هواته يتشاركون عشق عالم البحار واحترام كائناته

الغوص نشاط ترفيهي وفلسفة حياة

صورة

كأي نشاط رياضي يُمارس لقضاء وقت الفراغ، يساعد الغوص في الحفاظ على اللياقة البدنية، علاوة على وجود منافع نفسية وصحية، لأنه في الأساس رياضة تمارس في محيط طبيعي يساعد على الاسترخاء، وتحسين الحالة المزاجية، بحسب الطبيبة بارابرا مولينا، من مستشفى الغوص والصحة بمدريد، التي أضافت أن «ممارسة الغوص تجعل الشخص يشعر كأنه عضو في نادٍ مميز له لغته ومواقعه الخاصة به، هواة هذه الرياضة يتشاركون حب عالم البحار واحترام كل ما يوجد به لدرجة تدفع البعض إلى الاعتقاد بأن الغوص يمثل أحد أشكال التفكير والمعيشة وفلسفة حياة تجمع أشخاصاً من مختلف البلدان والأعمار».

بدايات

تعود بداية رياضة الغوص إلى عام ،1943 أثناء الحرب العالمية الثانية، حينما نجح المستكشف الفرنسي جاك إيف كوستو (1910-1997) بصحبة المهندس الفرنسي إيميل جاجنان (1900-1979) في اختراع عدة الغوص التي تسمح بالنزول للأعماق، من دون الاعتماد على مصدر للهواء فوق سطح البحر، والتي جاءت لتدمج خصائص المنظم وزجاجة الهواء المضغوط، وهما ابتكاران سابقان في هذا المجال. ولعب هذا الابتكار الذي أطلق عليه اسم «اكوا لانج» أو «رئة الماء» دوراً مهماً في استكشاف أشكال وأنواع شتى من الحياة البحرية.

وحتى وقت ليس بالبعيد، كان الغوص يمارس فقط في المجالات العسكرية والصناعية، ولكن في الوقت الحالي حدث ما هو أشبه بـ«انفجار» أدى لانتشار هذه الرياضة بصورة كبيرة، إذ توجد الآلاف من مراكز الغوص بكل أنحاء العالم، ليصبح أحد أشكال الرياضات العائلية.

ويعد عالم البحار من أكثر الأماكن المشوقة في كوكب الأرض، والإنسان كان دائما شغوفاً بالألغاز الموجودة في مياهه العميقة، سواء كانت سفناً غارقة أو كهوفاً عميقة، بل وحتى عالم الدلافين وأسماك القرش، حتى بات الأمر سهلاً ونجح حتى في تصوير أفلام وثائقية عنه.

تعلم المغامرة

يقول مدرب الغوص بمدرسة أوسيانيا بالعاصمة الإسبانية مدريد، أرتورو رويز لوبيز، إن «تعلم الغوص لا يحتاج إلى خصائص معينة، عليك فقط ان تعرف السباحة والتحلي بالهدوء في المياه، ولكن في الوقت نفسه يجب معرفة أن للغوص مخاطره كأي نشاط ينطوي على مغامرة».

وأضاف «لكي تمارس هذه الرياضة بكل أمان من الضروري معرفة بعض المبادئ الأساسية والحصول على ترخيص، الأمر مثل الحصول على رخصة القيادة».

ويوجد الكثير من المدارس التي تقدم دورات لتعلم القواعد الأساسية للأمان تحت المياه. ولكي لا يكون سريان رخصة ممارسة الغوص مثاراً للقلق في الخارج، ينصح الخبراء باختيار أنظمة عالمية مثل (PADI) أو الجمعية المهنية لمدربي الغوص، وهي مدرسة التأهيل لهذه الرياضة الأكثر حرفية وتركيزاً، إذ يوجد مركزها الرئيس في الولايات المتحدة وتنتشر فروعها بكل أنحاء العالم.

وتابع لوبيز «الغوص نشاط يمكن ممارسته بغض النظر عن العمر، في الكثير من البلاد يمكن لأطفال عمرهم 10 سنوات ممارسة هذه الرياضة، والمسنون أيضاً مرحب بهم شريطة أن يخضعوا لفحص طبي على يد متخصصين».

وعن هذا الأمر علقت الطبيبة باربرا مولينا «توجد عوامل أساسية تمنع ممارسة الغوص، وكلها تتمثل في أمراض خطيرة مثل وجود مشكلات في الأذن والصرع، وهناك أمراض أخرى قد تشكل عائقا، لذا يجب اجراء تقييم فردي لكل حالة».

وأضافت «على الرغم من أن الغوص الترفيهي لا يعد خطراً على الصحة، فمن المفضل بالنسبة لمن يمارسونه بصورة منتظمة، اجراء فحوص طبية بشكل دوري».

معدات خاصة

بمجرد الحصول على الدرجة الأولى في تصنيف الغواصين، التي يطلق عليها «أوبن ووتر دايفر» أو «غواص المياه المفتوحة»، وشراء تأمين حوادث بنحو 45 دولاراً، تأتي لحظة التفكير في المعدات اللازمة.

وعن هذا الأمر قال مدرب الغوص أرتورو رويز لوبيز «في البداية، يمكن تأجير المعدات الأساسية من المراكز التي تنظم رحلات الغوص، بعد ذلك اذا ازداد شغفك بالرياضة يجب عليك شراء معداتك الخاصة في وقت ما». والسبب وراء هذه النصيحة واضح، فلن يكون تصرفا ذكياً دفع نحو 2000 دولار في المعدات الكاملة، من دون أن يتأكد الشخص من حبه لهذه الرياضة.

تويتر