شهد زخماً فنياً.. واستقطب أعمالاً من جميع أنحاء العالم
«بينالي الشارقة».. خرائط ثقافية جديدة
اختتمت مؤسسة الشارقة للفنون فعاليات بينالي الشارقة للفنون في دورته الـ11 لعام 2013، تحت عنوان «نهوض: نحو خارطة ثقافية جديدة»، الذي استمر لمدة شهرين، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث استلهم «البينالي» في دورته هذه مفهوم الفِناء في العمارة الإسلامية، خصوصاً الفِناء التاريخي في إمارة الشارقة، والذي جمع ما بين العام والخاص من جوانب الحياة، حيث طرحت القَيّمة على بينالي الشارقة 11 يوكو هاسيكاوا فكرة رسم خرائط ثقافيـة جديدة تعيد النظر في العلاقات بين العالم العربي وآسيا والشرق الأقصى وشمال إفريقيا مروراً بأميركا اللاتينية.
وشهد بينالي الشارقة الـ11 لهذا العام زخماً فنياً أثرى مسيرة إمارة الشارقة الفنية والثقافية، حيث استقطب أعداداً كبيرة من الأعمال المنتجة خصيصاً للبينالي، ومشروعات لفنانين، ومعماريين من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى إنتاج برامج تعليمية، وعروض السينما والموسيقى وعروض الأداء الحي والورش الفنية، إلى جانب الأعمال الفنية التي راوحت بين فنون حداثية وفنون ما بعد الحداثية، ووصل عدد المشاركين في «البينالي» لهذا العام إلى أكثر من 100 فنان قدموا من مختلف أنحاء العالم، حيث استقطب البينالي جمهور الفن المحلي والدولي بمختلف أطيافه، مما يزيد في الدورات المقبلة مسؤولية مؤسسة الشارقة للفنون أمام الموقف الفني وجمهوره.
كما تقاطع «لقاء مارس» السنوي في دورته السادسة ضمن فعاليات مؤسسة الشارقة للفنون مع سياق بينالي الشارقة الـ11، وضم اللقاء مجموعة من الفنانين والعاملين والمهتمين بمجال الفنون البصرية والفن المعاصر والمؤسسات الفنية الرسمية وغير الرسمية، حيث وصل عدد المشاركين إلى ما يقارب الـ40 مشاركاً من مختلف الدول، لطرح ومناقشة ودراسة قضايا فنية تعد إضافة على الساحة الفنية في إمارة الشارقة كاستمرار لمشروع النهوض بالفن في المنطقة والعالم.
برنامج الأفلام
تزامن افتتاح بينالي الشارقة الـ11 لهذا العام مع افتتاح خمسة مبان فنية جديدة تابعة لمؤسسة الشارقـة للفنون بمنطقة التراث في الشارقة، والتي ضمت الكثير من الأعمال الفنية المعاصرة المشاركة في البينالي. وضمن المباني الفنيـة تم افتتاح «سينما سراب المدينـة»، وهي فضاء للسينما والعمارة لأبيتشاتبونغ فيراسيتاكل المخرج التايلاندي وأولي شيرين، بتكليف من مؤسسـة الشارقة للفنون لعروض الأفلام المسائية في الهواء الطلق، وجاء ذلك خصيصاً لبرنامج الأفلام الذي استحدث للمرة الأولى في بينالي الشارقة بهذا الشكل، وكان القيَم على برنامج الأفلام المخرج التايلاندي أبيشاتبونغ فيراسيتاكُل قد اختار شخصيات رائدة في مجال صناعة السينما والأفلام (ستيف أنكر، تيلدا سوينتون، ميهلي مودي، ألتشينو ليتو نيتو، كافان دي لاكروز، جان بيير رِم، علي جعفر)، لينفذوا برامج مستقلة عرضت طوال فترة البينالي، تضمنت أفلاماً أنتجت لمصلحة البينالي بتكليف رسمي، وأفلاماً أخرى متنوعة.
الموسيقى وعروض الأداء
برنامج «ثنايا»، برنامج صوت وموسيقى من تأليف فنان الصوت اللبناني طارق عطوي، الذي يعد جزءاً من البرنامج الموسيقي وعروض الأداء لبينالي الشارقة الـ11.
وقدم عطوي بهذا البرنامج تكويناً صوتياً من أربع حركات متصلة تتصاعد وتغذي بعضها بعضاً، تطورت مكانياً من المدينة إلى البينالي من خلال عدة عروض أداء لكل تحرك. «النداء: من المدينة إلى البينالي، الدائرة: داخل الأفنية، تاسيت: بحث في الصوت والضوضاء وثقافة الصم وموسيقى الكين، المحاكاة: جزء من البحث تاسيت»، شارك في هذه التحركات كل من فناني الصوت: صوفي أنجل، أورييل بارتيليمي، جيم بلاك، بريان شيبيندال، شربل هابر، حسن حجيري، سوزي إيبارا، حسن خان، لوكاس ليجيتي، مورتن جي أولسن، كيفن شيا، وو نا، تاتوسيا يوشيدا، يوشيمي.
إضافة إلى مجموعة تاسيت من فنانين وأكاديميين خبراء في دراسة الصوت والأداء والتصميم والدراسات الثقافية وعلم النفس، يشاركهم هذه المرة طلاب مدرسة الأمل للصم في عرض الأداء.
أما ألفا نوتو(كارستين نيكولاي) فكان مع ظهور خاص لريوتشي ساكاموتو، حيث قدم ألبومه «يونيفرس» الذي يتوجه إلى التمييز المفهومي داخل هذه اللغة الكونية التي هي الموسيقى «اليونيرسوم ـ أو الكوني، كشكل من الوحدة أو الكلية».
سلمى وسفيان ويسي، قدما «هنا وهناك» أداء كاريوغرافي، حيث رقص الراقصان كلٌ من شقته الخاصة، إلا أن الأداء ظهر في الوقت الفعلي على الشاشة نفسها. الفضاء الخاص أصبح مفتوحاً أمام أظار العامة، لتزول بذلك المسافـة ومفهوم الغياب لمصلحـة نوع مختلف من الحضور الذي يؤكد شعريات التحاور بين الراقصين واستكشافهما أشكلاً جديدة يكونان فيها معاً.
وقدم ريوجي إيكيدا، الملحن الإلكتروني والفنان البصري حفلاً موسيقياً بعنوان «داتاماتيكس» (النسخة الثانية)، قام به بالمواءمـة بين المخيلة المـولدة عبر الكمبيوتر بالأبيض والأسود، والألوان الفاقعة، وولَد بذلك صوراً غرافيكية تمثل تطور البيانات عبر مختلف الأبعاد.
ومن المقاطع ثنائية الأبعاد والمشتقة من أخطاء الأقراص الصلبة وشيفرات البرامج الحاسوبية، حيث انتقلت المخيلة لتصبح مشاهد دراماتيكية ثلاثية الأبعاد للكون، والمشاهد الأخيرة تضيف بعداً آخر، حيث تؤدي المعالجة الرياضية الرباعية الأبعاد عوالم مدهشة تبدو لامتناهية.
كما شاركت فرقة «لكش» التي يقودها سعد ثامر وعزف فيها على آلات النقر ويشارك بالغناء، في حين يعزف باسم حوار على «الدوز»، وكريستيانا فوخس على الكلارينت والباص كلارينت، وجاري سينغالا على البيانو. وتسعى فرقة لكش إلى تقديم بعد جديد للموسيقى الشرقية، وغالباً ما تسحر المستمعين بألحانها المركبة المغرية وإيقاعاتها الحزينـة المفاجئـة، والكثير من ثراء هذه الموسيقى نابع من فن المقام العراقي العريق الذي يقوم على توليفات لحنيـة محددة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news