يطمح إلى التعاون مع «أوركسترا» إماراتية وأعـــمال تجمعه بفيروز

عمر خيرت: ملحّــــنون أتراك سرقوا مؤلفاتي

خيرت يرى أن دبي قادرة على تقديم موسيقانا الشرقية في أجواء مختلفة. تصوير: باتريك كاستيلو

اعتبر الموسيقار المصري عمر خيرت أن دبي مرشحة لأن تصبح خلال المرحلة المقبلة رقماً مهماً في مجال الحفاظ على الموسيقى الراقية؛ من خلال قدرتها الكبيرة على تنظيم فعاليات موسيقية عالمية يتاح لجمهور متنوع الخلفيات الثقافية حضورها، فضلاً عن احتلال الموسيقى عموماً موقعاً بارزاً على أجندة فعالياتها المختلفة، مضيفاً في حواره مع «الإمارات اليوم» أنه يطمح إلى تقديم حفلاته المقبلة في دبي بمشاركة أوركسترا إماراتية، كما يرغب في التعاون مع السيدة فيروز.

القادم أجمل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/89159.jpg

أبدى مؤلف لحن «فيها حاجة حلوة»، عمر خيرت، تفاؤلاً بالقادم في مجال الموسيقى العربية، وعودة الاهتمام بالأعمال الجادة، مضيفاً «على عكس ما يتوقع كثيرون، فإن حفلاتي الموسيقية في القاهرة ازدادت وانتعشت بعد أحداث ثورة 25 يناير عمّا قبلها».

وقال: «أتغاضى عن حالات سرقة كثيرة لبعض مؤلفاتي الموسيقية، لكن أن تشوه الأعمال في فضائيات تداعب غرائز الجسد، وإعلانات تجارية، فهذا ما لن أقبل به، وسأحرّك بشأنه دعاوى قضائية».

وأعرب خيرت عن استغرابه تعدي ملحنين أتراك على بعض مؤلفاته، ونسبتها لأنفسهم، مضيفاً «السارقون يخطئون في حق أنفسهم أولاً بإقرارهم عجزهم في الابتكار».


«دهشة» الفخراني

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/89160.jpg

كشف عمر خيرت أن جديده هو إنجاز تتر مسلسل «دهشة» للفنان يحيى الفخراني، ومن المقرر عرضه خلال رمضان المقبل. وكشف عن أن مشروعاً كان يعد له لإصدار ألبومات موسيقية قد فشل نتيجة التخوف من تحقيق خسائر مادية بسبب التعدي على حقوق الملكية الفكرية على الإنترنت.


ارتباط غير شرطي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/89157.jpg

قال الموسيقار المصري عمر خيرت إن حالة الارتباط بين الموسيقى والأغنية عربياً مضللة، موضحاً أن «ارتباط الموسيقى بالأغنية ليس ارتباطاً شرطياً أو أحادياً، فالأغنية شكل واحد فقط من أشكال التعاطي مع الموسيقى، لكنها عربياً تبقى بمثابة طقس معتاد يضيق مجال الموسيقى».

وأضاف عمر خيرت، الذي يعد أشهر مؤلف موسيقي مصري معاصر: «على عكس الأغاني التي ترتبط بلغة، قد تكون محلية، فإن لغة الموسيقى عالمية، ومع وجود تمايزات بين الموسيقى الغربية ونظيرتها الشرقية، فإن روح الأخيرة تبقى بمثابة ثيمة تمايز في مقابل ثراء الجملة الموسيقية الغربية».

ووصف خيرت حالة استدعاء الموسيقى الشرقية على خلفية مظاهر الحداثة والألق الاقتصادي والعمراني لدبي بـ«المبهرة» و«الشديدة الخصوصية»، مضيفاً «أحييت ثلاث حفلات للعام الثالث على التوالي في دبي، ومع جمهور شديد التنوع من حيث الخلفية الثقافية، أستطيع أن أؤكد من خلال حالة الوصال التي يستشعرها الفنان في علاقته بالجمهور، أن رسالتي كانت تصل بوضوح ومن دون رتوش».

وكشف خيرت عن أنه اكتشف حالات سرقة عديدة لبعض مؤلفاته الموسيقية في تركيا؛ نسبها مؤلفون أتراك إلى أنفسهم، مشيراً إلى أن «حالات السرقات الفنية تشوّه صاحبها، وتمس بسمعته، أكثر من مساس السرقات المادية، وحتى التعدي على حقوق الملكية الفكرية في مجالات أخرى، لأن الموسيقى تخاطب الروح والوجدان، اللذين يجب أن نترفع في أن نخاطبهما بما هو مسروق ومزيّف». وتعد السيدة فيروز هي الاسم الأهم الذي يطمح عمر خيرت إلى التعاون معه في عمل جديد، مضيفاً أن «الإبداع مع قامات الطرب يبقى ذا مذاق خاص، وفي الماضي فلتت مني فرص التعاون مع بعضها، رغم أن ثمة مشروعات كانت في الأفق، لكن الاسم الأهم الذي أطمح إلى التعاون معه الآن، هي السيدة فيروز، فهذا الصوت الذي لا يشبه إلا صاحبته، يبقى محرّضاً ومفجّراً دوماً لإبداع يسعى لأن يكون مختلفاً باختلاف وتميز الصوت الفيروزي».

وأعرب خيرت عن أمله في أن يتسنى له تقديم حفلاته المقبلة في دبي بمشاركة أوركسترا إماراتية. وقال إن «الكثير من الأعمال الموسيقية الكبرى تبقى بحاجة إلى أكثر من 80 عازفاً، وآلات وترية كبيرة الحجم، وهو أمر يشكل عائقاً عملياً، إذ لم اتمكن خلال حفلي الأخير من اصطحاب سوى 19 عازفاً فقط، في حين أن توفير بعض العازفين من خلال أوركسترا إماراتية، سيبقى حلاً يسهم في استقطاب مزيد من الموسيقيين الذين يتطلعون الى لقاء جمهور دبي».

وأقرّ خيرت، الذي تتميز تجربته بأنها لفتت الجمهور بشدة إلى موسيقى تترات مسلسلات وموسيقى تصويرية في العشرات من الأفلام، فضلاً عن ألحان تعاون فيها مع مطربين عديدين، أقر بـ«هبوط الذوق العام في التعاطي مع الموسيقى عربياً؛ فالموسيقى لا يمكن أن تكون بمعزل عن حالة تردي عامة، في سياقات كثيرة عربياً، وهي حالة لا يمكن أن تستمر، لأن فطرة الجمهور في مرحلة استقرارها لن تنحاز إلا للصحيح، في حين أن ذاكرة الاحتفاظ بتلك النوعية من الأعمال آنية».

وأكد أنه في مقابل الإقبال على المبتذل؛ فإن هناك حالة وعي لا يمكن إغفالها «وعلينا أيضاً ألا نغفل وجود تيار قوي من الموسيقى الراقية، كما أن هناك أسماء من الجيل الشاب، قادرة على استكمال هذا التيار». ونوه إلى أن «الموسيقى الشرقية بخصائصها، سواء أكانت مصرية، أو شامية، أو عراقية، وغيرها، مؤهلة لتجاوز المحيطات التي تفصلنا عن الآخر، والاقتراب من روح متذوقها، اياً كانت لغته وثقافته، بشرط أن تؤدّى بطابعها الأصيل».

وأضاف خيرت «الغرب لديه تفوّق لا يضاهى في شتى مناحي العلوم، وتجويد وظيفة الآلات عموماً، بما فيها الآلات الموسيقية، لكنه لا يمتلك عنصراً مهماً في موسيقى الشرق، وهو روحها، لذلك فإنه مع كون الموسيقى بالأساس لغة عالمية، فإن الروح الشرقية تضفي على موسيقانا طابعاً مميزاً، يجعلها أثيرة ومفضلة، ومختلفة لدى المتذوق الغربي». حلم الطفولة ومشروعها هو الذي لايزال يشغل عمر خيرت في هذه المرحلة، إذ قال: «نشأت على حب الموسيقى متأثراً بعمّي أبوبكر خيرت، ومنذ كنت في الصف السادس الابتدائي حددت مساري، بأن أسعى إلى تأليف موسيقى تستطيع الوصول إلى الناس؛ ولاتزال تملأني الرغبة في إيصال موسيقاي إلى العالم بأسره، أزعم أني حققت بعض ما أصبو إليه، لكن الكثير أيضاً لايزال في إطار الممكن، لكن ما أؤمن به حقاً ألّا شيء يقع في دائرة المستحيل».

تويتر