«الركبي الآلي» صناعة محلية إلى منصات التتويج

صورة

قال رئيس اللجنة العليا المنظمة لسباقات الهجن في رأس الخيمة، محمد سالم مردد، إن سباقات الهجن، إلى جانب كونها ساحة للمنافسة وتحقيق الفوز، فهي تحمل رسالة تعكس حرص الدولة على حقوق الإنسان وذلك من خلال تنفيذ أبناء القبائل القرار الذي يمنع مشاركة الأطفال المواطنين أو غيرهم في سباقات الهجن، والاستعاضة عنهم باستخدام جهاز مصنوع محلياً أطلق عليه «الركبي الآلي». وأضاف مردد أن «التزام أصحاب الهجن بقرار حظر مشاركة الأطفال بدور الركبي في سباقات الهجن هو عمل إنساني رائع وداعم بقوة لجهود الدولة في مجال حقوق الإنسان» .

و«الركبي الآلي» الذي بات يتحكم في حركة الهجن أثناء مشاركتها في السباقات، ويحضها على أن تسرع الخطى بالنحو الذي يضمن الفوز لها، ويمنح أصحابها حظوة الصعود إلى منصة التتويج، حيث العديد من الجوائز المادية والعينية، هو جهاز بسيط يتم تصنيعه في الورش المحلية، وتدخل ضمن مكوناته آلة تثقيب تعمل بالبطارية وجهاز إرسال لاسلكي، إضافة إلى سماعتين وجهاز تحكم وذراع قابلة للحركة، وجميع تلك الأجهزة يتم تثبيتها على هيكل حديدي.

واعتبر مردد أن الركبي الآلي يمتاز بمواصفات رائعة، ويكفي أنه يؤدي المهام نفسها التي كان يقوم بها الأطفال وهم على ظهور الهجن، بل يتفوق عليهم بكثير من المزايا من قبيل قلة الكلفة، وخفة وزنه الذي لا يزيد على أكثر من كيلوغرامين، وانعدام الأخطار المحتملة. ويعمل «الركبي الآلي» بالشكل التالي: قبل المشاركة في السباق يتم تثبيت الجهاز على ظهر الهجن بصورة جيدة حتى لا يسقط أثناء الركض، ومع ضربة البداية يقوم صاحب الهجن من خلال متابعة السباق في سيارته من خارج «المركاض» بمهمة إعطاء الأوامر للجهاز، مستخدماً في ذلك جهاز تحكم، ونتيجة لذلك تتحرك الذراع التي تحفز الهجن على زيادة سرعتها.

وبحسب نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لسباقات الهجن، فإنه قبل أن يأخذ «الركبي الآلي» مكانه على ظهور الهجن، كان الأطفال يشكلون الخيار الوحيد المتاح في سباقات الهجن، لأنهم لا يشكلون أحمالاً ثقيلة عليها، وهو الشيء الذي يساعد الهجن على الركض بالسرعة التي تمكنها من تحقيق الإنجازات التي تفرح مالكيها، بيد أن استخدام الأطفال تحوّل إلى نقمة لأصحاب الهجن من جانب المسؤوليات الإنسانية، والمصاعب المادية المزعجة.

ويمضي قائلاً: «إلى جانب الأخطار المحتملة نتيجة وجود الأطفال على ظهور الهجن المسرعة، فإن المواطنين كانوا يضعون أياديهم على قلوبهم، بصورة دائمة، خشية أن يصاب الطفل بسوء، وليس بالضرورة أن يأتي ذلك السوء من المشاركة في (الريس)، وإنما حتى أثناء وجود الطفل مع الركاب التي لا تكون في مأمن من أمرها بصورة دائمة، بل أحياناً تنتابها حالة من الهيجان تجعلها عدوانية حتى مع أصحابها، خصوصاً إذا واجهت معاملة قاسية». وتابع «أضف إلى ذلك فإن استقدام الأطفال من الخارج يثقل كاهل أصحاب الهجن بمبالغ كبيرة تصل أحياناً إلى أكثر من ‬10 آلاف درهم، وذلك لنفقات إجراءات الإقامة والسكن والعلاج والحالات الطارئة».

تويتر