نفت أن يكون الوشم على ذراعها هدفه التقرب إلى الإســـــلاميين

منة شلبي: الهجوم عـلـــــــى الفنانـات «قذف محصنات»

صورة

اعتبرت الفنانة المصرية منة شلبي أن الهجوم والجدل اللذين أثيرا حول فيلم «بعد الموقعة»، الذي قامت ببطولته أخيرا، يعكس مناخا بدأ يجد له مكانا في المجتمع المصري حاليا، لكنه مناخ يجب تقبله في ظل حالة الاحتقان التي مازالت سائدة لدى الرأي العام، ومشاعر المرارة لدى الكثيرين.

مؤكدة ان الفيلم لا ينحاز إلى طرف من أطراف الأحداث التي شهدها ميدان التحرير يومي الثاني والثالث من فبراير ‬2011، والتي عرفت باسم موقعة الجمل، وكان محايدا في الطرح «إلا أن هناك تراجعا في قبول الرأي الآخر، فقد تكون المواقف المحايدة غير مطلوبة في مواقف الحياة الواقعية، لكنها مقبولة سينمائيا».

ووصفت شلبي هجوم بعض رموز التيارات الدينية على الفنانات؛ كما حدث من هجوم الشيخ عبدالله بدر على الفنانة إلهام شاهين، ثم هجوم رئيس قناة «الأمة» الداعية أحمد محمد محمود عبدالله الشهير بـ«الشيخ أبو إسلام» على الفنانة يسرا، بأنه «تجاوز وقذف للمحصنات»، رافضة ما يقوم به البعض من خلط بين التمثيل والواقع، وبين شخصية الفنان من جهة والدور الذي يلعبه من جهة أخرى، مستندة إلى تعريف التمثيل، الذي ينص على أنه الخروج من الذات والدخول في شخصية أخرى، إضافة إلى أن «القدرة على التمثيل، أو امتلاك صوت رخيم يصلح للغناء، هما من نعم الله التي منحها للإنسان، وعليه أن يعترف بهذه النعم ويستفيد منها في إسعاد الناس».

واعتبرت شلبي أن الفنانين عليهم المحاربة، ليس فقط من أجل استمرار عملهم و«لقمة العيش»، لكن أيضا من أجل المبادئ والحفاظ على قيمة الفن، والتراث الفني الكبير الذي تمتلكه مصر، والذي صنعه فنانوها عبر السنوات طويلة، مضيفة «كسينمائيين علينا أن نقاتل من اجل عملنا، وعلينا ان ندرك أن الأسماك التي تعوم مع التيار هي الأسماك الميتة فقط، فغريزة البقاء هي التي تدفع كل كائن حي إلى أن يقاتل من أجل عيشه وحياته».

كما رفضت شلبي ما يتبعه بعض الدعاة من هجوم مهين على الفنانين والفنانات، واختصار الفنانة وتاريخها بالكامل في دور أو شخصية قامت بهما، فالإسلام دين أخلاق، والنصيحة في الدين لا تكون بتجريح الآخر أو إهانته والإساءة إليه، مشيرة «من حقك أن ترفض ما يقوم به الفنان من أعمال، ومن حقك أن ترفض مشاهدة أعماله، لكن ليس من حقك إهانته أو الإساءة إليه».

لقاء الرئيس

وَشْم

أبدت الفنانة منة شلبي، التي تستعد حاليا للمشاركة في فيلم «رسائل الحب» مع المخرج داوود عبدالسيد، استغرابها من الضجة الكبيرة التي سببها ظهورها بوشم لفظ الجلالة «الله» على ذراعها اليسرى، الذي كانت تضعه أيضا خلال وجودها في أبوظبي، للمشاركة في فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي الماضي، وما تبعه من هجوم عليها، نافية أن يكون هذا الوشم نوعا من التقرب إلى التيار الإسلامي في مصر، بحسب ما ذكر البعض.

واعتبرت شلبي أن «كل هذه الضجة ليس لها مبرر»، فهي «حرة في جسدها وما تضع عليه» من وشم، مضيفة أنها ليست الوحيدة التي وضعت وشما على جسدها، فهناك الكثير من الفنانين العالميين والعرب يضعون الوشم، والبعض يغطي جسده بالكامل، من دون ان ينتقده أحد أو يهاجمه.

وأضافت «بصفة عامة أحب (التاتو)، وهذا أمر شخصي يرتبط بي فقط، ولا يهم أحدا غيري، وليس من حق أحد أن يتدخل فيه، وبالمناسبة لم يكن وشم (الله) هو الوحيد الذي رسمته، فلديّ ستة رسومات، لكن وسائل الإعلام توقفت فقط عند هذا الوشم، من دون مبرر».

منة شلبي عزت عدم دعوتها إلى اللقاء، الذي التقى فيه الرئيس المصري محمد مرسي الفنانين والمثقفين في وقت سابق، إلى عدم وجودها في مصر في ذلك الوقت، حيث كانت في باريس، معتبرة أن اللقاء كان ضروريا لتوضيح أهمية الفن والثقافة في المجتمع، خصوصا في أعقاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس، وتطرق فيه إلى مختلف فئات المجتمع والمهن الرئيسة فيه، ولم يشر إلى الفن والثقافة أو الرياضة على الإطلاق، رغم أن هذه المجالات لها أهمية خاصة، نظرا لأنها «تقدم إنتاجا يمتلك القدرة على تجاوز حواجز اللغة واختلاف الثقافات، ويقدم لغة مشتركة يمكن للعالم كله فهمها والتفاعل معها».

وعن الذي تداولته وسائل الإعلام، من هجوم الثوار في ميدان التحرير على فريق العمل في فيلمها «بعد الموقعة»، خلال تصويره وطردهم من الميدان؛ أشارت شلبي إلى أن الأمر لم يكن بهذه الصورة، وأنه بالفعل تعرض فريق العمل لبعض المضايقات، نظرا إلى الأجواء المشحونة التي كانت بالميدان في ذاك الوقت، وشعور الناس بالاستفزاز مع وجود كاميرات التصوير. لافتة إلى أن تصوير الفيلم بشكل عام كان صعبا، لأسباب كثيرة منها المناخ الذي كان يتم فيه التصوير، وأماكن التصوير، وعدم وجود سيناريو مكتوب في بعض الأحيان.

السينما حلم

شلبي التي تم اختيارها، أخيرا، للمشاركة في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ‬35، التي ستنطلق قريبا، عبرت عن اعتزازها بمهرجان أبوظبي السينمائي، وحرصها على المشاركة فيه، خصوصا أنه منحها أول تجربة للمشاركة في لجان التحكيم منذ عامين.

واعتـبرت شلبي أن السينما حلم، ولا يعيبها ان تتجاوز الواقع في بعض الأحيان، كما في فيلم «بعد الموقعة»، الذي رأى البعض أن علاقة الحب التي ربطت فيه بين البطل والبطلة غير منطقية أو واقعية، فهناك الكثير من الأمور في الحياة غير منطقية، خصوصا تلك التي ترتبط بالمشاعر والعواطف الإنسانية.

وكانت شلبي قد نفت، أخيرا، ما تردد عن قيامها بدور الفنانة الراحلة وردة في مسلسل يتناول سيرة حياتها، مشيرة إلى أنها لاتزال تنتظر نصا جيدا تعود به إلى شاشة التلفزيون، بعد مسلسل «حرب الجواسيس» الذي قدمته في رمضان ما قبل الماضي.

تويتر