11 عملاً تصويرياً لمروة عادل في «آرت سوا» غاليري
«بلا وجوه».. الجسد وعاء الروح
ليست المرة الأولى التي تقدم فيها المصرية مروة عادل جسد المرأة في تصويرها، لتكسر من خلاله القيود، وتعبر عن التحرر الذي يتعدى الحدود الجسدية ليرتقي الى المستويات الفكرية.
قدمت عادل في معرضها الاخير الذي افتتح، أخيراً، في «غاليري آرت سوا»، تحت عنوان «بلا وجوه»، فكرة الزواج ومفهومه بالنسبة للمرأة، محاولة من خلال الجسد وأقمشة فستان الزفاف عرض انكسار المرأة مع اختزال الوجه الذي يبرز الهوية، فالمرأة حين تنكسر ارادتها تفقد هويتها، وقد استطاعت من خلال 11 عملاً ان تعرض الحالات المختلفة للنساء، فلكل جسد حالة فكرية وثقافية وانفعالية مختلفة.
حرية
الجسد هو وعاء الروح والفكر، وتستخدم الفنانة المصرية الكاميرا لتصور هذا التركيب البشري، وتظهر لغته الخاصة، وتعبيره عن الهواجس. أما الحرية التي تحاول رصدها بالأسود والابيض في معرضها الذي يستمر حتى الثاني من فبراير المقبل، فغالباً ما تتوقف عند المفهوم البسيط للتحرر، وهو امتلاك القدرة على التعبير عن الرأي ورفض أي شكل من أشكال الحياة التي يفرضها المجتمع.
ولعل الزواج أفضل الخيارات لمعالجة قضية التحرر في مجتمع شرقي لا يعطي المرأة حقوق الرجل في العلاقات الاجتماعية والزوجية.
وتحاول الفنانة المصرية من خلال الحالات المتباينة رصد عوالم النساء، اذ يجب أن يكون لكل امرأة رحلتها في الحياة، وألا يخضعن للمجتمع الذي يفرض القيود نفسها على الجميع، الأمر الذي يجعلهن متشابهات في الصورة النهائية التي يظهرن بها أمام الناس. أطلقت عادل من خلال العناوين التي وضعتها على اعمالها صرختها للمطالبة بالحرية، فقد حملت اللوحات عناوين مميزة، منها «الحقيقة»، «المتحررة»، «السحر»، «السلام الداخلي»، «الشغف»، «الجمال غير المرئي».
وقد رصدت في هذه الأعمال موضوع الزواج من خلال أقمشة التول التي تستخدم في تصميم فستان الزفاف، فوضعته على أجساد النساء من الجهة الأمامية، بينما اعتمدت من الخلف على أقمشة الطرحة، فحملت الصورة ثلاث طبقات تبدأ بالتول لتنتقل الى المرأة ثم الطرحة. أما الأسلوب الذي طرحت به عادل قضيتها، فهو أنثوي بامتياز، لا يحمل الثورة على قيود المجتمع إلا من خلال السكينة والجمال، فبعض الصور تحمل الأمل، وبعضها الحلم، فيما هناك في بعض الصور الكثير من الترقب والانتظار.
محرمات
تكسر عادل من خلال تصويرها جسد المرأة المحرمات، لكن المفارقة بين المصورة وأعمالها هي كونها ترتدي الحجاب، وتقدم أجساد النساء عاريات، الأمر الذي جعلها تؤكد أنها لا تصور جسداً بحالة عري تام، بل ما تفعله هي أنها تعمم عبر الـ«فوتوشوب» قطعة من الجلد الخاص بالبشرة على الجسد كاملاً، فيبدو كأنه في حالة عري.
تحمل عادل من خلال أعمالها دعوة صريحة الى النساء كي يبحثن عن ذواتهن، ويعبرن عن مشاعرهن، كي تستطيع كل منهن أن تكون لها هويتها وتأثيرها في المجتمع. أما اختزالها المتعمد للوجوه في معظم الأعمال، فيأتي كي يظهر المرأة كقيمة فكرية خالصة وليس مجرد جسد، اذ تنتقل عبر الجسد الى مرحلة اظهار الأحاسيس، وذلك بخلاف أعمالها السابقة التي أظهرت النساء في حالة انطواء يخفين كل ما يختلجهن. قالت مروة عن معرضها، ان «المعرض يقدم الحرية بمفهومها المطلق، ولا يعني أن التصوير بالجسد يعني الحرية، بل التعري من القيود، لكن غالبا ما تأتي الطبقات لتقييد المرأة من جديد». واعتبرت ان الزواج أصبح أمراً ملحاً في المجتمعات الحالية، اذ ينظرون الى الزواج على أنه ضرورة، وبالتالي أن الصورة النمطية للزواج يجب أن تتبدل. وأشارت الى ان المرحلة التي مرت بها وهي تحضر الأعمال الموجودة في المعرض هي المرحلة التي كانت تشعر بأنها من دون وجه، حيث كانت مجبرة على المسايرة كي تستمر الحياة.
ورأت ان التعبير عن الشخصية هو الذي تحاول أن تظهره من خلال الأعمال، موضحة أن تجربة زواجها السابق أثرت كثيراً في حياتها الفنية، وهي التي جعلتها تخرج بهذه الفكرة في المعرض.
وأكدت أن المعرض لا يتحدث عن الانفصال او الزواج بحد ذاته، وانما هوية المرأة من خلال الزواج، فحتى لو كانت شخصية المرأة ضعيفة وهي راضية عن نفسها، فهذا جيد، «لأن ما أسعى الى ايصاله هو أن تكون المرأة أو حتى الانسان بشكل عام في حالة تمثيل ومسايرة».
وأضافت ان التصوير لم يعد يعتمد على اللقطة المميزة، فأوضحت أنها تعمل على فكرة مميزة، فيما التدخل في الصورة يكون لتعديل نسبة الضوء والظل فيها ليس أكثر. أما المعرض الثالث لها في دبي، فأكدت أنه يمرر للناس تطورها المهني، وكذلك حالاتها النفسية، مبينة انها راضية عن الاعمال التي قدمتها، لأنها قادرة على عكس أحاسيسها ومشاعرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news