100 ألف بحيرة.. ومناظر خلابة

«ساسكاتشوان».. جنة كندية مجهـولة

صورة

تعد كندا واحدة من الوجهات المفضلة على خريطة السياحة العالمية، لكن شهرتها العالمية تقتصر على أماكن محدودة فقط، في حين أنه توجد مناطق أخرى مجهولة في غاية الروعة والجمال، مثل مقاطعة ساسكاتشوان، التي تزخر بمناظر طبيعية تحتبس لها الأنفاس، وينعم السياح في هذه المنطقة بلقاءات ومقابلات من نوع خـاص.

‫ويعيش ريك ستون في أقصى شمال مقاطعة ساسكاتشوان، ويداعب لحيته الرمادية، ويقول مبتسماً «يوجد في مقاطعتنا ما يزيد على 100 ألف بحيرة، ومعظم هذه البحيرات توجد في الحديقة الأمامية لمنزلي».

ولا يعيش في هذه المنطقة المحيطة سوى عدد قليل من الأشخاص، وأضاف ستون «عندما أسأل السياح عن سبب مجيئهم إلى هنا، فإنهم يقولون: نظراً لعدم وجود أحد هنا، لكن بالفعل لا يوجد أحد هنا».

600 نسمة

سمات ألمانية

‫تمتاز مدينة ساسكاتون بأنها أكبر قليلاً من مدينة ريجينا، وتنتشر آثار حيوان السمور في جميع أرجاء المدينة الكبيرة. وعلى بعد دقائق معدودة سيراً على الأقدام يقع معرض مندل أرت غاليري، الذي يقدم فنون المنطقة مجاناً.

‫وتحمل بعض الضواحي أسماء ألمانية، مثل غرونهال وبلومينهال وشونفالد ورايتلاند، ودائماً ما تظهر السمات والخصائص الألمانية في كندا، إذ جاءت كارين نويمان عام 1950 برفقة جميع أفراد العائلة تقريباً إلى ساسكاتشوان، وظلت شقيقتها هيلغا في ألمانيا، لكنها تأتي إلى هنا بصورة منتظمة. وتقول «من الرائع حقاً أن يأتي المرء إلى هذا المكان، فهذه هي المرة 17 بالنسبة لي»، إذ يمتاز الأشخاص هنا بالود والطيبة، إضافة إلى الطبيعة ذات المناظر البديعة. واتساع المناظر الطبيعية هنا يوحي بأن الحرية ليست لها حدود.

تقع مدينة بيج ريفر في منتصف مقاطعة ساسكاتشوان تقريباً، وتم تأسيس هذه المدينة قبل 100 عام تقريباً على يد مجموعة صغيرة من الحطابين، ويزيد عدد سكانها على 600 نسمة، إضافة إلى مجموعة من الحانات. ويقع مطعم «Third and Main» على ناصية الطريق الثالث والشارع الرئيس، لكن يتعين على السياح عدم أخذ هذه الأسماء على محمل الجد، إذ يلتقي الجيران هنا مع بعضهم بعضاً لتناول سجق البيسون والبيرة، حتى إذا كانت هناك أميال تفصل المنازل عن بعضها بعضاً.

‫ويذيع التلفاز مباراة هوكي الجليد التي تعد  رياضة وطنية في كندا، لكن يوجد شيء أكثر أهمية، إذ فاز شخص من مدينة بيج ريفر بالجائزة الكبرى لمسابقة اليانصيب، وتعالت صيحات الموجودين في المطعم عندما تم الإعلان عن قيمة الجائزة بمبلغ 30 مليون دولار، إذ يمكنه شراء المدينة بأكملها.

‫ولا يسير أي رجل أو امرأة تقريباً في مدينة بيج ريفر دون غطاء الرأس، الذي يكون مجرد قبعة بيسبول في بعض الأحيان، لكنه عادةً ما يكون قبعة رعاة البقر الكبيرة. ويحافظ الأشخاص على ارتداء هذه القبعة حتى أثناء وجودهم في المطعم، ويقول غورد فادلاند «أراهن على أن هناك أشخاص يستحمون وهم يرتدون قبعاتهم». وأضاف «قبعتي تتكلف 400 دولار، إذ إنني ارتديها كل يوم باستمرار، لذلك يجب أن تكون ذات جودة عالية».

الأمم الأولى

‫يُطلق على الهنود هنا اسم الأمم الأولى، ويعتمدون في معيشتهم على الكازينوهات الموجودة في محمياتهم الطبيعية، أو من خلال بيع المشغولات والأعمال اليدوية للتجار، مثل ديفيد الذي يمتلك متجراً صغيراً في مدينة بيغ ريفر، ويعرض فيه أحذية من دون كعب ومصنوعة من جلد ناعم، وكذلك ريش النسر الملون وشرائح لحم البيسون وجلد حيوان الموظ، الذي يشتمل على ثقب رصاصة كبير كدليل على الجودة والأصالة.

‫وتتضمن مقاطعة ساسكاتشوان العديد من المدن الأخرى، لكن هناك مدينتين فقط أكبر من بيغ ريفر، وتمتاز عاصمة المقاطعة ريجينا بشيء فريد من نوعه، إذ تم هنا خلال عام 1883 إنشاء قوات شرطة الخيّالة الملكية الكندية الأسطورية، المعروفة باسم ماونتيز. وعلى الرغم من أن المقر الرئيس لقوات الشرطة ذات الزي الأحمر يوجد حالياً في مدينة أوتاوا، إلا أن مدينة ريجينا توجد بها ثكنات التدريب والمتحف والتقاليد بصفة خاصة.

‫وتوجد في مدينة ريجينا أيضاً جامعة الهنود الوحيدة في العالم، إذ يمتاز المبنى الحديث بقبة تشبه أعمدة الخيمة الهندية، إضافة إلى حديقة واسكانا بارك التي تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك الأميركية. وتشتمل مدينة ريجينا أيضاً على البرلمان الذي يتقدمه تمثال برونزي للملكة إليزابيث الثانية على صهوة الجواد. ولاتزال الملكة رئيسة دولة كندا المستقلة منذ عام 1982.

تويتر