أحمد الزرعوني: لا خير في شعرٍ لا يخدم المجتمع

صورة

عذب الكلام وسحره، ليس بالضرورة أن يتمثل في أبيات شعرية، تتخذ من العاطفة والرومانسية غاية لها، بل قد يتعداها ليشمل أغراضاً أخرى، تعنى بقضايا اجتماعية وإنسانية، تترك بالغ الأثر عند قارئها، الأمر الذي يتجسد جلياً في الأسلوب والمدرسة الشعرية للمواطن أحمد الزرعوني.

يعشق الزرعوني الشعر، ويؤمن بأن مكانته التاريخية والأدبية، أرقى من أن تقتصر على أبياتٍ غزلية وأخرى هزلية، وعليه أخذ على نفسه وعداً قاطعاً بألا يسجن نفسه في هذا الإطار، ويسعى لأن يخدم هذه المكانة، ويعمل على تعزيزها بباقة شعرية منوعة، ما إن وطئت قدماه الساحة الشعرية منذ ما يقارب الأعوام العشرة.

يؤمن الزرعوني جيداً بأن «لا خير في شعرٍ لا يخدم المجتمع»، الأمر الذي تبرهن عليه أعمال تركت بصمة واضحة في مجال هذه الخدمة أو «رد الجميل للوطن» على حد قوله، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قصيدة لمساندة مرضى التصلب اللويحي، وملحمة الولاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وفي الوقت نفسه التكريم والجوائز التي حصدها مقابل ذلك، منها جائزة جمعية «مرضى التصلب اللويحي»، تسلمها من الشيخ محمد بن شخبوط آل نهيان، وتكريم صندوق الزواج.

يحرص الزرعوني ــ منذ بداية وجوده في الساحة الشعرية ــ على الوجود الإعلامي، إلا أنه عادةً ما يصطدم بتكرار الوجوه التي تكتسحها «ليس بالضرورة بالجدارة، بل بحرصها على التلميع والمجاملة»، ولكن ثقته البالغة بقدراته زرعت فيه الإيمان «بالقدرة على الظهور بشكلٍ أكبر، باقتحام الوسائل الإعلامية يوماً بقوةٍ وجدارة»، مثمراً بذلك قصيدة «تدخل التاريخ» كرسالة موجهة.

وتماشياً مع هذه الثقة و«الرغبة في التأكيد على وجود وجوه شعرية جديدة، من حقها الحصول على فرصتها»، دأب الزرعوني على المشاركة السنوية في المسابقة الأكثر شهرة والأضخم من نوعها على المستوى العربي «شاعر المليون» منذ بدايتها، واستطاع في كل دورة أن يجاز بقرار من أعضاء لجنة التحكيم، إلا أن الحظ لم يحالفه في المراحل اللاحقة بتصويت الجمهور، ويستعد حالياً للمشاركة في موسمها السادس «محملاً بالثقةً وبالإصرار والأمل».

يفضل الزرعوني، الذي يملك سجلاً شعرياً يزخر «بما يزيد على 100 قصيدة»، على أن يظهر لجمهوره شاعراً، دون أن يلقي الضوء على الجانب الآخر، كونه محاميا وعضواً ناشطاً في مجال حقوق الإنسان، إلا أنه يؤكد «امتداد سحر الكلمات في الشعر ألقى بظلاله على عملي الحقوقي، إذ عزز من مقوماته التي ترتبط ارتباطاً كبيراً بالكلمات وصدق معانيها».

الزرعوني الحاصل على المركز الأول في مسابقة «بيت الشعر» في نسختها الأولى، يظهر تعلقه الشديد بالشعر وولعه الكبير به في ربطه بتفاصيل مختلفة في حياته، لا تقتصر على مهنته ونشاطه الحقوقي فحسب، بل كذلك على اهتماماته وهواياته أيضاً، فالزرعوني الذي يهوى لدرجة «الإدمان» متابعة مباريات كرة القدم، كانت له قصائد ترتبط بها حصلت على صدى واسع، وتقدمتها قصيدة «السير أليكس فيرغسون» مدرب فريق مانشستر يونايتد، بمناسبة نصب تمثال له في موطنه المملكة المتحدة تقديراً لإنجازاته، فضلاً عن أخرى تغنت بالمنتخب وفريقي الأهلي والعين.

وإلى جانب متابعة مسابقات رياضة كرة القدم، يهوى الزرعوني كذلك السياحة والسفر، التي يقصد خلالها أماكن تقليدية ومعالم تاريخية، على خلاف نظرائه من الشباب، الذين يفضلون الترفيه والاستجمام، لذلك قرر أن تكون وجهته القادمة إلى جورجيا، التي «تأثرت عمارتها بالعديد من الحضارات الشهيرة، التي تنعكس في أنماط قلاعها وحصونها وأبراجها وكنائسها».

يولي الزرعوني، الذي يتخذ من «البساطة والتواضع» عنواناً لشخصيته الاجتماعية، اهتماماً خاصاً لعائلته الأقرب إليه، وعليه يلتزم بـ«التجمع العائلي في عطلة نهاية الأسبوع، كعرفٍ تقليدي موروث، وذلك حول سفرة غداءٍ واحدة، يلتف حولها الصغير والكبير، ويستمتع فيها عادةً بتناول السمك المحلي المشوي (الكوفر)».

تويتر