يعشق كرة القدم والبلياردو ورائحة الشام

جواد فضل الـله: العمل في دبي فرصة لا تعوض

صورة

الفرصة قد تأتي مرة واحدة في العمر، والشخص الذكي هو من يستغلها، خصوصاً إذا كانت تلك الفرصة ستقوم بتغيير حياته إلى الأفضل وتوفر له الدخل الجيد. والعمل في دبي يعد بالنسبة للملايين خارج الدولة حلماً كبيراً، وفرصة لا تعوض.

الشام

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/11/41384.jpg

يحب فضل الله تجربة كل أنواع الأطعمة، إلا أنه يحن لأكلات الشام، وتحديداً الطعام الذي تحضره أمه، والذي يذكره بحياته في الشام، وتحديداً في منطقة السويدا، قبل قدومه لدبي، إذ كان يستيقظ على أصوات العصافير التي تحلق فوق بستان المنزل، ويشده صوت والده الثمانيني الذي يحضر الشاي في الساعة الخامسة صباحاً، ووالدته التي تجهز الفطور الشامي من حواضر البيت.


10سنوات

منذ 10 سنوات وجواد فضل الله يعيش مع أهله في سورية قبل أن يجيء إلى دبي، ولأن والدته مسنة فكان يساعدها في شراء حاجيات المنزل والترتيب، وتحديداً تحضير الطعام، ويجد متعة في البقاء بالمنزل وخدمة والديه.


مهن

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/11/41383.jpg

عمل فضل الله في كثير من المهن، خصوصاً أنه يعشق تعلم أعمال جديدة، وتوسعت مداركه وخبراته في العمل، من أهم الأعمال التي شغلها فضل الله وظيفة مصفف شعر في صالون رجالي كما عمل في مجال الإلكترونيات كونه يحمل شهادة بهذا التخصص من معهد صناعي.


 فرصة

اعتبر فضل الله قدومه إلى دبي فرصه ذهبية لا تعوض، لذلك فضل قبولها، وان كان سيحرم من والديه ويعيش في غربة قد تثقل قلبه، لكنها كما يقول طبيعته في تحمل المسؤولية والاهتمام بأسرته، كونه المعيل الوحيد لها، بعد أن فقد إخوته مصدر رزقهم بسبب الأحداث والوضع الراهن في سورية.

الشاب السوري جواد فضل الله (29 عاماً) استغل فرصة العمل في دبي، إذ وجد فيها ما يمكنه من تأمين دخل جيد وثابت، ليتمكن من إعالة والديه المسنين، لاسيما أنه بات المعيل الوحيد للأسرة، خصوصاً مع الوضع السياسي المتأزم القائم في سورية، فضلاً عن قلة الوظائف ومحدوديتها.

يعمل فضل الله بدوام كامل في أحد المطاعم المعروفة في دبي بوظيفة «نادل»، ويخطئ من يعتقد أن تلك الوظيفة لا تحتاج إلى شهادات أو خبرات، أو حتى لغة، ليتمكن أي شخص من مزاولتها، فعمل «النادل» يحتاج إلى شخصية قوية ليتمكن من التعامل مع كل شرائح المجتمع من مثقفين ومتعلمين، وعامة الناس من ذوي المزاجيات الصعبة، ولغة جيدة، إضافة إلى لباقة في الحديث، والتعاطي مع الغير، فضلاً عن قدرة على التصرف المباشر وتدارك الأخطاء.

عندما قدم فضل الله من سورية إلى دبي، فوجئ بأن اللغة السائدة في تعاملات المطاعم هي اللغة الانجليزية إلى جانب اللغة العربية، فلم يكن يمتلك اللغة الانجليزية الجيدة التي تسعفه في التعامل مع الزبائن من الأجانب، فتمكن من تطوير لغته بالاحتكاك مع زملائه من غير الناطقين باللغة العربية، فضلاً عن التدرب من خلال الممارسة الدائمة والاطلاع.

يبدأ يوم فضل الله في الساعة 10:30 مع فنجان القهوة وصوت المطربة فيروز، ويؤكد أنه الطقس الصباحي الذي يجب أن يمارسه حتى لا يتعكر مزاجه وبالتالي يتعكر نهار عمله، بعد ساعة من السكون والهدوء وحالة الاسترخاء مع أغنيات فيروز، يستعد فضل الله للتوجه إلى عمله في المطعم، ويرتدي الزي الرسمي «اليونيفورم»، ويعلق بطاقته التعريفية على صدره، ويتوجه هو وزملاؤه في السكن لاستقبال يوم شاق من العمل المستمر لـ12 ساعة يتخللها وقت الراحة.

قبل بدء ساعات الدوام الرسمي، يدخن فضل الله سيجارته، لأنه ممنوع التدخين خلال أوقات العمل، ويضطر إلى انتظار وقت الراحة ليتزود بالطعام ويدخن سيجارته الثانية ليعود مرة أخرى للعمل في خدمة زبائن المطعم والتعامل معهم وفق أخلاق ومعايير المهنة، التي تلزمه الابتسام في وجه الزبائن وتجاهل ما يدور في رأسه من مشكلات ومعاناة أو حتى آلام.

تربط فضل الله بكثير من زبائن المطعم علاقات جيدة، كما أن هناك زبائن أصبحوا أصدقاء له، ولكن هذا لا يمنع أن هناك زبوناً قد يأتي للمطعم وهو في مزاج سيئ أو حالة نفسية متوترة، بالتالي يظهر ذلك في تصرفاته الحادة لدرجة تصل إلى إهانة النادل، الذي بحسب فضل الله يعكر صفو نهاره، أو كما يقول باللهجة السورية «ينزع نهاره»، لذلك يحاول فضل الله تحاشي الحديث مع هذا الصنف من الزبائن، خصوصاً أن قوانين العمل تمنع تبادل الأحاديث مع الزبائن إلا ضمن حدود تقديم الخدمة.

هناك زبون لبناني دائماً يتردد على المطعم ومعروف بأنه لا يبتسم أبداً، وفي أحد الأيام جاء صديقه وطلب من فضل الله إحضار زيتون أخضر مع الطعام لأن اللبناني يحبه، وعندما وصل الطعام وضع فضل الله الزيتون الأخضر أمام الزبون ليفاجأ بردة فعله الغريبة ويتبين أنه يكره الزيتون الأخضر وصديقه كان يمازحه عندما طلبه، ومنذ ذلك الوقت أصبح فضل الله والزبون صديقين وتربطهما علاقة جيدة.

بعد يوم عمل شاق يعود فضل الله إلى السكن في الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، وبعد وصوله إلى مقر سكن الموظفين يستعد ثانية للخروج، ولكن هذه المرة مع زملائه في السكن وأصدقائه لتناول العشاء وتدخين الشيشة، أما في يوم إجازته الأسبوعية فيمارس فضل الله الرياضة، وتحديداً كرة القدم، ويعشق رحلات السفاري والذهاب للبر مع الشباب، إضافة إلى لعب البلياردو والتنافس مع أصدقائه.

 

تويتر