«تراب» يرصد تحولات وانفعالات بشرية

يجمع معرض التصوير الضوئي «تراب» الذي افتتح أخيراً في غاليري «فن ديزاين» في دبي، أعمال ستة فنانين إماراتيين يحاولون من خلال هذه المادة تصوير العديد من الانفعالات البشرية، وكذلك العزلة والموت، والتغير، والتطور الطبيعي للإنسان والأثر الذي يتركه الزمن عليه، مع وجود صبغة إماراتية غالبة على طبيعة الصور، سواء من حيث اللون المستمد من الصحراء أو الفكرة التي تحمل جوانب تتعلق بالهوية المحلية.

يعيد «تراب» الذي يشارك فيه مطر بن لاحج، وخليل عبد الواحد، وسعيد جمعة، وحمدان بطي الشامسي، وعباس إبراهيم العباس، وسعيد خليفة، زائره إلى أصل الإنسان، ويقود إلى التعمق في فهم المادة التي تحيط به.

استخدم مطر بن لاحج رمال الصحراء في عمله الوحيد معتمداً على جذع يابس في الصحراء، من دون أن يبتعد عن أسلوبه القائم على رصد الحركة في العمل الفني، بانياً الصورة على فكرة التحول في الطبيعة، والجمال بعد الموت.

وفي السياق نفسه، المتعلق برصد الحركة والتغيير، قدم خليل عبدالواحد عملاً تصويراً ينتمي إلى فئة «الفيديو آرت» حول رمال الصحراء، مستمداً فكرة الفيديو من صورة الشارع والعاصفة الرملية التي تتحرك في كل اتجاه، مبتعداً بذلك عن مفهوم التراب كأصل للإنسان، كما حاول تقديمه أكثر من مشارك في المعرض.

«فن ديزاين»

تبلورت فكرة ااستوديو فن ديزاينب في نوفمبر 2008، وبعد ستة أشهر أدخلتها الشيخة وفاء بنت حشر آل مكتوم حيز التنفيذ، من خلال استوديو يهدف إلى خلق مجال فضائي وفضاءات متنوعة لها بصمتها في الحراك الثقافي في دبي.

«آرت فيديو»

شكل الفيلم الذي قدمه الفنان خليل عبدالواحد محطة مهمة في المعرض لتصويره دبي في أثناء عاصفة رملية، ورصد تحركات حبيبات الرمل الذهبية، وكيف تصبح أساساً لإبداع وتكوين مشهد جمالي.

وشمل المعرض الذي أتت فكرته بطلب من الشيخة وفاء بنت حشر آل مكتوم، مؤسسة ومديرة استوديو التصاميم في «فن ديزاين»، مشاركات شبابية بنيت على فكرة أصل الإنسان، ومقولة «من التراب وإليه نعود»، ومنها مجموعة سعيد خليفة التي ضمت ست صور تتحدث عن أصل الإنسان، والتحول في مراحل متعددة من حياته. وبنى خليفة أعماله على الجسد عبر تحولات متعددة ليبني لكل مرحلة شخصية مختلفة.

أما حمدان بطي الشامسي فاعتمد على حبيبات الرمل وتطايرها ليبرز المشاعر الإنسانية المهددة بالتطاير تماماً كحبيبات الرمل، ورصد الضياع في حياة البشر وكيف يمكن أن تتأثر المشاعر الإنسانية في مرحلة ما من حياتهم.

سعيد جمعة، من جهته، لجأ إلى الملامح الإماراتية في أعماله، وشكلت الوجوه البشرية الأساس في إبداعاته، كما في أعمال حمدان بطي الشامسي التي رصدت الطفولة بشكل أساسي.

من جانبه، قال الفنان مطر بن لاحج عن مشاركته في المعرض، لـ«الإمارات اليوم» إن «الدعوة للمشاركة في هذا المعرض أتت من الشيخة وفاء بنت حشر آل مكتوم، وعلى الرغم من كوني عادة لا أشارك بالتصوير لعملي على اللون والنحت، إلا أنني في الثمانينات كانت لي تجربة في التصوير وقد أحببت الفكرة، لأن الفن يعتمد بالدرجة الأولى على تطوير المهارات». واعتبر أن التصوير الضوئي أخذ حيزاً جيداً في الإمارات خلال الآونة الأخيرة.

وأضاف أن المصور يحتاج إلى تثقيف نفسه كي يعرف كيف ينتج عمله، لأن العمل لديه يبدأ من فكرة تتبلور تماماً، ثم يعيش إحساسها وبعدها تبدأ مرحلة إنتاجها. ورأى بن لاحج أن التصوير عند البعض يقوم على التطبيق، ولكنه فعلياً لابد من الاعتماد على الفكرة لأن الصورة تلتقط بالعين التي تكون خلف الكاميرا. ورأى أن «هناك استسهالاً لدخول مجال الفن، إذ بات يشمل كثيرين من الدخلاء»، مشدداً على أن لقب الفنان يجب ألا يمنح هكذا بسهولة.

بينما قال الفنان حمدان بطي الشامسي إن المشاركة في «تراب» ليست الأولى له، مشيراً إلى أن الفكرة الأساسية التي يعمل على تنفيذها ترتبط بالضياع والعزلة، وكذلك التراب الذي يشكل الذاكرة وأحداثاً من الحياة. ولفت إلى أن التصوير بات متاحاً للجميع، إذ صارت الصورة في متناول اليد، والتقنية ساعدت على ذلك.

بينما أكد عباس العباس أن الحياة بالنسبة إليه هي الأساس ليوضح فكرة التراب، لذا استخدم الموت والعودة إلى التراب.

الأكثر مشاركة