في افتتاح مهرجانات بيت الدين اللبنانية

رفيق علي أحمد يقود «علــى خطى ماركو»

رفيق علي أحمد على خشبة مسرح القصر الشهابي الأثري. إي.بي.أيه

من بلاد المغول والهند والصين وبلاد فارس، وصولاً الى لبنان، مساحات اختصرت التاريخ عبرها ماركو بولو في رحلة على طريق الحرير، وقدمت في عرض فني افتتح مهرجانات بيت الدين بلبنان، إذ قدمت مهرجانات بيت الدين في افتتاح فعالياتها الليلة قبل الماضية عرض «على خطى ماركو بولو في رحلة موسيقية على طريق الحرير»، ووقف الممثل اللبناني رفيق علي أحمد على خشبة مسرح القصر الشهابي الأثري كقائد لخيط الحرير، يبعث من خلال ماركو بولو بالرسائل الوطنية والإنسانية.

وبزيه الذي يعطي طابع ذلك الزمان يغني علي أحمد، ويرقص، ويروي باسم ماركو بولو ويكرر مقولة جبران خليل جبران باستهزاء من الوضع الأمني والسياسي الهش في البلاد قائلاً «لكم لبنانكم، لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام، وحكومة لها رؤوس لا أعداد لها، لبنانكم طوائف وأحزاب.. لبنانكم مجلس للنواب يمدد لنفسه.. ولي لبناني».

أول السالكين

ثقافات

مزج المخرج الفرنسي آلان بيير حضارات عدة تحت قبة القصر الشهابي المزخرف بعظمة ذلك الزمان، خلال افتتاح مهرجانات بيت الدين بلبنان، وواءم بيير الآلات الموسيقية القديمة والرقص والغناء مع الأقمشة المطرزة بخيوط من الحرير والموشاة بالقصب، التي تحمل في طياتها هوية كل بلد، وتاريخه الفني وسحره. ومن قازاخستان روت اولزهان بايبوسينوفا بصوتها وإيقاع عود الدومبرا رحلة النساء المحاربات المتمتعات بالعزة والبطولة والنبل والأنوثة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/06/0320315212336.jpg

ولد ماركو بولو في ‬15 سبتمبر عام ‬1254 في البندقية بإيطاليا، وتوفي في الثامن من يناير ‬1324 في مسقط رأسه، وهو تاجر ومستكشف كان هو وأبوه نيكولو وعمه مافيو أول الغربيين الذين سلكوا طريق الحرير إلى الصين، وكانت له علاقات دبلوماسية مع قوبلاي خان أكبر ملوك إمبرطورية المغول وحفيد جنكيز خان. ودون ماركو بولو رحلاته في كتاب، لكن رفيق علي أحمد يقول في احد مشاهده، إن «ماركو بولو لم يزر اصلاً كل هذه الأماكن، وانما جلس في إحدى الدور الشامية، وسمع من تجارها كل القصص، وبناء على هذه المشاهدات دوّن كتابه». ومن لبنان أيضا شكل صوت عبير نعمة همزة وصل بين الحضارات بأدائها المتنوع، وبغنائها بلغات متعددة، في حين سعى الموسيقي اللبناني شربل روحانا الى تقديم الأغاني التراثية الشعبية بأسلوب أكاديمي.

موسيقى

تفاعل الحضور الذي بدا أن معظمه من الفئات العمرية الكبيرة مع ايقاعات الفرقة الهندية المؤلفة من أربعة عازفين افترشوا الأرض بأزيائهم التقليدية وأدواتهم الإيقاعية مع المنشد أنور خان. وافتتحت العازفة الصينية لينغ لينغ يو على آلة البيبا الوترية العائد زمنها إلى ما قبل الميلاد رحلة ماركو بولو في العالم. كما قص المطرب الإيراني محمد معتمدي روايات عن بلاد فارس. وقالت العراقية المقيمة في لبنان وردة الجواهري، إن «الموسيقى حلوة وراقية ومطلة على الحضارات، كأننا زرنا كل هذه البلدان، وسمعنا من أهلها كل حكاياتهم»، مضيفة «لقد أبحرنا مع هذه الأصوات المتنوعة من الفارسية الى الهندية والأرمنية والقازاخستانية، لكني لم أكن أتوقع ان الوضع السياسي والأمني في البلاد سيسمحان بحضور هذا الكم الهائل من الناس، إنه فعلاً بلد التناقضات».

وتنطلق مهرجانات الصيف الفنية اللبنانية هذا العام وسط مخاوف أمنية وقلق سياسي دفعا لجنة مهرجانات بعلبك الأثرية العريقة الى نقل فعالياتها الى مكان آخر أكثر أمناً في البلاد. وأذكى الصراع في سورية التوتر الأمني في البلاد، حيث يؤيد السنة المعارضين السوريين الساعين للاطاحة بالرئيس بشار الأسد، في حين يدعم «حزب الله» الشيعي الأسد.

ويستضيف المهرجان المطرب العراقي كاظم الساهر الذي اعتاد إحياء حفلات في بيت الدين منذ سنوات عدة، وأمسية شرقية في عرض يندرج تحت عنوان «أصداء من سورية.. حي على الياسمين».

ومن عالم الجاز يستضيف المهرجان المغنية الأميركية ديدي بريدجووتر وفرقة الألعاب البهلوانية الوطنية الصينية «سيرك سبلانديد»، والمغنية الفرنسية باتريسيا كاس. ويختتم المهرجان في العاشر من أغسطس المقبل بأمسية تخصصها كاس لأبرز نجاحات سيدة الغناء الفرنسي إديت بياف في تحية للفنانة الكبيرة بعد مرور ‬50 عاماً على وفاتها، وذلك ضمن جولة عالمية تقوم بها المغنية حالياً.

تويتر