ويتني هيوستـن آخر المنضمات إلى قائمة طويلة

مطربات.. بين حياة مزيّفة ونهايــة مأساوية

هيوستـن دفنت قرب قبر والدها من دون مراسم عزاء. إفي

يعيشون حياة لاهية، ويختارون لأنفسهم ميتات مثيرة للجدل.. هذه حال عدد من نجوم السينما والأغنية في العالم، إذ ينسحبون من مسرح الحياة والشهرة الطاغية بشكل مفاجئ ومأساوي، لينكشف الستار عن حياتهم المملوءة بالقلق والوحدة والإدمان بشتى أنواعه، رغم طلتهم المزيفة على الشاشات والصحف وواجهات الإعلانات التي تخدع الناظرين والحاسدين، وتوهمهم بأن هؤلاء النجوم يعيشون حياة لا مثيل لها داخل قصورهم.

وتحتل مجموعة من الفنانات اللاتي شكلن علامة فارقة في تاريخ الموسيقى مكانا كبيرا في قائمة النجوم الذين انتهت حياتهم بطريقة مأساوية نتيجة للمشكلات الاجتماعية والإدمان، وكانت النجمة السمراء ويتني هيوستن هي آخر من انضم لهذه القائمة بعد أن عثر عليها ميتة بشكل مفاجئ في غرفتها بفندق في فبراير الماضي.

وعثر على ويتني هويستن (48 عاماً) التي كانت تعاني مشكلات مع إدمان المخدرات والكحول، جثة هامدة في مغطس غرفتها في فندق ببفرلي هيلز في لوس أنجلوس عشية حفل جوائز الغرامي، وقبل ساعات فقط من الموعد المقرر لحضورها حفلاً سنوياً يسبق الغرامي ينظمه المنتج الغنائي ومكتشفها كليف ديفيز.

من الحب ما قتل

كانت الحياة الخاصة، أو بشكل أكثر تحديداً العاطفية، لداليدا أو يولاندا كريستينا جيجليوتي (1933 -1987)، الفنانة والمغنية الإيطالية المصرية، مملوءة بالمآسي التي دفعتها إلى الانتحار عام 1987 بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، بعد أن تركت رسالة تحمل «سامحوني الحياة لم تعد تحتمل».

شاركت داليدا في مسابقة ملكة جمال مصر عام ،1954 وبدأت حياتها الفنية في فرنسا، وغنت بتسع لغات هي العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية.

استطاعت داليدا أن تحقق شهرة كبيرة جعلتها تتربع على عرش الأغنية العالمية، ولكن رغم شهرتها وثروتها، فإن حياتها الخاصه كانت أشبه بمسرحية مأساوية.

تزوجت من أول رجل أحبته بصدق وهو لوسيان موريس، وانفصلا بعد زواج دام أشهراً عدة فقط، رغم الحب الشديد الذي جمع بينهما، وكان سبب الانفصال عثور داليدا على حبها الحقيقي بعد أن اعتقدت انه الرسام جان سوبيسكي، لكن قصة حبهما لم تكلل بالزواج؛ إذ تزوج امرأة أخرى، وأنجب منها ابنته الممثله الأميركية ليلي سوبيسكي. وفي عام 1967 دخل العشق إلى قلب داليدا مرة أخرى عندما التقت بالشاب الإيطالي لويجي تينكو، وكان مغنيا لايزال في بداية طريقه، ودعمته داليدا لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو في إيطاليا سنة ،1967 فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق، وكانت داليدا هي أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء عندما ذهبت لتواسيه لعدم نيله التقدير في المهرجان.

وتربعت ويتني أو «نيبي» كما كان يناديها المقربون منها، على عرش موسيقى البوب، وحظيت ألبوماتها بأعلى المبيعات خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، قبل أن تدمر المشكلات الاجتماعية والمخدرات صوتها وحياتها الفنية. وووري جثمان المغنية والممثلة الأميركية الثرى في مدافن وستفيلد بولاية نيوجيرسي مسقط رأسها.

وقالت صحيفة «ذا ستار ليدجر» على موقعها الإلكتروني، إن هيوستن دفنت بجوار والدها جون راسيل هيوستن الذي توفي عام .2003 ورفضت عائلة هيوستن اقامة مراسم جنازة عامة مثلما حدث مع ملك البوب مايكل جاكسون الذي توفي عام 2009 بجرعة زائدة من مخدر البروبوفول، لكنها وافقت على السماح بنقل الجنازة عبر شبكات التلفزيون والانترنت. وكانت هيوستن قد حصلت على ست جوائز «غرامي» طوال مشوارها الفني الذي بدأته بألبوم عام 1985 وبيع منه ملايين النسخ. وكان آخر ظهور لهيوستن في التاسع من فبراير الماضي في بروفات حفل توزيع جوائز غرامي، وكانت حالتها النفسية مرتفعة كما وصفتها مجلة «بيبول».

يذكر أن الصحف العالمية نشرت قبل رحيل هيوستن أن النجمة فقدت ملايين الدولارات بسبب إدمانها لمخدر الكوكايين وعلاجها منه.

وفاة مطابقة

سبقت مطربة السول البريطانية الراحلة إيمي واينهاوس ويتني هيوستن على طريق الوفاة المثيرة للجدل، بعد أن عثر على جثتها بشكل مفاجئ في شقتها في لندن، لتنتهي بذلك رحلتها المدهشة والقصيرة في عالم الفن والشهرة، والتي كانت خلالها عرضة للمشكلات المتتالية بسبب إدمان المخدرات والكحول.

وتوفت واينهاوس في 23 يوليو 2011 عن عمر يناهز 27 عاماً، ونشرت بعد وفاتها تقارير تؤكد أن سبب الوفاة كان التسمم الكحولي.

وعانت واينهاوس من إدمانها الشديد للخمر والمخدرات، وهو الأمر الذي كاد أن يتسبب بوفاتها في أغسطس ،2007 بعد تناولها جرعة زائدة من المخدرات، ما اضطرها إلى دخول مركز إعادة تأهيل وعلاج من الإدمان.

وكانت واينهاوس قد اضطرت لتعليق جولتها الفنية الأوروبية العام الماضي بعد حفلة في العاصمة الصربية بلغراد، في يونيو 2011 بعدما ترنحت مرات عدة على المسرح وتلعثمت في أغنيات عدة، وفي أبريل 2011 دخلت واينهاوس إلى المستشفى بسبب ألم في الصدر وعدم شعور بالراحة إثر عملية «تكبير ثدي».

ولدت المغنية الراحلة عام ،1983 وأصبحت مع الأوشام المنتشرة على جسمها نموذجاً للشابة الثائرة، خصوصاً بعد أن بدأت رحلتها الفنية رغم طردها من معهد رفيع المستوى لإعداد الفنانين.

وحظيت واينهاوس بشهرة عالمية بعد أن أطلقت ألبومها «باك تو بلاك» عام ،2007 ونالت أغنية «ريهاب» التي تتعلق بإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات المراتب الأولى لدى المستمعين في الكثير من الدول، وتحمل خمس جوائز «غرامي».

وانضمت المغنية البريطانية إيمي واينهاوس، التي اشتهرت بتسريحة شعر كبيرة مع الكحل القوي الاسود فوق عينيها، بوفاتها، إلى مجموعة مشؤومة من نجوم الروك الكبار، الذين توفوا في سن الـ،27 والتي باتت معروفة بـ«نادي 27».

ومن أبرز هؤلاء العضو المؤسس في فرقة «رولينج ستونز» براين جونز، وعازف الجيتار الأميركي جيمي هندريكس، والمغنية جانيس جوبلين، ومغني فرقة «ذا دورز» جيم موريسون، وقائد فرقة «نيرفانا» كورت كوبين.

وكان أولهم براين جونز، الذي عانى مشكلات المخدرات والكحول. وغرق جونز في حوض السباحة بمنزله في إنجلترا في يوليو .1969 وتبعه على الطريق ذاته هندريكس الذي توفي في 1970 بعدما تناول حبوب منومة، وأسرف في شرب الكحول. وبعد أقل من شهر على وفاته رحلت المغنية جانيس جوبلين في السن ذاتها.

وفي عام 1971 انضم إلى النادي جيم موريسون، بعد أن عثر عليه في مغطس شقته ،1971 بعدما عانى إدمان الكحول. أما كورت كوبين فمشكلاته مع الهيروين كانت معروفة خلال مسيرته الفنية مع فرقة «نيرفانا» الأميركية، إلا أن المخدرات لم تكن طرفا في وفاته، إذ إن المغني انتحر بعد أن أطلق النار على نفسه.

ضحية الكحول والمورفين

كما كانت حياتها مأساوية كان موتها مأساوياً أيضا، انها المطربة إديت بياف أسطورة الغناء الفرنسية الراحلة. ولدت بياف باسم إديت جيوفانا جازون عام 1915 لأم ذات جذور جزائرية، ووالد من أصول إيطالية هو لويس ألفونس جازون، عارض بهلواني في الشوارع، إضافة إلى كونه مسرحياً.

عانت بياف طفولة بائسة انعكست على حياتها بعد إهمال والديها لها، خصوصاً أمها، فلم يجد والدها لحفظ الصغيرة من إهمال أمها سوى أخذها إلى جدتها من جهة الأم عائشة سيد بن محمد التي كانت تعمل طاهية في أحد بيوت الهوى، لتتولى بائعات الهوى رعايتها. بعدها بسنوات عاد الأب لأخذ ابنته منهن ليستثمر صوتها في عروضه البهلوانية الفردية في الشوارع بعدما تم طرده من الفرقة.

كانت إديت بياف مغنية متواضعة مدمنة للكحول تغني متشردة في أزقة العاصمة الفرنسية، وتقاسم الحزن مع الكحول سطور كتاب حياتها لاسيما بعدما فقدت طفلتها مارسيل إثر إصابتها بالتهاب السحايا وهي في عمر عامين، بعد أن وقعت في خطأ أمها وأهملتها، ولم تعرف كيف تعتني بها.

ارتبطت بياف بعلاقه بالملاكم الفرنسي العالمي مارسيل سيردان الذي التقته في الولايات المتحدة، إلا أن وفاته المفاجئة إثر حادث تحطم طائرته القادمة من باريس عندما كان قادما لزيارتها جعلتها تصاب باكتئاب شديد بدأت معه مرحلة الانتحار البطيء، أو تدمير الذات. وتعرضت من بعده لحادث سير أدى إلى كسور في جسدها جعلت منها مدمنة للمورفين الذي كان يستخدمه أطباؤها لتسكين أوجاعها.

أصيبت بياف، التي اشتهرت باسم لموم أي «الطفلة الصغيرة»، وقدمت أعمالا مسرحية وسينمائية عدة، بسرطان الكبد، وتدهورت صحتها سريعاً لتفارق الحياة عن عمر يناهز 47 عاماً بجسد هزيل كما لو كانت في الـ70 من العمر.

تويتر