء بفرحة، وثقة ملحوظة، في خطوة أولى للتدريب على صياغة استعراض مشترك.

ومن خلال المشرف على بعثة «نجوم راشد»، المخرج محمد يونس، داومت المجموعتان على أداء استعراض مشترك، قبل أن يصلوا إلى الأداء النهائي في الاستعراض الذي حضره عدد من مسؤولي شركة «كيونت» المنظمة للبرنامج تحت شعار «الثقافة قادرة على تغيير الحياة».

ضياء الحق، الشاب الموهوب في الأداء الراقص كان بمثابة «مايسترو» الفرقة، فيما كان أشرف حسن ومحمد سعد الأكثر براعة في توثيق الرحلة فوتوغرافياً، أما عمر خطاب، أصغر أعضاء الفرقة وأكثرهم «شقاوة»، فكان بمثابة طاقة متحركة من البراءة وخفة الظل معاً. الفتيات أيضاً كان لهن نصيب من الحضور المميز لـ«نجوم راشد»، من خلال الشقيقتين أيمة وعلياء فكري، ورفيقتيهما ماهيك وكينات، ليكون الثمانية فريقاً واحداً مؤمناً بأن الإعاقة قد تحجب وظيفة عضو أو أكثر، لكنها لا يمكن أن تحول دون الإبداع.

وتضمن برنامج «نجوم راشد» في كوالالمبور عدداً من الفعاليات الأخرى، منها زيارة الحي الصيني، وحديقة الطيور، و«توين تاور» ثالث أطول برج في العالم، فاسحاً صدارة موسوعة غينيس لبرج خليفة في دبي. كما زار الفريق المسجد العائم في مدينة بترو جايا، و«سنترال ماركت»، وهو من أقدم المراكز التجارية في كوالالمبور، والمصنع الملكي الذي تتم فيه صياغة وتشكيل المعادن بتقليد ماليزي مميز منذ عام 1885، وغيرها من المواقع الأخرى. وشارك «نجوم راشد» في عدد من الورش، منها تعلم فنون الرسم والتلوين وفق الطريقة الماليزية، وصياغة حروف أسمائهم بأنفسهم داخل المصنع الملكي، ليخوضوا في «المنتزه المائي» مغامرات القوارب المائية والدراجات الهوائية، وغيرها، مؤكدين أنهم «قادرون على كسر أوهام الإعاقة، متى ما استشعرنا الثقة، وتلقينا دعمكم، الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه».

 


 تأثير الثقافة والفنون

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/997772%20(2).JPG

مقابلة غير دبلوماسية كانت بانتظار الدبلوماسي حميد التميمي، الذي تولى عمله بالسفارة الإماراتية في كوالالمبور منذ أشهر قليلة، حيث تابع التميمي نيابة عن السفير الإماراتي العرض المشترك لـ«نجوم راشد» وأطفال مركز تيرانا لذوي الاحتياجات الخاصة في كوالالمبور.

التميمي أبدى إعجابه بشعار الحدث، مؤكداً أن «الثقافة والفنون والابداع يبقى تأثيرها أعمق وأكثر وصولاً إلى المجتمع».

وأرشد التميمي الوفد الإماراتي في بعض المواقع السياحية المهمة، التي ينصح بزيارتها في ماليزيا، مع التأكيد على ضرورة حمل مظلة تقي من المطر الذي قد يفاجئ السائح في أي لحظة، نظراً لوقوع ماليزيا ضمن دائرة البلدان التي تتمتع بالطقس الاستوائي.

مواهب متنوعة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/997772%20(1).JPG

أعضاء فريق «نجوم راشد» خاضوا تجربة الاستقلال عن ذويهم، من أجل تقديم عرض فني في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وتمكنوا من اجتياز عقبات السفر، باستقلالية تامة. وبعيداً عن استخدام اللغة، ووفق الإشارات تمكن المشاركون من التفاعل مع إجراءات الرحلة وبرنامجها، بدءاً من مطاري دبي وكوالالمبور، مروراً بممثلي وسائل الإعلام، ومتابعي عروضهم، وكذلك نظراؤهم الماليزيون من ذوي الإعاقات المختلفة. التقاط الصور الفوتوغرافية كان لافتاً لدى بعض أطفال مركز راشد الذين التقطوا صوراً مع مذيعة قناة «سما دبي» فاطمة الصقور، والمدير الإقليمي لشركو «كيونت» خالد دياب، في «حديقة الطيور» بكوالالمبور.

صعود مدرج جبلي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/997772%20(4).JPG

بعد نحو ساعتين من الوصول إلى مطار كوالالمبور عبر رحلة ليلية استغرقت سبع ساعات، لم يمانع أعضاء فريق مركز راشد من خوض رحلة شاقة، كانوا فيها على موعد مع الصعود على مدرج جبلي يصل إلى معبد عبر 167 درجة، تحيطها القردة التي تشارك من دون استئذان في التقاط مأكولات من أيدي المشاركين بصعود المدرج الجبلي.

تويتر