كيالي وداحول وغوراغوسيان وبعلبكي.. يتصدرون مبيعات يومه الثاني

«كريستيز» دبي.. العرب أولاً

صورة

حققت لوحة «بائع الورد» للفنان السوري الراحل لؤي كيالي، أعلى سعر ضمن قائمة الأعمال التي بيعت في القسم الثاني من مزاد «كريستيز» الذي أقيم أول من أمس، في فندق «أبراج الإمارات»، والذي يضم مجموعة من أعمال الفن المعاصر والحديث التركي والعربي والإيراني للفنانين الرواد والشباب. وتعد لوحة كيالي التي رسمت عام ‬1975، وتوقفت المزايدة عليها عند سعر ‬367.300 ألف درهم، من الأعمال التي تحمل ملامح سورية، فبائع الورد يحمل الياسمين الذي تشتهر به الشام، بينما تبدو الزهور كأن الريح تتلاعب بها. وقد تميزت الأعمال السورية في هذا الجزء من المزاد، فقد تلت لوحة كيالي، لوحة للفنان السوري صفوان داحول، ثم اللبناني بول غوراغوسيان، وبعدها لوحة ايمن بعلبكي، ورابعاً لوحة أخرى لداحول، لتكون الأعمال العربية في صدارة مبيعات اليوم الثاني في المزاد.

الزواج

أعمال لم تُبع

سحب من المزاد الثاني عملان ولم تتم المزايدة عليهما، إذ إن الدار لمجرد وجود بعض علامات الاستفهام حول العمل تقوم بسحبه من المزاد، كي لا تبيع أي عمل دون التأكد من انعدام وجود أي مشكلة في بيعه. كما أن هناك مجموعة من الأعمال التي لم تبع، إذ إن المزايدة عليها لم تصل للسعر الذي وضعته الدار. وقد قاربت الأعمال التي لم تبع ‬11 عملاً كانت معظمها إيرانية، فقد بلغ عدد الأعمال الايرانية التي لم تبع تسعة أعمال، ومن بين الاسماء التي لم تبع أعمالها، سيغات جباري ويخت جازي تاياتيا، وكاي، وشيرين اليابدي، ولالي خورميان، ونرجس هاشمي، ومهدي نابغي. أما العملان الآخران اللذان لم يباعا فأحدهما لطارق زكي من مصر، والآخر لريما سلمون من سورية.

احتل عمل الفنان صفوان داحول المركز الثاني بعد لوحة الفنان لؤي كيالي، وذلك من خلال اللوحة التي رسم فيها المرأة التي تقف على شباك في ليلة مظلمة بينما يبدو القمر بارزاً من شباكها، وقد بيعت هذه اللوحة بـ‬348.935 ألف درهم. تلت هذه اللوحة، عمل الفنان بول غوراغوسيان التي رسمها في عام ‬1986، وتحمل عنوان «الزواج» والتي أبرز فيها مجموعة من النساء المجتمعات في مناسبة زواج بألوان زاهية، وقد بيعت بـ‬330.570 ألف درهم. بينما كانت لوحة الفنان ايمن بعلبكي وعنوانها «الملثم» مفاجأة المزاد، فقد تجاوزت التقديرات الموضوعة للوحة وتجاوزت السعر الذي بدأت فيه المزايدة بأضعاف، وبيعت بـ‬312.205 الف درهم، مع الاشارة إلى أن العمل الذي يعد جزءاً من سلسلة رسمها الفنان عام ‬2010، والتي كانت عبارة عن مجموعة من الأشخاص الفدائيين الملثمين، صغيرة المساحة (‬75-‬55 سم). أما العمل الذي احتل المركز الخامس فكان للفنان صفوان داحول، إذ بيعت لوحته التي حملت نفس ألوان اللوحة الأخرى التي بيعت في المزاد، وإنما مع اختلاف الخلفية بـ‬233.840 الف درهم. وقد رسم الفنان هاتين اللوحتين عام ‬1993.

وبخلاف الجزء الأول من المزاد الذي يشمل الأعمال النادرة والذي حققت فيه الأعمال الايرانية أرقاما مهمة في المبيعات بدءا من عمل فرهاد مشيري الذي تصدر المبيعات، ووصولا الى تحقق أغلى ‬10 أعمال مناصفة مع الأعمال العربية، مالت دفة القسم الثاني من المزاد الى الأعمال العربية، فقد تميزت مجموعة من الأعمال بأسعارها المرتفعة الى جانب الأعمال التي حصدت المراكز الخمسة الأوائل، منها عمل اللبنانية زينة عاصي، وعنوانه «يا بيروت يا ست الدنيا»، التي جسدت خلاله البدء والتجدد في الحياة من خلال المرأة الحامل، هذا الى جانب عمل الفنان السوري ثائر هلال الذي حمل عنوان «الألعاب النارية»، ويعتمد فيه الفنان على التكرار في الضربات اللونية التي يضعها على اللوحة. بالاضافة الى هذه الأعمال تميزت بعض الأعمال، منها عمل الفنان المصري عمر النجدي وعنوانه «الانتظار» الذي صور فيه مجموعة من النساء في غرفة يجلسن في حالة ترقب وانتظار، مركزاً على التفاصيل الكثيرة والأجزاء الصغيرة في اللوحة. وقد تميزت بعض الأعمال التصويرية، منها عمل العراقي حليم الكريم، والمغربية لالا السيدي، إلى جانب أعمال المصري يوسف نبيل، خصوصاً عمله الذي بيعت أكثر من نسخة منه في مزاد كريستيز في دورات سابقة، والذي هو نسخة من أصل ‬10، ويحمل عنوان «فيفي تدخن الشيشا»، والذي يلتقط فيه الراقصة فيفي عبده وهي تدخن الشيشة.

منافسة

على الرغم من المنافسة التي دارت في المزاد على الأعمال الايرانية والتي كان هناك عدد كبير منها لأسماء معروفة في الفن الايراني، إلا أنها لم تحقق أسعار الأعمال العربية، إذ إن أغلاها لم يتجاوز ‬238.745 الف درهم، وهو السعر الذي بيع به عمل الفنان تشارلز حسين زندرودي، والذي هو عبارة عن امتدادات حروفية الى جانب التشابك في بعض الاحرف مع استخدامه الأحمر والأسود والأزرق تباعاً على خلفية من اللون البيج. وكان هذا العمل الذي قدمه الفنان عام ‬1973 من أبرز الأعمال الإيرانية التي شهدت منافسة قوية بين المزايدين. وقد بيعت في المزاد الى جانب عمل زندرودي مجموعة من اللوحات لرواد الفن الايراني، منهم فرهاد مشيري وعلي شيرازي ومحمد احصائي.

حمل المزاد في دورته الـ‬14 عملين اماراتيين بيعا ضمن القسم الثاني، الاول هو عمل تصويري للفنانة فاطمة بنت مكتوم، وهو عبارة عن وجه امرأة مغطاة بوشاح أزرق ولا يظهر من وجهها سوى الفم والقليل من الخد الأيسر، وقد بيع لعمل بـ‬27.548 ألف درهم، بينما بيع العمل الاماراتي الثاني للفنان خالد البنا، بـ‬12.856 الف درهم، وهو عمل كولاجي دائري متعدد الألوان، يجسد من خلاله الفنان الوقت، وقد أطلق عليه عنوان «الحاضر».

يبقى للأعمال التركية حضورها المميز في المزاد، والتي وإن لم تحقق أسعار الأعمال الايرانية أو العربية إلا أنها تحمل ملامح هذا البلد، فنجدها تركز على الملامح النسائية، فغالباً ما تحمل الأعمال الكثير من الوجوه، الى جانب ادخال التكنولوجيا على الأعمال من خلال الاضاءة التي تمنح العمل بعدا جماليا جديدا، كعمل تورغيت يوكسل الذي تتحدث فيه المرأة الى النبتة، بينما تضفي الأضواء إشراقة على اللوحة.

يشار الى أن التكنولوجيا والاضاءة لم تستخدما في الاعمال التركية فحسب، فقد جذب عمل الفنان السعودي قسورة حافظ الحضور الذي عمل فيه على الاضاءة التي تتغير، والتي ابتكر من خلالها رؤية جديدة للألوان والأشكال.

تويتر