«الفنون الإســـلامية» تراث إنساني وقيم حضارية

يعدّ الفن الإسلامي مصدراً مهماً وتراثاً إنسانياً غنياً بالقيم الحضارية والإنسانية، إذ استلهم منه الفن العربي المعاصر الفكر والأساليب الفنية، كمساهمة أساسية في الاتجاهات والروافد الفنية والانسانية، ومن هذا المنطلق مازال مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة مستمراً في تقديم تلك الفنون وفنانيها بما يلائم تطور حركة الفنون المعاصرة.

وافتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، أول من أمس، مهرجان الفنون الإسلامية، الذي جمع بين أروقته تنوعاً مبهراً من الفنانين والأعمال بمختلف مجالاتها ومدارسها، ما يعكس الاتجاهات المعاصرة التي ركز عليها المشاركون، ليواكبوا حركات الفنون البصرية الحديثة في العالم، وليؤكدوا أن الفن الإسلامي يعد أحد الفنون الحية التي تتطور وتتقدم بجهود فنانيها خصوصاً الشباب منهم.

مفاهيم

بأسلوب توثيقي مفاهيمي معاصر، تؤمن المصورة نورة الحميري، بأن الصورة تنقل المفاهيم والأفكار بطريقة سليمة، إذ في عمل «ماذا لبست»، تقدم سلسلة من الصور، التي تتناول مفهوم الزي الرائج في وقتنا الحالي، بالنظر إلى أن النساء في جميع أنحاء العالم ينشرن صوراً لملابسهن المختلفة وفي المناسبات المختلفة.

مشاعر فريدة

تكشف الفنانة ميمونة جورسي، عن مشاعر فريدة وأصيلة، حيث تروي أعمالها جمال ورقة التنوع العرقي، إضافة إلى التعددية الثقافية. ومن خلال حياتها الشخصية والعملية تمكنت ميمونة من وضع صمتها الخاص، وذلك من خلال دمج تقاليد كونية موروثة وروحية جمعتها، كذلك الالتزام الشخصي للإسلام الذي قادها إلى تطوير جمالية قادرة على الربط بين الأزمنة والأمكنة والحضارات.

مجموعة نادرة

يضم المعرض كذلك مجموعة من التصاميم النادرة، وهي مجموعة ما يحتوي عليه هذا المعرض، الذي اشترك فيه مجموعة من الفنانين في مختلف التخصصات في مجالات الفنون الإسلامية العريقة، منهم أحمد قوجاق وإسماعيل قوجاج وأيوب القوشجي وأيوب محمد خليل. ويضم المعرض مجموعة تاريخية نادرة من روائح الخط العربي الكلاسيكي، التي كتبت بأيدي عباقرة هذا الفن من الفنانين الأتراك، كما يضم مجموعة من المسابح، التي شغلت بمختلف الأحجار الكريمة ومختلف الألوان.

وتأتي الدورة الـ16 للمهرجان بالتزامن مع اشهار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014، بعد الدور الريادي المهم على المستويين العربي والعالمي، ويشتمل المعرض على العديد من الفعاليات التي تتنوع ما بين المعارض الجماعية والفردية والورش الفكرية والدورات التعليمية والرحلات العلمية، ولم يقتصر المهرجان على المشاركات الفنية، إذ هناك نشاط فكري وبحثي.

قدمت الفنانة أسماء أحمد شكوه عملاً فنياً مميزاً بعنوان «في البيت»، إذ وصفت أعمالها الفنية بإبداعات من نوع جديد على الفن الإسلامي، إذ تتم بالحداثة وبالتأثر بالحضارة الغربية، لاسيما من خلال تبنيها المرأة كموضوع رئيس في عدد من طروحها. بشكل عام تتناول أعمالها مواضيع عدة، منها الإسلام وأميركا والهوية، وتتناول في المعرض مدى التأثير بمسألة الهوية الشخصية، واستخدمت رموزاً شعبية في اميركية مع تسليطها الضوء على دور الممارسات الفردية في تشكيل هوية وطنية فريدة من نوعها».

وقدم الفنان ألبرسلان بابا أوغلو، فناً تركياً زخرفياً تقليدياً يختص في تلوين الورق أو تخريم الورق أو تعجيز أو تجزيعي على ورق بشكل لوني مميز، وقد انتشر هذا النوع من الفنون التقليدية في اسطنبول منذ اكثر من 500 سنة، أما الاصباغ المستخدمة في هذا النوع من الفنون فهي أصباغ طبيعية في هذا النوع.

وتعتبر أعمال الفنانة السعودية نهى شريف، وتحديداً أعمال النحت، جزءاً من حياتها الشخصية في مكة، إذ تعبر عن معنى المدينة المقدسة، ولأنها تنتمي إلى خلفية دينية، فإن أعمالها النحتية مثيرة للجدل، لكن بالنسبة لها فإن الاعمال تعكس القدر الكبير.

وتظهر في أعمالها روحانيات مكة، وتعكس فكرة التجمعات النسائية في المسجد الحرام، فإن جميع الأطفال جاهزون!!! أما الأعمال فستظهر على المشاركين الاسر تتجمع. وتبتكر نهى الشريف، منحوتات تمثل مجموعة من النساء وهن يؤدين الصلاة الإسلامية، تبعث المنحوتات المصنوعة من الرخام ومادة الراتنج الصمغ، وشعوراً بالسلام والوحدة فيما تجسد قوة الصلاة الجماعية التي يحث عليها الإسلام لمنافعها الروحية الكبيرة.

كمصورة ونحاتة وفنانة لها العديد من المشاركات والأعمال التركيبية، تكشف الفنانة ميمونة جورسي، عن مشاعر فريدة وأصيلة، حيث تروي أعمالها جمال ورقة التنوع العرقي، إضافة إلى التعددية الثقافية. ومن خلال حياتها الشخصية والعملية تمكنت ميمونة من وضع بصمتها الخاصة، وذلك من خلال دمج تقاليد كونية موروثة وروحية جمعتها، كذلك الالتزام الشخصي للإسلام الذي قادها إلى تطوير جمالية قادر على الربط ما بين الأزمنة والأمكنة والحضارات.

أما في أعمالها الأخيرة فتؤكد الحوار بين الثقافات والخروج عن نطاق الحدود التي غالباً ما تملي علينا مواقفنا الفردية وتكيفنا الاجتماعي، وهي تدعونا إلى نظرة أعمق وإلى رؤية أبعد من لون البشرة والهوية العرقية والمظاهر الدينية والمناظر الطبيعية، إلى نموذج أكثر انسانية من الاندماج والقبول، وأعمالها تتناول مفاهيم تبدو لوهلة أنها بسيطة، لكنها في الواقع مملوءة بالتعقيدات الروحية الهشة للحياة من الداخل.

وحين يكون الكلام عن العواصم والمدن التي كان لها الأثر الكبير في إبرازها وتوضيح معالم الفن الإسلامي، لابد أن نصل إلى مدينة طشقند في أوزبكستان، إذ إن لكل العواصم والمدن التاريخية حكاية بل حكايات على طريق الحرير، إذ إن معرض فنون يدوية من طشقند، الذي يقام حالياً في الشارقة، ليتضمن فنون ومشغولات خشبية ولوحات مهرجان الفنون الإسلامية، وتحديداً تلك التي كتبت بالخط العربي الكلاسيكي، وأخرى على شكل زخارف تيمورية تتحدث عن حكايات المدينة.

بأسلوب توثيقي مفاهيمي معاصر، تؤمن المصورة نورة الحميري، بأن الصورة تنقل المفاهيم والأفكار بطريقة سليمة، إذ في عمل ماذا لبست، تقدم سلسلة من الصور، التي تتناول مفهوم الزي الرائج في وقتنا الحالي، فبالنظر إلى كيف أن النساء في جميع أنحاء العالم ينشرن صوراً لملابسهن المختلفة وفي المناسبات المختلفة، (وهذا شيء تتشارك فيه حتى المرأة السعودية، عندما تكون خارج البلاد).

كانت تلك الصور مصدر إلهام للحميري، إذ أعدت نسخة سعودية من هذه الصور للعديد من النساء في أيام مختلفة، يلبسن ما قد يلبسنه عادة في تلك الأماكن، وغالباً ما تكون العباءة، وفي الصور تظهر النساء في أماكن مختلفة، مختلفات متفردات.

الأكثر مشاركة