طهاة إماراتيون اعتبروها فرصة للتعريف بثراء المطبخ المحلي.. ويؤكدون:
«دبي للضيافة» تمهّد الطـــريق لحلم العالمية
اعتبر طهاة إماراتيون أن فعاليات بطولة دبي العالمية للضيافة المنوعة، التي تسلط الضوء على التراث الإماراتي في هذا القطاع الحيوي، تمهّد الطريق نحو تحقيق حلم تمثيل المطبخ الإماراتي بصورته الحقيقية، ونشر أصنافه في المطاعم بالمراكز التجارية داخل الدولة وخارجها، وبين صفوف أشهر الطهاة الدوليين، ما من شأنه الارتقاء والوصول بالمطبخ الإماراتي نحو العالمية التي يطمحون إليها.
وأكد طهاة التقتهم «الإمارات اليوم» على هامش «عروض الطهي الحي» في بطولة دبي للضيافة، التي تختتم مساء اليوم في مركز دبي التجاري العالمي، أن الأكلات الإماراتية ينبغي ألا تنحصر في دائرة المطاعم والمطابخ الشعبية، بل يجب العمل على نشرها، وتوسيع انتشارها، لافتين إلى أن المطبخ الإماراتي ثري بأكلاته وأصنافه المبتكرة.
|
ماجد بن محمد: إنجاز البطولة مصدر فخر
زار سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، صباح أمس، بطولة دبي العالمية للضيافة في مركز دبي التجاري العالمي، التي ترمي إلى تعزيز مكانة الدولة وجهة عالمية بارزة للضيافة. وأشاد بنجاح اللجنة المنظمة للبطولة في إقامة حدث عالمي بهذا المستوى، وقدرتها على استقطاب هذا العدد الكبير من المشاركين والزوار، لاسيما الإماراتيون. وأثنى سموه على النجاح الذي تشهده «القرية التراثية» وأنشطتها المتنوعة التي تعكس غنى التراث والثقافة الإماراتية الأصيلة، وأوضح أن تسجيل البطولة لثلاثة إبداعات جديدة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، يعتبر إنجازاً عظيماً ومصدر فخر واعتزار لأبناء هذا الوطن. وقام سموه بافتتاح ثلاثة معارض أغذية متخصصة في المركز وهي معرض الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمأكولات البحرية (سيفيكس)، ومهرجان المأكولات المتخصصة، ومعرض الشرق الأوسط للحلويات والوجبات الخفيفة وتقنياتها، والتي تستمر ثلاثة أيام. |
وتعد عروض الطهي الحي من أبرز الأنشطة التي يتضمنها جدول برنامج «دبي للضيافة»، والتي تستمر، حتى ختام البطولة، لمدة 45 دقيقة بمشاركة نخبة من أشهر الطهاة الدوليين الذين يقدمون الوصفات المفضلة لديهم، إلى جانب أسماء إماراتية شهيرة، في قاعات الشيخ سعيد بمركز دبي التجاري العالمي.
وأعرب المدير التنفيذي في فندق «قصر الإمارات» بأبوظبي، الشيف علي سالم عن تقديره لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بتنظيم هذه البطولة، مشيراً إلى أن «فعاليات البطولة المتنوعة تسهم في تمهيد الطريق نحو الحلم المتجسد في تمثيل المطبخ الإماراتي بصورته الحقيقية ونشر أصنافه المتنوعة في المطاعم المنشرة في المراكز التجارية داخل الدولة وخارجها، وبين صفوف أشهر الطهاة الدوليين، الأمر الذي من شأنه الارتقاء والوصول به نحو العالمية التي نطمح إليها منذ أن وطأت أقدامنا هذا المجال الحيوي».
وأضاف سالم لـ«الإمارات اليوم» «يعتبر وجود الأصناف الإماراتية التقليدية في المطاعم المنتشرة في المراكز التجارية أمراً ضرورياً، إذ إنها تعد مطلباً أساسياً للسياح الذين يتطلعون من خلال سفرهم إلى التعرف إلى تراث الدولة، وهذه الأصناف جزء لا يتجزأ منها، ولا ينبغي اقتصارها على المطاعم الشعبية التي عادةً ما توجد خارج هذه المراكز ولا تجيد إعدادها على صورتها الحقيقية، وكذلك الحال بالنسبة إلى صفوف أشهر الطهاة الدوليين، الذين سيسهمون بلا شك في نشرها والارتقاء بها نحو العالمية، الأمر الذي وفرته لنا فعاليات البطولة من خلال استقطابها لأشهر الطهاة الدوليين».
وتابع وفرت «دبي العالمية للضيافة منصة يلتقي فيها أمهر طهاة العالم، ويجتمعون تحت سقفٍ واحد، الأمر الذي يظهر جلياً في لقاء أعضاء (فريق الأحلام) الذي شكله الاتحاد العالمي لجمعيات الطهاة، الذي يضم نخبة منتقاة من أشهر طهاة العالم وأكثرهم خبرة في قطاع الضيافة، الذين يتمتعون بسجلٍ حافل بالنجاح على صعيد المشاركة في مسابقات الطهي على مستوى العالم».
من جهته، رأى رئيس طهاة تنفيذي في «جميرا زعبيل سراي» بدبي، الشيف مصبح الكعبي، أن بطولة دبي العالمية للضيافة «توفر فرصة ثمينة أمامنا لنشر أصناف المطبخ الإماراتي التقليدي، وتعريف العالم بغنى وتنوع هذه الأطباق التي لا تقل بدورها عن أطباق المطابخ العالمية الشهيرة التي نجحت في تحقيق بصمة واضحة في قطاع الضيافة».
وأضاف «سعياً لاستثمار هذه الفرصة واستغلالها بشكلٍ إيجابي يعود ريعه بمنافع جمه على قطاع الضيافة الإماراتية، ارتأيت المشاركة بتقديم أصناف إماراتية تقليدية مبتكرة تسهم بقوة في توسيع قائمة الأطباق الإماراتية لتواكب نظيراتها في المطابخ العالمية، وتدرج اسمها على قائمتها، الأمر الذي التزمت به منذ انطلاقي في هذا المجال خلال عملي ومشاركاتي في المسابقات المختلفة داخل الدولة وخارجها، ومن هذه الأصناف إعداد صلصة بيضاء مكونة من حليب الناقة الممزوج بالجبنة، حزت في المرة الأولى من إعدادها جائزة، وقمت في اليوم الأول من البطولة في عرض الطهي الحي بطهي (برميزان شيكن مجبوس) مستمد من الطبق الإماراتي التقليدي الشهير (مجبوس الدجاج)».
وأكد الكعبي أن «المطبخ الإماراتي لا يقل عن غيره من المطابخ العالمية، ومن حقه الوجود بين صفوفها في المراكز التجارية في الداخل والخارج، وقد آن الأوان لتحقيق ذلك، واليوم مع انطلاق النسخة الأولى من بطولة دبي العالمية للضيافة التي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الغني لدولة الإمارات وتوفير منصة جديدة للتواصل بين مختلف ثقافات العالم، نخطو أولى خطواتنا في هذا السبيل». من جانبه، قال الشيف بدر العوضي الذي تخصص في مجال الطهي قبل ثلاث سنوات «لقد عبدت دبي العالمية للضيافة بفعالياتها المختلفة الطريق أمامنا للمضي قدماً نحو تحقيق حلمنا الذي يهدف إلى الانطلاق بالمطبخ الإماراتي نحو العالمية التي تحتضن مطابخ متعددة نجحت في تكوين قاعدة جماهيرية تضمن ولاءها، لاسيما أن طابعها العالمي استهدف أمهر الطهاة الدوليين وأكثرهم خبرة في قطاع الضيافة، وعليه نسعى لتمثيل المطبخ الإماراتي خير تمثيل، وتقديم صور لأصنافه التقليدية، الأمر الذي لا يقتصر علينا كطهاة متخصصين فحسب، بل يتعداه ليشمل المشاركين من هواة ومحترفين الذين يشاركون يومياً في تقديم الوجبات الرئيسة في أكثر من بوفيه مفتوحة أمام الجمهور».
وتسهم المشاركات في «فئة المحترفين والهواة» بالمسابقة الإماراتية، يومياً في إعداد أصناف تقليدية للوجبات الرئيسة الثلاث (الفطور والغداء والعشاء)، ضمن فرقٍ تقسم على فترتين، وتقوم لجان تحكيم متخصصة بتقييم الوجبات ومنح جوائز للفائزات وجميع المشاركات.
وأعدت المشاركات في اليوم الثاني للبطولة في وجبة الفطور من فئة «الهواة» «البلاليط»، وخبز «الجباب»، و«النخي»، وللغداء قدمن «عيش محمر» وسمكاً مقلياً، وللعشاء أعددن «عرسية الدجاج»، و«صالونة اللحم» و«عيش أبيض» وللتحلية حلو العصيدة. كما ذكرت آمنة الظاهري من اللجنة المنظمة للبطولة، مضيفة أن فئة المحترفين قدمت أصنافاً متشابهة باستثناء «سلطة حضية»، و«مطبن مالح»، و«عيش أبيض». ونوهت بأن المشاركات في «فئة المحترفين والهواة» اللاتي ينتمين إلى المسابقة الإماراتية، إحدى مسابقات البطولة الثلاث، إلى جانب المسابقة «الدولية» و«قطاع الضيافة»، يحرصن على تجسيد المطبخ الإماراتي بشكلٍ جلي، وتمثيله في صورته الحقيقية، ترجمة لأهداف البطولة التي تركز على التراث الغني لدولة الإمارات، وتسعى إلى توفير منصة جديدة للتواصل بين مختلف ثقافات العالم.
أطباق تقليدية
حرص الشيفان علي سالم، ومصبح الكعبي، على أن يقدما أطباقاً إماراتية تقليدية بطريقةٍ مبتكرة، فأعد سالم في عروض الطهي الحر مساء أول من أمس، الطبق التقليدي «الهريس» مع «الإسكلوب»، و«لحم مدفون» مع باقة من الأعشاب الطبيعية. أما الكعبي فقدم طبقاً أطلق عليه «بارميزان شيكن مجبوس» مستمداً من الطبق الإماراتي الشهير «مجبوس الدجاج».
طابع إنساني

اكتست المسابقة الإماراتية في بطولة دبي العالمية للضيافة، منذ يومها الأول بطابعٍ إنساني، تمثل في مشاركة طلبة من نادي دبي للمعاقين، في فئة المحترفين والهواة، وفئة المنتجات والإبداعات المحلية، الأمر الذي عكس «سياسة الدمج» التي تطبقها مؤسسات وفعاليات الدولة، وتحرص عليها حتى في فعاليات دولية، تحظى بمشاركات من دول العالم المختلفة.
«أطفال داون» و«أطباق غينيس»
أبدى أطفال من جمعية الإمارات لمتلازمة داون بقيادة رئيسة مجلس إدارة الجمعية سونيا الهاشمي، أثناء زيارتهم للبطولة مساء أول من أمس، تفاعلاً شديداً وإعجاباً بمرافقها وفعالياتها الموزعة ما بين قاعات الشيخ سعيد و«القرية التراثية» التي تم إعدادها خصوصاً للبطولة في مركز دبي التجاري العالمي، خصوصاً أثناء مشاهدتهم «أطباق غينيس» التي سجلتها البطولة خلال التدشين في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، والتي شملت طبقاً مصنوعاً من حلوى «الترافيل»، والكيك والكاكاو الأبيض، الذي أعدته المواطنة سارة راشد الشقيطي بمشاركة نحو 700 متطوعة، وأكبر طبق لعصيدة دجاج، وأكبر كمية مخلل خضراوات في العالم.
وتختتم بطولة دبي العالمية للضيافة التي تعد أول حدث عالمي من نوعه يحتفي بعراقة التراث المحلي من المأكولات الشعبية الغنية ويسلط الضوء على كرم الضيافة الإماراتية الأصيلة أجندة فعالياتها مساء اليوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
