أعمال جمعت بين فنانين من بلدان مختلفة

رمضان ‬2013.. درامـــا متعددة الجنسيات

مشهد من مسلسل «حدود شقيقة» المشترك بين فنانين سوريين ولبنانيين. من المصدر

من الطبيعي أن تترك الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية في الفترة الحالية تأثيرها في الساحة الفنية والإنتاج الدرامي، هذا التأثير الذي انعكس في مظاهر مختلفة منها انخفاض الميزانيات المخصصة للإنتاج الدرامي، وصعوبة تصوير الأعمال في بعض المناطق مثل انتقال بعض الاعمال للتصوير خارج العاصمة السورية دمشق إلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات، أو ضغط مواعيد تصوير المسلسلات تفادياً لأوقات التظاهرات في مصر كما يجري الآن لتفادي تظاهرات ‬30 يونيو الجاري. لكن يبدو ان ظاهرة اخرى أوجدتها الاحداث الجارية في دراما رمضان ‬2013، تتمثل في الاعمال متعددة الجنسيات، التي تجمع بين فنانين من أكثر من بلد، ولم يعد الامر يقتصر على فنان او اثنين يشاركان في أعمال في غير بلدهما كما في السنوات الماضية، وإن كانت هذه الظاهرة غير جديدة على الدراما الخليجية بالتحديد، التي تشهد كل أعمالها تقريباً مشاركة من فنانين من مختلف دول الخليج. بل طال الأمر فنانين من دول غير عربية، مثل الفنانة التركية سونجول أودان بطلة مسلسل «نور»، التي تشارك في مسلسل «تحت الأرض»، وهي سابقة جديدة في الدراما العربية. والمسلسل الذي يعرض على قناة دبي خلال رمضان المقبل كتب قصته هشام هلال، وأخرجه حاتم علي، ويشارك في بطولته أمير كرارة، ومحمود الجندي، كما يعد العمل الظهور الأول للأردني ياسر المصري عبر الدراما المصرية وكذلك للجزائرية أمل بوشوشة. وتدور قصة المسلسل حول شخصية غامضة، تتورط في سلسلة من الجرائم الكبيرة التي ارتكبها آخرون، وخلال الاحداث تختلط الشخصيات والخطوط الدرامية لتشكل من خلال رؤية المؤلف والمخرج، عملاً درامياً تشويقياً يسلط الضوء على ما يحدث تحت الأرض، في إطار الحرب الخفية بين قوى الأمن ومجموعة الصراعات السياسية والاجتماعية، مع دخول المافيا وعالم الجريمة والعصابات المنظمة إلى أجواء العمل الدرامي الذي يقدم للمرة الأولى بهذه الصيغة والتقنية العالية. الصيغة العربية أيضاً تمثل طابعاً للمسلسل التاريخي «خيبر» الذي سيعرض كذلك على تلفزيون دبي، وهو قصة وسيناريو وحوار يسري الجندي، وإخراج محمد عزيزية، وبطولة أيمن زيدان، وسامح الصريطي، وعايدة عبدالعزيز، وسلافة معمار، إلى جوار عدد من الممثلين من سورية وفلسطين وقطر. ويركز المسلسل على حياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية والدينية وجلائهم عن الجزيرة العربية، وقصة تحالفهم مع من حولهم من القبائل المجاورة والصراعات القائمة بينهم.

ومن الأعمال الدرامية التي تتسم بتعدد جنسيات فريق العمل بها مسلسل «لعبة الموت»، الذي يجمع بين سيرين عبد النور من لبنان إلى جانب عابد فهد من سورية وماجد المصري من مصر، وكتبته ريم حنا من إخراج الليث حجو، ويروي المسلسل قصة امرأة شابة وجميلة، متزوّجة من رجل أعمال يحبها حباً تملّكياً ويعيش هاجساً مستمراً بأنَّ الآخرين يريدون أخذ زوجته منه، فيحكم عليها بالحصار. وهناك أيضا مسلسل «يا مالكا قلبي» الذي ينتجه الفنان الإماراتي أحمد الجسمي ويجمع بين الفنانين فايز السعيد وشذى حسون في أول تجربة درامية لهما من إخراج عارف الطويل، ويحمل المسلسل طابعاً عربياً ويعكس المجتمع الإماراتي بتنوعاته وثراء تفاصيله.

كما يلعب الفنان باسم ياخور بطولة مسلسل «حدود شقيقة» المشترك بين فنانين سوريين ولبنانيين، وتدور قصته في قريتين حدوديتين بين البلدين الجارين، ويتحدث حول فكرة الديكتاتور التي يرمز لها هنا بمختار القرية، والمسلسل من تأليف الزميل الكاتب السوري حازم سليمان، وإخراج مواطنه اسامة الحمد، وبطولة اندريه سكاف، احمد الأحمد، شكران مرتجى، محمد حداقي، فيصل اسطواني، غبريال يمين، ليليان نمري. ويواصل الفنان السوري جمال سليمان الذي يعد من أبرز الفنانين السوريين الذين قاموا ببطولة أعمال درامية مصرية في رمضان، حضوره هذا العام من خلال مسلسل «نقطة ضعف» الذي يشهد مشاركات عربية أخرى في بطولته مثل التونسية سناء يوسف والأردنية فيدرا المصري. كذلك يعود مواطنه تيم حسن الذي عرفه الجمهور المصري من خلال مسلسل «الملك فاروق»، ثم «عابد كرمان»، بعمل جديد هو «الصقر شاهين» المؤجل من العام الماضي. في حين تشارك الفنانة السورية كندة علوش في مسلسل «نيران صديقة» مع منه شلبي ورانيا يوسف. ويحقق الفنان الأردني منذر رياحنة، تقدماً جديداً وسريعاً في الدراما المصرية، فبعد ان عرفه الجمهور من خلال مشاركته في مسلسل «خطوط حمراء» الذي قام ببطولته أحمد السقا العام الماضي، حيث يلعب رياحنة هذا العام بطولة مسلسل «العقرب» وهي البطولة الأولى له في مصر، ولم يقتصر الحضور العربي في «العقرب» على رياحنة حيث تلعب اللبنانية نيكول سابا البطولة النسائية في المسلسل. وتواصل الفنانة التونسية درة حضورها الرمضاني في الدراما المصرية من خلال عملين هما «مزاج الخير» مع الفنان مصطفى شعبان الذي قدمت معه العام الماضي «الزوجة الرابعة»، و«موجة حارة» الذي يجمع بدوره أكثر من فنان عربي من بينهم الاردنيان إياد نصار وصبا مبارك التي عرفها الجمهور المصري العام الماضي عبر مسلسل «شربات لوز». «موجة حارة» مقتبس عن رواية للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، بعنوان «منخفض الهند الموسمي»، وتقوم ببطولته معالي زايد ورانيا يوسف، وجيهان فاضل، وخالد سليم، ومدحت صالح، ودينا الشربيني، وهنا شيحة، وسيناريو وحوار مريم ناعوم، وإخراج محمد ياسين. في حين تعود الفنانة اللبنانية ورد الخال للدراما الرمضانية من خلال مسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» للكاتب تامر حبيب وإخراج غادة سليم، وبطولة يسرا والنجم مصطفى فهمي وتتمحور قصة المسلسل حول امرأة مطلقة وأم لثلاثة شباب، تحب وتعتني بكل من حولها، ولكن لا تعرف كيف تعتني بنفسها ولكنها تقرر السفر الى لبنان لتعود من هناك مرأة جميلة ومختلفة بعد خضوعها لعملية تجميل، كما يشارك في المسلسل من لبنان الفنان رفيق علي أحمد. ويشهد مسلسل «حكاية حياة» الذي تقوم ببطولته الفنانة غادة عبدالرازق مع الفنانين طارق لطفي وأحمد زاهر وخالد سليم وروجينا وأحمد مالك، عودة الفنانة اللبنانية رزان مغربي للتمثيل، إلى جانب مشاركة الأرجنتيني من أصل سوري فراس سعيد. كذلك تخوض الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي أولى تجاربها الدرامية الرمضانية في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» الذي خرج من السباق العام الماضي ليعرض في 2013.

تويتر