طالب بمهرجان محلي للأغنية.. وبرّر ارتداءه «الكــاجوال» بحظوظ التسويق

العامري: متعـــهدو الحفلات أقصوا الأغنية الإماراتــية في دارها

صورة

لا يشعر الفنان الإماراتي الشاب عبدالمنعم العامري بالرضا عن تطورات صعيد الوسط الغنائي المحلي، ويعتقد أن استمرار غياب مهرجان للأغنية تشرف عليه إحدى المؤسسات الرسمية، في ظل الخسائر التي تُمنى بها سوق الألبومات الغنائية، يفاقم من سلطة متعهدي حفلات يرى أنهم أقصوا الأغنية الإماراتية، من أجل المراهنة على السائد والأكثر جدوى بمفهوم «البيزنس» من وجهة نظرهم.

رياضي بطبعي

نفى الفنان عبدالمنعم العامري أن يكون دافع «حسن الطلة» هو ما يقف وراء قوامه الرياضي المعروف به، مضيفاً أن «الهدف من ممارسة الرياضة بالنسبة لي مرتبط ارتباطاً تاماً بالصحة العامة، بل على العكس، فقد نصحني البعض بالاقتصاد في الرياضة من أجل أن تكون الطلة أكثر تناسباً للمتعارف عليه بين المطربين».

وكشف عن أن هذه الطلة رشحته لأن يخوض تجربة التقديم التلفزيوني في قناة محلية، كاشفاً عن أن البرنامج سيكون رياضياً فنياً، وانطلاقته ربما تكون في غضون أسابيع قليلة.

ورأى العامري أن الفنان الإماراتي الذي ظل بعيداً عن الكثير من فرص الانتشار التي أتيحت لغيره، مطالب الآن، لأن يكون أكثر تعايشاً مع تقلبات المرحلة الراهنة، خصوصاً في ما يتعلق بتقلص حضور القنوات التي تخصصت في الأغنية المصورة، وتقلبات سوق الألبومات الفنية.


ربح مالي

الفنان عبدالمنعم العامري كان صريحاً ومباشراً في الرد على سؤال يتعلق بسبب كونه أحد أكثر المطربين الإماراتيين نجاحاً في الحفلات الخاصة المرتبطة بـ«الأعراس»، حيث يكاد يكون قاسماً مشتركاً في الكثير منها، في المرحلة الأخيرة. وأكد أن حفلات الأعراس بالنسبة له تؤمّن دخلاً مالياً عالياً، وقال إن «تأمين احتياجاتي كفنان يأتي منها، لكنها تبقى بعيدة تماماً عن أي مردود آخر، فغير مطروح الاستفادة من تسجيلها، ومهما أبدع فيها الفنان فهي تظل محدودة النطاق من حيث تأثيرها». لكن العامري أكد أنه في غياب الحفلات الغنائية بالنسبة للفنان الإماراتي عموماً، تبقى الأعراس متنفساً، وطريقاً إلى قطاع من الجمهور، وإن كان الحضور، بطبيعة حفلات الأعراس، مقتصراً على السيدات.


«العامرية» قريباً

كشف الفنان عبدالمنعم العامري لـ«الإمارات اليوم» عن عنوان ألبومه الجديد الذي سيتضمن 13 أغنية، خمس منها باللون السعودي، إضافة إلى اللونين الإماراتي واليمني، وهو «العامرية»، مشيراً إلى أنه يقصد بالعامرية «ليلى» التي خلّدت حضورها أشعار قيس بن الملوح، كما أنه يتكئ في الاسم أيضاً على انتمائه القبلي لـ«العوامر».

وأضاف «خرجت بـ(ليلى) في الأغنية الجديدة إلى رحاب أوسع بعمل من ألحاني، لكن أكثر ما يلفت في هذا الألبوم، هو حضور اللون السعودي استجابةً لإلحاح جماهير أكنّ لها كل تقدير ومحبة، وهو ما رصدته سواء بشكل مباشر، أو عبر المنتديات والمواقع المختلفة».

في المقابل، أكد العامري أن اللون الغنائي الإماراتي فرض نفسه على الساحة الغنائية، خليجياً بالقوة نفسها التي تحققت للونين السعودي والكويتي في وقت سابق، مضيفاً أن «الكثير من المطربين الخليجيين الآن يعتمدون على اللون الإماراتي، بعد النجاح الكبير الذي تحقق لها أولاً عبر أغاني أبنائها».

ويرى العامري، الذي يستعد لإطلاق ألبوم جديد بعنوان «العامرية»، أن تراجع معظم القنوات التي أعلنت عن نفسها أنها متخصصة في الأغنية، وتوقفها عن المراهنة على التقديم الحصري للأغاني المصورة، سيؤثر في واقع الأغنية الإماراتية التي كانت تجد في تلك القنوات مساحة أكبر للحضور.

وأضاف العامري، الذي طالب بمهرجان محلي للأغنية، في حواره لـ«الإمارات اليوم» أن «الحفلات الغنائية بالدولة بالنسبة للفنان الإماراتي تكاد تنحصر باحتفالات اليوم الوطني، لأنها تتم بعيداً عن أيدي المتعهدين المسيطرين على هذا المجال محلياً، وهم مرتبطون بالأساس بأسماء بعينها، يعتقدون أنها تبقى دوماً أكثر جذباً للجمهور».

وتابع «هناك حفلات يتم تنظيمها بالتنسيق مع مؤسسات رسمية؛ لكنها قليلة، ويتم إسناد الخيارات فيها أيضاً إلى المتعهدين أنفسهم، منها احتفالات مهرجان دبي للتسوق، التي يبقى وجود الفنان الإماراتي فيها أيضاً محدوداً».

هبوط أسهم القنوات الغنائية، واضطرار بعضها لتدارك تحوّل اهتمامات الجمهور إلى استحداث برامج حوارية وفقرات أخرى بخلاف بث الأغاني للمرة الأولى؛ يعد من وجهة نظر العامري بمثابة تحوّل يقلّص من مساحة حضور الفنان الإماراتي الذي وجدها متنفساً مهماً، موضحاً أن «الدور الذي أدته هذه القنوات كان مهماً، وتقلص المساحة المخصصة للأغاني المصورة على شاشاتها، سيكون مؤثراً في انتشارها».

وعزا تخلّيه عن «اللباس الوطني»، في الكثير من أغانيه المصورة إلى عزوف القنوات العربية عن بث أغانٍ يرتدي مطربوها الملابس الخليجية، مضيفاً «عانيت ومطربون خليجيون تجاهل بث العديد من الأعمال، وحينما تقصّينا عن الأمر علمنا بأن هناك توجهاً عاماً بهذا الأمر المثير للجدل، والسؤال هنا، ما الذي ستضيفه الملابس أو تنزعه من المحتوى الفني للأغنية، أو طبيعتها من حيث تعبيرها عن ثقافة أو لون فني ما؟».

تحوّل آخر لا يقل تأثيراً عن سابقه، في مجمل الوسط الغنائي العربي والخليجي، وليس المحلي فقط، وهو تراجع سوق الألبومات الفنية، إذ يرى العامري أن «أعمال القرصنة، والنسخ غير القانوني، وإتاحة تحميل أغاني الألبومات على الإنترنت، قد أصابت شركات الإنتاج بخسائر كبيرة، وجعلتها أكثر تأنياً في طرح ألبومات جديدة، ما يزيد من أهمية الحفلات بالنسبة للفنان، والتي أصبحت تشبع تواصله مع الجمهور، فضلاً عن تعويضها لمشكلات طرح الألبومات». لكن العامري أكد أن الجمهور الواعي لايزال متمسكاً بالحصول على نسخ أصلية من أعمال فنانيه المفضلين، إذ إن «اقتناء الألبوم للبعض ليس مجرد وسيلة لسماع مجموعة من الأغاني بقدر ما يمثل حالة تعايش بين الجمهور والفنان، تحتوي على تقدير متبادل، فالفنان يسعى لاكتمال ألبومه لإيصاله إلى جمهوره، في حين أن الجمهور ينتظر مولد ألبوم، لا يخلو من المفاجآت والتجارب الجديدة».

 

تويتر