الإقلاع عن التدخين.. ليس مستحيلاً

تحديد موعد دقيق يساعد على الإقلاع عن التدخين نهائياً. د.ب.أ

يرغب الكثير من المدخنين في الإقلاع عن هذه العادة السيئة، لكن عادةً ما تواجههم بعض المشكلات عند اتخاذ هذا القرار، لاسيما تحديد موعد نهائي لتنفيذه، فنجدهم يُماطلون دائماً في تحديد هذا الموعد ويفوتون اليوم تلو الآخر دون اتخاذ أي قرار.

وأكدت مارتينا بوتشكه لانغر من المركز الألماني لأبحاث السرطان بمدينة هايدلبرغ، أنه يُمكن للمدخنين التغلب على هذه المشكلة من خلال تحديد موعد دقيق ونهائي للإقلاع عن التدخين في غضون الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة والالتزام بتنفيذه.

وكي يتسنى لهم ذلك، أوصتهم الخبيرة الألمانية بضرورة التفكير في بعض الأشياء قبل تحديد موعد تنفيذ القرار، من بينها مثلاً كتابة قائمة بإيجابيات الإقلاع عن التدخين. وأوضحت لانغر أن خوف الإنسان على صحته أو انتظاره لولادة طفل جديد بالأسرة يستلزم توفير المال والتفكير في أن التدخين يتسبب في الإضرار بصحته يُمكن أن تأتي على قائمة الإيجابيات، التي تدفع المدخن للإقلاع عن التدخين، والتي تُساعده على تنفيذ قراره.

وأضافت الخبيرة الألمانية «ينبغي على المدخن طرح سؤال على نفسه بشكل جدي، وهو: هل أرغب حقاً في أن أُصبح مدمناً؟ مؤكدةً بقولها «إذا كان المدخن صادقاً مع نفسه عند الإجابة عن هذا السؤال، فغالباً ما يُصرح بأنه يشعر بالفعل ببداية الإصابة بالإدمان»، ومن ثمّ يكون ذلك حافزا له على الإقلاع عن التدخين.

وأضافت لانغر أن استخدام مفكرة يومية يُمكن أن يُساعد المدخن أيضاً على اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين، حيث ينبغي عليه مراقبة سلوكه في التدخين وتدوين كل ما يتعلق به داخل هذه المفكرة، كأن يقوم مثلاً بتسجيل الموعد الذي يبدأ فيه التدخين في كل يوم، وكذلك الأماكن التي يُفضل التدخين بها ومدى أهمية التدخين بالنسبة له ويصف أيضاً مشاعره عندما يدخن، وإذا ما كان التدخين يعمل على تحقيق التوقعات التي ينشدها منه أم لا، وإلى أي مدى يشعر بأنه مدمن للتدخين.

وبعد أن ينتهي المدخن من استيضاح كل ما سبق، أكدت الخبيرة الألمانية أنه يُمكنه حينئذٍ تحديد موعد نهائي للإقلاع عن التدخين، مؤكدةً أنه ينبغي عليه العثور على سبل تُساعد على تجنب العودة له من جديد.

وأوضحت لانغر كيفية القيام بذلك بقولها «ينبغي للمدخن معرفة المواقف التي يلجأ خلالها للتدخين والتفكير في كيفية التعامل معها من البداية»، لافتة إلى أنه يجب أن يضع المدخن في اعتباره أن رغبته في العودة إلى التدخين ستكون قوية للغاية خلال أول يومين، كما يُمكن أن يواجه بعض الصعوبات خلال الـ‬10 أيام الأولى بشكل خاص.

وعن كيفية تجنب العودة إلى التدخين، أوصت لانغر المدخنين غير المنتظمين، كالذين يدخنون في الحفلات والمناسبات فقط، بضرورة الابتعاد عن حضور أي احتفال خلال الشهر الأول من الإقلاع عن التدخين.

وأردفت لانغر أنه ينبغي ألا يقتصر هدف المدخن على الإقلاع عن التدخين فقط، إنما يتوجب عليه تحويل اهتمامه إلى شيء آخر مفيد، كأن يقوم مثلاً بإجراء أحد تمارين التنفس أو الجري حول منزله عندما يتسلل إليه شعور بالرغبة في التدخين. وتستكمل الخبيرة الألمانية إرشاداتها قائلة «تتمتع ممارسة الأنشطة الحركية بتأثير إيجابي عند الإقلاع عن التدخين»؛ حيث تعمل على إفراز هرمون السعادة (الإندورفين) بالجسم، ما يُساعد بالطبع على تحسين الحالة المزاجية لدى المقلعين حديثاً عن التدخين، والتي غالباً ما تسوء بسبب توقفهم عن إمداد أجسادهم بمادة النيكوتين الموجودة بالسجائر. فضلاً عن ذلك تعمل الرياضة على حرق السعرات الحرارية بالجسم.

 

تويتر