غياب باسم يوسف يقسم الشارع المصري بين مؤيد ومعارض

أعلنت قناة «سي بي سي» الفضائية المصرية الخاصة، أول من أمس، أنها قررت إيقاف برنامج «البرنامج»، الذي يقدمه المذيع الساخر باسم يوسف، لعدم التزامه بـ«السياسة التحريرية» للقناة، بعد أسبوع واحد من عودة البرنامج، الذي وجّه انتقادات للسلطات في مصر.

وقالت القناة إن مجلس إدارتها قرر «إيقاف إذاعة (البرنامج) بسبب إصرار منتجه ومقدمه في الاستمرار بعدم الالتزام بالسياسة التحريرية لقنوات سي بي سي». وأضافت أنها قررت «إيقاف (البرنامج) لحين حل المشكلات الفنية والإدارية والتجارية الخاصة بالبرنامج».

ويقدم المذيع باسم يوسف، المعروف بجون ستيوارت مصر، برنامجاً أسبوعياً ساخراً اجتذب متابعة ملايين المصريين خلال السنتين الماضيتين. وجاء بيان القناة التي استضافت برنامج باسم يوسف لشهور، قبل دقائق من موعد انطلاق حلقته الثانية، مساء أول من أمس. وأذاعت القناة عرضاً مسجلاً محل البرنامج الذي كان ملايين المصريين يترقبون حلقته الثانية.

واعتاد باسم يوسف، جراح القلب، الذي ترك مهنة الطب ليتفرغ للعمل الإعلامي، توجيه انتقادات لاذعة للرئيس السابق محمد مرسي، الذي عُزل في يوليو الماضي. وناصب إسلاميو مصر باسم يوسف العداء، واتهموه بازدراء الأديان في بلاغات قضائية شهدت التحقيق معه دون إحالته إلى القضاء.

وفي حلقته الأولى إثر عزل مرسي، عاد برنامج باسم يوسف لينتقد الجميع، الإسلاميين والسلطات الجديدة، وعلى رأسها الرئيس المؤقت عدلي منصور، والفريق أول عبدالفتاح السيسي قائد الجيش. وأثارت الحلقة الأخيرة انتقادات عدد كبير من المصريين، خصوصاً بين مؤيدي الجيش.

وفي حلقة الأسبوع الماضي، سخر يوسف من السلطات الجديدة، بدءاً من الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي يبدو أن أحداً لا يتذكر اسمه، في حين يمجد كثيرون الفريق أول السيسي إلى درجة أن متجراً لبيع الحلويات صنع نوعاً من الشوكولاتة أطلق عليه اسم «شوكولاتة السيسي». ولكن الضحك على «الهوس بالسيسي»، الذي أصاب مصريين لم يعجب الجميع.

وقدم معارضون لباسم يوسف بلاغات للنائب العام تتهمه بالإساءة للجيش، والتهكم على مؤسسات الدولة في تلك الحلقة.