سلطان بن زايد: الفن رسالة تربط الأجيال بقضايا وطنهم وماضي آبائهم وأجدادهم

فنانون بحضرة التراث والتاريخ في «سويحان»

صورة

على أرض سويحان يتعانق الفن والتراث مع التاريخ والأدب، لرسم لوحة جميلة تتشابك خيوطها لتمزج الماضي بالحاضر لتستشرف آفاق المستقبل. وإذا كانت رسالة الفن تتخطى كثيراً المتعة والإبهار، وتترجم بصدق واقع أي مجتمع، فإن رسالته الأكثر أهمية ينبغي أن توجه تجاه الجيل الحاضر الذي شغلته التكنولوجيا الحديثة وأبعدته - ولو جزئياً - عن ماضي آبائه وأجداده.

هذه الرسالة كانت محور لقاء سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، مع بعض الفنانين الإماراتيين والخليجيين، على هامش الدورة الحالية لمهرجان سلطان بن زايد التراثي في سويحان.

إقبال الشباب

ما يشجع على نجاح رسالة المهرجان هو إقبال الشباب الإماراتي من الجنسين على فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014 الصباحية والمسائية، وشغفهم الكبير بمعرفة ماضي الأجداد والنهل منه ومزجه بحاضرهم، ويشهد على ذلك متابعتهم الدؤوبة لهذه الفعاليات.

وإذا كان سمو الشيخ سلطان بن زايد قد حرص بالأمس القريب على تشجيع المرأة على المشاركة الإيجابية في فعاليات المهرجان التراثي بسويحان إدراكا من سموه لأهمية دورها بالنسبة للأسرة والمجتمع، فإن سموه أكد خلال لقائه بالفنانين اهتمامه بالشباب وتوظيف الفن في خدمة هذه الرسالة النبيلة.


رسالة حضارية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/89320.JPG

رسالة الفن تتخطى المتعة والإبهار والترفيه، فهي أمانة تترجم بصدق واقع أي مجتمع، ينبغي على حملة هذه الرسالة من فنانين وفنانات أن يوجهوها إلى الجيل الحاضر الذي شغلته التكنولوجيا الحديثة وأبعدته - ولو جزئياً - عن ماضي آبائه وأجداده.

وأكد سموه أهمية الفن ورسالة الفنانين في تنشئة الأجيال وتوجيههم الوجهة الصحيحة، وربطهم بقضايا وطنهم وماضي آبائهم وأجدادهم، دون إهمال للحاضر والمستقبل، حيث طالب سموه كل فنان بأن يوظف فنه لخدمة هذه القضية. وأضاف سموه «لا شك أن رسالة الفن باعتباره إحدى وسائل القوة الناعمة في أي دولة تحتاج إلى تذكير أصحابه بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية التي تقع على عاتقهم، والتي تقتضي منهم الاقتراب أكثر من الشباب، وفهم حاجاتهم ومشكلاتهم، ومخاطبتهم باللغة التي يجيدونها، لتوجيه طاقاتهم تجاه كل ما ينفعهم ويفيد وطنهم». وأوضح سموه أنه «كلما أدرك الفنانون خطورة رسالتهم ووعوا سطورها بعناية زاد يقينهم بقيمة هذه الرسالة وجدواها، خصوصاً في حالة تفهمهم لأهمية الشراكة المجتمعية، ودور كل فئة في خدمة قضايا وطنها». ما يشجع على نجاح هذه الرسالة إقبال الشباب الإماراتي من الجنسين على فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014 الصباحية والمسائية، وشغفهم الكبير بمعرفة ماضي الأجداد، والنهل منه، ومزجه بحاضرهم، ويشهد على ذلك متابعتهم الدؤوبة لهذه الفعاليات.

وإذا كان سمو الشيخ سلطان بن زايد قد حرص بالأمس القريب على تشجيع المرأة على المشاركة الإيجابية في فعاليات المهرجان التراثي بسويحان، إدراكاً من سموه لأهمية دورها بالنسبة للأسرة والمجتمع، فإن سموه أكد خلال لقائه بالفنانين اهتمامه بالشباب، وتوظيف الفن في خدمة هذه الرسالة النبيلة.

وقال الدكتور حبيب غلوم، مدير إدارة الأنشطة الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن حرص سمو الشيخ سلطان بن زايد على استضافة هذه المجموعة من المبدعين يعبرعن اهتمام القيادة بالعطاء الفني والثقافي في خدمة الوطن. وأكد أن تراثنا هو الأساس الذي ننطلق منه، ونعمل سوياً على حفظه وتوثيقه لتتوارثه الجيال، جيلا بعد جيل، وأننا مهما تقدمنا وبلغنا أعلى المراتب لن ننفصل عن ماضينا وثقافة وطننا الحبيب.

وأضاف أن لقاء سمو الشيخ سلطان بن زايد بالفنانين أمر مهم بالنسبة لهم، إذ يشعرهم باهتمام القيادة بما يقومون به، ويزيدهم ثقة بالنفس، ويحفزهم على بذل مزيد من العطاء الفني والثقافي، كما يدعوهم للاستمرار والنهوض بالحركة الفنية والثقافية في وطننا الكبير. وأثنى غلوم على دور سمو الشيخ سلطان بن زايد في صيانة التراث، ونشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع من خلال نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام. وقال «كما عاهدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إحياء التراث والمحافظة عليه خدمةً للوطن، نعاهد سمو الشيخ سلطان بن زايد على الاستمرار على هذا النهج».

وقالت الممثلة البحرينية، هيفاء حسين، إن هذه الاستضافة تؤكد مدى الاهتمام الذي يحظى به التراث من القيادة الحكيمة، في خضم التطور السريع الذي تشهده الدولة على كل الأصعدة، ما يجعل المشهد الحضاري مكتملاً بين الأمس بموروثه الثري، واليوم بحاضره المشرق. وأبدى الممثل القطري غازي حسين ارتياحه لزيارة مدينة سويحان التي تشهد فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي، وأعرب عن سعادته بلقاء سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وتقديره لاهتمامه سموه بالشعراء وأهل الفن، كما دعا إلى أن تتوسع دائرة الاهتمام بالتراث لتشمل كل شرائح المجتمع.

واعتبرت الفنانة العمانية شمعة محمد أن زيارة مدينة سويحان شكلت لها مفاجأة سارة، حيث لم تتوقع أن تكون هذه المدينة التي تتوسط الصحراء بكل هذه الحيوية والجمال، وهي تتزين بعرسها المتمثل في هذا المهرجان. وتوجهت بالشكر لسمو راعي المهرجان، لاستضافته الكريمة للفانين والممثلين، وقالت: «ليس غريباً على سمو الشيخ سلطان بن زايد مثل هذه اللفتات الكريمة في رعاية التراث، وتقدير أهل الفن».

الفنانة سعاد علي من دولة البحرين أثنت على اهتمام سمو الشيخ سلطان بن زايد بدور المرأة في التراث، ودعوته لهنّ للمشاركة في مسابقة مزاينة الإبل والفعاليات التراثية. وقالت إن «هذا الأمر ليس بغريب على سموه، فهو نصير المرأة وصاحب مبادرات وأياد بيضاء في هذا المجال». وأضافت أنها استمعت إلى العديد من توجيهات سموه لأهل الفن والإبداع والكثير من الأفكار في مجال الثقافة والفن والتراث. وقال الفنان حسن مرادي من البحرين إن رعاية واهتمام سمو الشيخ سلطان بكل جزئيات التراث يمنحه قيمة عالية، كما أن احتضانه السنوي للشعراء والفنانين والإعلاميين يؤكد مدى اهتمامه ورعاية سموه للأدب والفن إلى جانب التراث.

تويتر