ينطلق غداً تحت شعار «نحو تقارب أكثر بين الطفل والكتاب»

مؤتمر كتب اليافعين يتبنى «حق القراءة» لكل طفل

القراءة للطفل مقدمة لتعليمه حقه في القراءة. من المصدر

«نحو تقارب أكثر بين الطفل والكتاب»، هو الشعار الذي اعتمده المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ليكون ثيمة لمؤتمر المجلس الدولي لكتب اليافعين الأول لمنطقة آسيا الوسطى وشمال إفريقيا، الذي سيعقد غداً بمشاركة أكثر من ‬20 دولة و‬40 متحدثاً، لمناقشة قضايا وموضوعات متنوعة حول كتاب الطفل وثقافة القراءة من أجل دعم حق كل طفل في القراءة.

وقالت رئيس مجلس ادارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مروة العقروبي، إن «الشعار جاء في محاولة لإحياء ماضي التاريخ الأدبي للمنطقة، وتعزيز مكانة أدب الطفل في الحاضر والمستقبل، إذ يوفر مؤتمر المجلس الدولي لكتب اليافعين الأول لمنطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمالي افريقيا، الذي ستنطلق فعالياته غداً، فرصة لالتقاء الأفراد والمؤسسات التي تعمل على تحقيق تقارب أكثر بين الطفل والكتاب من أدباء ورسامين وأمناء المكتبات والناشرين، إضافة إلى المربين والمؤسسات الثقافية والتربوية، وغيرهم من الخبراء الذين يعملون بشكل مباشر مع الأطفال».

لافتة إلى أن «من شأن هؤلاء الأدباء أن ينقلوا روعة القراءة والكتب في الاتجاهات كافة من كتب فكاهية ومسلية إلى كتب تتناول موضوعات جادة، وكتب فنية جميلة وقصص كلاسيكية وكتب تتناسب مع ذوي الإعاقة، إضافة إلى كتب تتضمن صوراً إيجابية لهذه الفئة وكتب تثقف وكتب تسلّي وكتب تفتح أفقاً جديداً في عالم صناعة الكتاب».

حق القراءة

«عكاظ» و«جمول»

يستحضر مؤتمر المجلس الدولي لكتب اليافعين الأول لمنطقة آسيا الوسطى وشمال إفريقيا، مدى الاهتمام الكبير في الأدب والثقافة في المنطقة بشكل عام منذ قرون مضت، وذلك عبر «تعويذة» المؤتمر المستوحاة من سوق عكاظ إحدى أبرز الأسواق الأدبية القديمة في المنطقة، إذ اطلق على شخصية المؤتمر «عكاظ» وصاحبه «جمول» حاملين معهما عبق الثقافة والأدب، ويعود الصديقان من الزمان البعيد ليغرسا نفسيهما تعويذة مبشرة بالخير على بوابة المؤتمر الذي تستضيفه الشارقة للمرة الأولى في المنطقة.

«عكاظ» فتى عربي، اسمه وشخصيته جاءت نسبة إلى «سوق عكاظ» الشهيرة وهي أهم أسواق العرب القديمة على الإطلاق، وأبرز المحطات الأدبية التاريخية لمنطقة الخليج وما حولها عندما كان الشعراء يتبارزون بسلاح الشعر، ولم تكن سوق عكاظ مكاناً ينشد فيه الشعر فحسب، بل كانت موسماً اجتماعياً قبائلياً له دوره السياسي والاجتماعي والإعلامي منذ أكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد.

أما «جمّول» صديق عكاظ فهو سفينة الصحراء، الجمل الذي رافق أبناء المنطقة في حلهم وترحالهم ولم تتغلب عليه قسوة المناخ ولا طول المسافة، إذ يسير جنباً إلى جنب مع صديقه «عكاظ»، في رحلتهما التي يأخذان على عاتقيهما مهمة ايصال الكتاب إلى أطفال المنطقة، وتوعيتهم بأهمية القراءة التي تواجه في الوقت الحالي العديد من التحديات، وتستحضر شخصيتا (عكاظ وجمول) التاريخ العربي المضيء الذي كان الإبداع الثقافي أحد أبرز ملامحه.

العقروبي تابعت أن «(لكل طفل الحق في أن يصبح قارئاً)، من هذا المنطلق تأتي أهداف المؤتمر الرئيسة التي تصب في دعم هذا الحق، وتعزيز حب القراءة والكتاب عند جميع الأطفال بما فيهم أطفال ذوو إعاقة والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة، لاسيما في منطقة آسيا الوسطى وشمالي افريقيا، إذ توجد تحديات جمة تواجه عملية ترويج القراءة وتعزيز رفاهية الأطفال منها على سبيل المثال النزاعات السياسية والاحتلال، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية مثل الفقر وارتفاع معدلات الأمية، وعلى الرغم من هذه التحديات نجد أيضاً تجارب ناجحة وانجازات وتطوراً فعلياً بفضل جهود الأفراد والمؤسسات الملتزمة بتحقيق تقارب أكثر بين الطفل والكتاب».

ويهدف المؤتمر إلى تعلم المزيد عن مختلف المبادرات التي تجري في المنطقة لترويج القراءة، لاسيما بين الفئات المحرومة التي تعاني ظروفاً سياسية واقتصادية واجتماعية، كذلك سيلقي المؤتمر الضوء على الاتجاهات الحالية والسابقة في قطاع النشر للأطفال في المنطقة، مع التركيز على التطورات التي أدت الى توسيع أفق هذا القطاع، والتي أسهمت في تحسين وتنويع الكتب المتاحة للأطفال، فضلاً عن الخروج باقتراحات وخطوات عملية للتعاون والتواصل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وتشجيع تأسيس مجالس وطنية في الدول غير المنظمة للمجلس الدولي لكتب اليافعين.

جلسات ومناقشات

وسيتضمن المؤتمر جلسات حوارية باللغتين العربية والانجليزية يتم خلالها استعراض عدد من أوراق العمل في كل جلسة، إضافة إلى بعض العروض التقديمية الرئيسة، كما ستقام جلسات محددة مخصصة للتواصل والاجتماعات المهنية، وسيعقد أيضاً معرض يمكن لدور النشر استئجار أجنحة ومنافذ عرض لبيع كتبهم.

وحول الموضوعات المقترحة ضمن التركيز الأول «ترويج القراءة»، والتي خصصت لأمناء المكتبات والمعلمين ورواة القصص والمنظمات غير الحكومية ليعرضوا خبراتهم في ترويج القراءة بين الأطفال من مختلف الأعمار والحاجات والظروف، منها تنظيم ساعات قصصية ومناقشة كتب واختيار القصة وتحليلها وتنظيم النشاطات المصاحبة وتشجيع القراءة الممتعة في المدارس وبناء مكتبات عامة ومجتمعية وإدارة حملات قراءة ناجحة، إضافة إلى العمل مع الأطفال من ذوي الإعاقة والقراءة والعلاج بالقراءة في حالات النزاع وما بعد النزاع.

كذلك هناك موضوعات مهمة منها التحديات التي تواجه الترويج للقراءة لدى الأطفال في عصر المعلوماتية وقراءة القصص للأطفال عبر الوسائل والتقنيات الحديثة، واستخدام رسوم كتب الأطفال كوسيلة للتشجيع على القراءة واكتشاف الذات من خلالها، إضافة إلى كيفية مشاركة الأطفال أنفسهم في تخطيط وتنفيذ نشاطات الترويج للقراءة ودعم الحوار بين الثقافات والتسامح من خلال كتب الأطفال.

أما التركيز الثاني والمتمثل في «صناعة كتب الأطفال»، فيعتمد تشجيع الأطفال على القراءة من خلال توفير الكتب الجيدة بلغتهم الأم، إذ يعمل المؤلفون والرسامون والناشرون والأدباء والمنظمات غير الحكومية على تبادل الخبرات في سبيل الارتقاء الملموس في صناعة كتب الأطفال، وتعزيز هذه الصناعة وتنويعها في البلدان التي يعملون فيها، إذ تم اقتراح مجموعة من الموضوعات لمناقشتها منها ترجمة أدب الأطفال وتطوير سوق أدب اليافعين ودعم بناء قدرات مؤلفي ورسامي كتب الأطفال وإحياء الحكايات والروايات الشعبية من خلال الكتب، إضافة إلى توزيع وتسويق كتب الأطفال في منطقة آسيا الوسطى وشمال إفريقيا.

ورش مهمة

يصاحب المؤتمر عدد من ورش العمل القيمة منها ورشة عمل الرسم للمتقدمين، إذ ينظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومبادرة ورق الجماعية ورشة عمل تدريبية لرسامي كتب الأطفال الصاعدين، وذلك خلال معرض الشارقة الدولي لكتب الأطفال ‬2013. وتغطي الدورة تصميم الشخصيات واستخدام تقنيات رسم مختلفة وتطوير الأسلوب الشخصي وخلق مناخ ملائم لقصص الأطفال، كما ستقام ورشة عمل حول العلاج بالقراءة للأطفال في المستشفيات وتغطي الورشة موضوعات عدة، من بينها أهمية القراءة في المستشفيات وكيفية اختيار المواد والموضوعات المناسبة للقراءة للأطفال في المستشفيات وكيفية إجراء حلقة نقاشية مفتوحة لمناقشة مختلف الموضوعات ذات العلاقة بالحالة الصحية للطفل، كما تشمل الورشة جانباً عملياً حول كيفية علاج الأطفال من خلال القراءة.

إضافة إلى الورش المطروحة ستقام ورشة إنشاء كتب برسوم حسية (الجزء ‬1) وهي ورشة عمل تدريبية للراغبين في تصنيع كتب برسوم حسية خاصة بالأطفال ذوي الاعاقة البصرية، وتعد الكتب ذات الرسوم الحسية كتباً مكتوبة بحروف طباعية كبيرة وبلغة برايل، وتتضمن صورا حسية يتم تمييزها من خلال اللمس والمسح بأطراف الأصابع.

كما تتضمن الورشة جانباً نظرياً يناقش ضرورة وجود الكتب الحسية المصورة للأطفال المكفوفين والمعايير التي يتبعها الأطفال ذوو الإعاقة البصرية في إدراك الأشياء، وكيفية اختلافها عن المعايير المتبعة من قبل الأطفال المبصرين، إضافة إلى إنشاء الرسوم الحسية الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة البصرية وتقنيات الرسم والتخطيط (طباعة وبرايل) والعلاقة بين النص والرسوم.

تويتر