أصالة: لست نادمة على مواقفي

قالت الفنانة السورية أصالة إنها غير نادمة على الاطلاق على مواقفها السياسية المساندة للثورة السورية، رغم انها اصبحت في موقف حساس جداً لا يقارن بموقف اي فنان آخر في العالم العربي، حتى أن كثيراً ممن تربطهم بها علاقات قوية أصبح يبتعد عنها بسبب الخوف من تبعات ذلك، واتجه البعض الى اتخاذ مواقف ضدها ليحموا انفسهم. وأضافت: «اطلاقاً لم اتخذ موقفاً في حياتي وأندم عليه، فمواقفي الثابتة هي التي عملتني، وهي المؤشر الذي يدل على انني لا اعرف ان اكون إلا أنا، حتى في ابسط الامور، كما في برنامجي (صولا) الذي اظهر فيه بشخصيتي مع ضيوفي دون تكلف».

من جانب آخر، دافعت أصالة عن استضافتها للثنائي الغنائي المصري اوكا واورتيجا في برنامجها التلفزيوني (صولا) الذي يعرض على قناة أبوظبي الأولى، مبدية اعجابها الشديد باللون الغنائي الذي يقدمه الثنائي، والذي يختلف عن المطروح على الساحة الغنائية حالياً، مشيرة الى أن هناك فناً معيناً في وقت معين يحب كل شخص الاستماع إليه، «فنحن لا نستمع طوال الوقت لأم كلثوم وفريد الاطرش وعبدالوهاب، واوكا واورتيجا يخلقان حالة من السعادة والفرح احتاج إليها من وقت لآخر».

وقالت: «أرى ان الشكل الذي يقدمه أوكا وأورتيجا شكل جديد ومبتكر، وهو بمثابة (اختراع)، يشبه موسيقى الراب التي انتشرت في العالم كله، ولذلك استطاعت اغانيهما الوصول بسرعة إلى المستمع، خصوصاً الأجيال الجديدة، فحتى الاطفال اصبحوا يرددون اغنياتهما، وقد قمت باستضافتهما بعد أن طلب مني ذلك ابني خالد». وأضافت خلال لقاء جمعها مع عدد من الإعلاميين في كواليس (صولا) الذي يتم تصويره في استوديو العزبة بشبرا على أطراف القاهرة «الجيل الجديد يقبل على الاشكال الموسيقية الجديدة، مثل اوكا واورتيجا، ولا يستمع إلى أصالة وغيرها من الفنانين، ولأنني اهتم بان يكون هؤلاء الشباب ضمن جمهوري، واعلم انني مهما حاولت ان اقنعهم فلن يهتموا، ولذلك احتاج إلى استضافة (أوكا واورتيجا) في البرنامج لاجتذب جمهورهم لي ولغيري من الفنانين الآخرين، كما يحتاجون الظهور معي في البرنامج». مشيرة أيضاً إلى اعجابها بشكل الأغاني التي تقدمها الفنانة الشعبية بوسي، التي استضافتها أيضاً في الحلقة نفسها، خصوصاً أغنية «آه يا دنيا» التي قدمتها اخيرا في فيلم «الألماني»، والتي وصفتها بانها من أجمل الأغاني التي قدمت في الفترة الأخيرة.

استثناءات لا تنازلات

أصالة رفضت أن تقوم بدور«توجيهي» مع الضيوف الذين تختارهم في برنامجها، معتبرة ان الغناء حاليا بات مشكلة مرضية يصعب حلها نتيجة لتدني الكلمات التي تقدم في الاغاني، بينما مازالت الأغنية الخليجية بعيدة عن هذه المشكلة، ومازالت تحافظ على رقيّ كلماتها. معتبرة ان استضافة هؤلاء الفنانين، لا تمثل تعدياً على معايير البرنامج، ولكن احياناً تكون هناك استثناءات، لكنها لا تتعارض مع الخط العام والخطوط الحمراء التي حددتها لنفسها. مضيفة «عندي حدود يعرفها المتابعون لي، واحيانا اتنازل عن اشياء بسيطة. وأكيد هناك ضيوف استقبلتهم في البرنامج لا يعبرون عن قناعاتي بشكل كامل، ولكن احياناً نتنازل او نخطئ، ولكن هذا لا ينطبق على حالة أوكا واورتيجا، لأني احب ما يقدمانه وأجد له معنى». كذلك نفت أصالة وجود أي تشابه بين برنامجها وبين غيره من البرامج التي تقوم على استضافة الفنانين. موضحة ان البرنامج يقوم على استقبال النجوم في البيت، وحواراتهم عندما يجتمعون معاً، وتقديم اغاني هؤلاء الفنانين بشكل مختلف أبسط من الشكل الذي عرفها به الجمهور، حتى الفرقة الموسيقية التي تعزف خلال البرنامج هي عبارة عن أربعة عازفين تربطهم بها علاقة صداقة، وبالتالي يختلف البرنامج ببساطته وعفويته عن غيره من البرامج التي يتم إعدادها وتنظيمها مسبقاً.

لا جديد

الفنانة السورية أوضحت ان البرنامج في موسمه الثاني لن يحمل تغييراً كبيراً، إلا في الضيوف الذين تستقبلهم، فهناك فنانون لا يظهرون في برامج تلفزيونية، مثل وائل كفوري. وارجعت النقد الذي وجه إلى البرنامج وانصب على عدم اهتمامها بضيافة ضيوفها، إلى انها تتصرف بعفوية، ولم تنتبه لهذا الأمر، وبخلاف ذلك ليس هناك مجال للانتقاد، لان البرنامج لا يعتمد على لقاءات مرتبة او أسئلة معدة سابقاً، فكل حلقة تختلف عن غيرها وفقا للضيوف واتجاه الحوار.

وأرجعت أصالة قلة عدد الفنانين الخليجيين الذين يستضيفهم البرنامج إلى صعوبة إقناعهم بالموضوع، رغم بساطة البرنامج وفكرته. بينما مازال النجوم السوريون يرفضون الظهور معها، مشيرة إلى انها ستستضيف من نجوم الخليج هذا العام الفنانين عبدالمجيد عبدالله ونوال الكويتية وطلال سلامة، والفنان الشاب فؤاد عبدالواحد الذي تعتبره من افضل وأهم المواهب في الخليج العربي. معربة عن امنيتها ان تستضيف الفنان الكبير محمد عبده الذي تعشقه كنسان وفنان، لدرجة لا تستطيع التعبير عنها، كما ان هناك فنانين سيتكرر ظهورهم معها في الموسم الثاني.

الإعلام و«تويتر»

أصالة أشارت إلى أنها مقلة في اللقاءات الصحافية، لأنه كثيراً ما يتم فهم ما تصرح به بشكل خاطئ، ولم تعد لها قدرة على تقبل ذلك، وهو قرار اتخذته بعد ان عانت كثيرا من صدمات من أهل الصحافة، وبعضهم كانوا مقربين منها، ولذا قررت تجنب التعامل مع الإعلام قدر الإمكان. لافتة الى انها اتجهت لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «فيس بوك» و«تويتر» التي تتيح لها التواصل مباشرة مع جمهورها، دون وسيط، وبالتالي لا يسيء أحد تفسير تصريحاتها، رغم ما تتعرض له احياناً من هجوم على الموقعين بسبب مواقفها السياسية. لافتة إلى انها حالياً أصبحت في موقف حساس جداً وبحاجة إلى التعامل مع إعلاميين لديهم مستوى عالٍ من الصدق والضمير، حتى تنقل أخبارها وتصريحاتها بدقة ودون تحريف، خصوصاً انها مستهدفة من إعلاميين يحرضون الناس ضدها، بحسب ما اشارت. واعتبرت أصالة ان علاقة الفنان بالإعلام ليست هي العامل الرئيس للنجاح، فهناك فنانات لا يحبهن الجمهور، وليست لديهن قدرات فنية تذكر، ورغم ذلك يوجدن بقوة على الساحة، وتحتل صورهن أغلفة المجلات.

شخصية تعبيرية

أصالة اعتبرت أغنيتها «كبرتك على سيدك»، مغامرة فنية فهي أقرب إلى اللون الشعبي. وقالت: «أحب أحياناً ان أذهب إلى مناطق غير التي اعتدت الغناء فيها، ولكن لم اذهب إلى هذه المنطقة من قبل. وهي اكثر ما استطيع تقديمه في طريق المغامرة الفنية، فأحيانا احب ان اجرب شيئاً لم اعتد عليه، او ارتدي ملابس لا تشبه ذوقي المعتاد، ولكن تظل هناك خطوط حمراء يعرفها جمهوري الذي يعرفني جيداً كإنسانة وفنانة منذ دخولي الغناء منذ ما يقرب من ‬18 عاماً».

ووصفت أصالة نفسها بـ«الشخصية التعبيرية»، فهي انسانة تعشق التعبير، وليس لديها منطق في عواطفها. وأضافت «تعلمت المجاملة، ولكن ظل وجهي صادقاً. وعندما احب احداً أقوم بتدليله كثيراً، مثل الفنانة بلقيس التي قبلت يدها عندما استضفتها في البرنامج، واسماء لمنور التي اعتبرها الاكثر تأثيراً فيّ عندما تغني، وكما ادلل الفنان الموهوب، أقدر واحترم الآخرين الذين يبذلون مجهوداً لتقديم الأفضل».