القهوة الأردنية.. كرم ضيافة وأصالة

في إطار فعالياته المستمرة على مدار 32 يوما، يستعيد مهرجان دبي للتسوق أجواء الحياة في البادية، من خلال مخيم كبير للتعرف عن قرب إلى الحياة البدوية في عدد من دول المنطقة، وتتاح الفرصة لهواة الأنشطة التراثية للتعرف عن قرب إلى الأنشطة التقليدية والحرف اليدوية والمأكولات والأزياء التراثية، إضافة إلى العادات البدوية وأسلوب الحياة اليومي.

ومن هذه العادات عادات شرب القهوة العربية في الأردن، التي أوضح المشرف على المخيم الأردني، عماد حداد، أنها «تُسمى القهوة البدوية السادة المرة، وهي مشروب (الأجاويد)، ومفتاح السلام والبدء فى الكلام، وتعد القهوة أحد المعالم العربية الأصيلة، لأنها سمة من سمات الضيافة والكرم العربى الأصيل، وتدل على الكرم والشهامة والرجولة والنخوة والحمية، ولها أهمية كبيرة عند البدو، كما أن لها حرمة واحتراماً وتلعب دوراً مهماً فى حياة البدو الاجتماعية، كما تعبر عن الفرح والحزن أيضاً فإذا سمع البدوي بموت زعيم القبيلة، أو شيخ العشيرة، أو أى صديق، فإنه يعبر عن حزنه بأن يكب القهوة على الأرض، ويترك الدلة بشكل معكوس مدة محددة دلالة على الحداد».

وأضاف «كما أن لصب القهوة طقوساً خاصة؛ فعلى صبّاب القهوة مسك الدلة بيده اليسرى والفناجين بيده اليمنى، وأن يقف احتراماً وتقديراً للضيف، ويبدأ بصب القهوة وهو واقف، ثم يمد الفنجان بيده اليمنى، وعلى الضيف أن يصحح جلسته ويتناول بيده اليمنى أيضاً، وأن يهز الفنجان بعد الانتهاء، في حال عدم رغبته في تناول المزيد، وتصب القهوة أولاً إلى الأكبر سناً، أو إلى الشيخ، أو إلى أكرمهم، ثم إلى أفرسهم».

أما أواني القهوة، كما يسميها أهل البادية والحضر فهي: المحماس (المحماسة)، وهو إناء من الحديد دائري له ذراع يمسك بها، وتوضع فيه حبوب القهوة لتحميصها على النار، يد المحماسة وهى عتلة من حديد طويلة تحرك وتقلب بها حبوب القهوة عند وضعها فى المحماس، لكى يتم تحميصها بصورة جيدة، والنجر وهو الهون النحاس الذى تدق فيه حبوب القهوة (المُحمصة) عند معظم قبائل الجزيرة العربية، وفى بعض البلدان العربية تدق القهوة فى هون خشبي، وبيد محماسة خشبية. أما يد النجر أو يد الهون فهي المطرقة النحاسية، التى تدق بها حبوب القهوة داخل الهون (النجر)، لطحنها وجعلها ناعمة كالدقيق، والملقط (الماشة)، هو أداة مصنوعة من الحديد تستعمل لمسك الجمر وتجميعه داخل موقد النار (المنقد)، أو الكانون كما يطلق عليه البعض، كما ذكر حداد.

وتحظى الفعاليات المرتبطة بالتراث والعادات والتقاليد باهتمام قطاع كبير من الجنسيات المقيمة في دبي، والضيوف القادمين من خارجها، للتعرف إلى الثقافة البدوية، وأهم المنتجات التراثية التي يصنعها البدو يدوياً، التي تتميز بالمهارات المكتسبة من البيئة الطبيعية، التي يعيشون فيها وبأسلوب حياتهم اليومية، إلى جانب الوقوف على مفردات هذه الثقافة ومعطياتها الحضارية.