عرّت محظورات اجتماعية كالعجز والرغبات وهزيمة الإنسان
«80 درجة» كوميديا سوداء عن كبار السن
لم تخلُ عروض مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة من الكوميديا السوداء التي تناولت جانباً من حياة الإنسان العربي المنكسر والمهزوم، سواء في مجتمعه أو في داخل بيته وبين أفراد أسرته، فمسرحية «80 درجة» اللبنانية عرت مشكلات ومحظورات يعانيها كبار السن، منها العجز والرغبات الجنسية، وسط سلوك اجتماعي غريب.
مسرحية «80 درجة» لفرقة «بيروت 8 ونص» من لبنان، هي شريحة هزلية غريبة الأطوار من الحياة اليومية، تضم شخصيات رئيسة، تسكن هذه العائلة في شقة تعلو 80 درجة عن الشارع العام، أما الشخصيات فهي الجنرال المتقاعد أحمد (الفنان فائق حميصي) وزوجته لمياء (الفنانة رائدة طه) التي لم تتحسر على المتبقي من شبابها المصطنع الذي لا يستطيع الجنرال استغلاله لأنه عاجز جنسياً، وأخته فايزة (الفنانة لينا أبيض) العانس التي دفنت أنوثتها خلف كومة المحظورات والعقد الاجتماعية.
موضوعات مهمة تتمحور المسرحية حول موضوعات مهمة كالتقدم في السن والتقاعد عن العمل والتسامح مع الآخرين وتقبل الحياة والموت، أما شخصيات العمل الرئيسة فهي شخصيات شاذه تتصرف بشكل يثير الاستغراب، أما المساحة الحالمة التي تحتلها هذه الأسرة فهي مليئة بالأفلام المصرية القديمة وأسلاك الكهرباء التي تملئ سقف المنزل وعلب الأدوية الموضوعة على طاولة البيت والجوارب المبعثرة في أرجاء المكان. |
تتمحور المسرحية حول موضوعات مهمة، كالتقدم في السن والتقاعد عن العمل والتسامح مع الآخرين وتقبل الحياة والموت، أما شخصيات العمل الرئيسة فهي شخصيات شاذة تتصرف بشكل يثير الاستغراب، أما المساحة الحالمة التي تحتلها هذه الأسرة فهي مليئة بالأفلام المصرية القديمة وأسلاك الكهرباء التي تملأ سقف المنزل.
تكمن أهمية العرض في أنه يتجاوز آداب السلوك، ويطرح قضايا قد تكون تابو محرماً ممنوعاً الحديث عنه في المجتمعات العربية، فما بالنا في المسرح، منها العجز الجنسي والرغبات الجنسية المتأججة لدى لمياء زوجة الجنرال الذي يقف عاجزاً عن تلبيتها، فيصبحان كأنهما أخوان وثالثهما فايزة الملاصقة لهما لدرجة أنهم يتشاركون كل دقيقة، فتارة يشاهدون الأفلام القديمة وأخرى يشربون الشاي والبسكويت الذي تحبه الأخت، وأخرى يستلقون على الفراش، الزوجة على اليمين والأخت على اليسار ويتوسطهما الجنرال. لغة الحوار بين أفراد الأسرة كانت متدنية لدرجة أنهم يستخدمون الشتائم والمصطلحات غير الأخلاقية للدلالة على اللامبالاة من قبل الزوجة أو الجنرال وصولاً بابنتهم ليلى (الفنانة نزهة حرب).
العرض يتحدث عن العزلة والابتعاد الإجباري أو الاختياري عن المحيط الخارجي، بعد الـ80 درجة يفضل الجنرال عمل 500 درجة حتى لا يتمكن احد من الوصول إليهم، فقد كان يعتمد على منير (الفنان علي سموري) الذي لعب دور الوسيط بين عالمهم الخاص والعالم الخارجي، إلا أنه تخلى عنه رغم انه كان يتدبر شؤون منزلهم من دون مبرر أو تأسيس صحيح، وهذا ما يحسب على المخرجة علية الخالدي، فضلاً عن عدم وجود لحظات صراع وتصاعد درامي حقيقي في العمل المكشوف والمباشر، ناهيك عن الرتابة والملل اللذين رافقا العرض وانتقلا تدريجياً إلى المتفرجين، ولكن المخرجة بررت تلك الرتابة بأنها مقصودة.
وفي كلمة للمخرجة علية الخالدي، أكدت أن «المسرحية وصلتني من عمتي رندة الخالدي (المؤلفة)، قبل 20 عاماً، وغم أنني وجدتها مثيرة للاهتمام في ذلك الوقت، إلا أني لم أجد نفسي على استعداد للخوض في مسرحية تتمحور حول التقدم في السن».
لافتة إلى أن «ما أن بلغت عتبة الـ50 حتى أدركت أن للحياة نهاية محتومة، وان الكبر أمر لا مفر منه، إضافة إلى أني أدركت حينما يتقدم الإنسان بالعمر فإن الأمور التي كانت تبدو ذات أهمية أيام شبابه تكتسب منظوراً آخر، وأعني أمور آداب السلوك الاجتماعي والمحظورات الاجتماعية والمكانة ونظرة الناس إليك ونظرتك لنفسك».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news