أدوار ثانوية لخالد صالح وحنان ترك وكندة علوش لمصلحة أحمد عز والسقا

«المصلحة» نجوم وفوضى «غير خلاقة»

صورة

بعد أسبوع من افتتاح عروضه في القاهرة، استضافت قاعة «غراند سينما» في فيستفال سنتر، مساء أول من أمس، العرض الأول للفيلم المصري «المصلحة» بحضور نجميه أحمد عز وأحمد السقا، والمخرجة ساندرا نشأت، وتأليف وائل عبدالله، وعدد من الإعلاميين المهتمين بصناعة السينما.

ظاهرة مكررة

لم يجد الإعلاميون الذين تمت دعوتهم لحضور الفيلم والالتقاء مع نجومه من أجل المناقشة النقدية والفنية له، فرصة حقيقية لذلك في ظل غياب التنظيم، بل إن بعضهم حُرم من الأساس مقعداً، ولم يكن هناك مؤشر إلى أن ثمة إعداداً حقيقياً لهذا الغرض. ظاهرة غياب التنظيم عن تلك الأحداث، واكتظاظ الجمهور في عروض يتم الدعوة لها على أنها مخصصة للعرض الإعلامي، أضحيا ظاهرة مكررة، لكن المشهد يؤشر إلى تحولها إلى صورة ترويجية للفيلم، لا تؤدي إلى الغرض الأساسي لإقامتها، وهي توفير فرصة جيدة لمناقشة العمل السينمائي في حضور أسرته.

عدد من الصحافيين عبر عن انتقاده الشديد لتفاقم الظاهرة، حيث أكدت الزميلة نوف الموسى من جريدة «البيان» أن «هناك عدم إدراك واضح لدور الصحافة وحقها في ممارسة عملها في ظل ظروف مواتية»، مضيفة : «لم يتح لي لقاء الفنانين في الكثير من الأحداث المشابهة، التي يكون محورها الوصول إلى انطباعاتهم».

الزميل محمد هجرس من جريدة «الخليج» أيضاً انتقد المشهد المكرر في المناسبات الفنية، خصوصاً العروض الافتتاحية للأفلام، فيما اعتبر مدير مكتب مجلة «لها» بالإمارات، سامح عبدالحميد، أن «جانباً كبيراً من الإشكالية تتعلق بردود فعل الإعلاميين أنفسهم تجاه تلك الممارسات التي تتسم بتقبل الاعتذار الذي يتكرر بتوالي الأحداث المشابهة»، واصفاً ما يتم في تلك المناسبات بـ«الفوضى غير المقبولة على صعيد علاقة الإعلامي بالحدث وصانعيه».

النجوم يدعمون الفيلم الواحد، وليس الأفلام المتعددة المتنافسة، واقع جديد يبدل طبيعة المنافسة في صناعة السينما المصرية يكرسه فيلم «المصلحة»، وبعد أن كان متنافسو الأمس يقوم كل منهم ببطولة فيلم منفرد، أصبح الفنانون يتقبلون فكرة تقاسم أدوار البطولة على النحو الذي يجسده الفيلم بين أحمد عز وأحمد السقا، أو حتى الارتضاء بأدوار ثانوية، في سوق تتقلص أرباحها بفعل الوضع السياسي غير المستقر في مصر، وهو ما تؤكده أدوار خالد صالح وحنان ترك وزينة ونهال عنبر وكندة علوش الثانوية في العمل ذاته. وفي مشهد متكرر بلغ ذروته في هذا الحدث، اختلط الجمهور بالصحافيين والإعلاميين الذين لم يجد بعضهم مكاناً شاغراً داخل قاعة العرض، التي دخلها عدد من الجمهور يفوق طاقتها الاستيعابية، واضطر إلى الانصراف من دون متابعة الفيلم، فيما اضطر بعضهم إلى الجلوس في الصف الأول، واكتفى النجمان بالتقاط صور تظهر تدافع الجماهير في خلفيتها، مؤشراً إلى جماهيرية مهمة خارج حدود الوطن، من دون أن يتمكنوا من الإجابة عن تساؤلات نقدية وفنية حول الفيلم بسبب فوضى اعتبرها إعلاميون «غير الخلاقة».

وباستطلاع آراء عدد من الحضور حول كيفية حصولهم على بطاقات الدعوة لحدث مخصص للإعلاميين، أكد بعضهم أنهم استقبلوا رسائل إلكترونية تتضمن الدعوة عبر الإيميل ولم يكلفهم الأمر سوى طباعتها من أجل الحضور ومشاهدة الفيلم، وهي الدعوة التي يفترض أنها مخصصة للإعلاميين. المراهقات تحديداً شكلن القاعدة الأبرز من بين الحضور، مدفوعات بصور تذكارية مع بطليه احمد عز والسقا، لدرجة أن المشهد خارج الصالة كان مكتظاً أيضاً أثناء عرض الفيلم، من اجل فرصة أخرى للتصوير.

في المقابل، شكل العمل تكتلاً فنياً ضد الظروف الصعبة التي تمر بها السينما المصرية حالياً من حيث إيرادات شباك التذاكر، لم يتوقف عند اجتماع بطليه أحمد عز وأحمد السقا لأول مرة في فيلم سينمائي، بل قبول عدد من النجوم بأدوار ثانوية، وهي الروح الجديدة التي بدأت تسري في السينما المصرية في سياق محاولات التغلب على الواقـع الجديد لها منذ أحداث 25 يناير العام الماضي. وفي مشهد وحيد يظهر الفنان خالد صالح في دور رجل دين خفيف الظل، في الوقت الذي يقتصر دور الفنانة حنان ترك على مشاهد معدودة كزوجة أحد البطلين الرئيسين للعمل (أحمد السقا) الذي يؤدي دور ضابط شرطة، يسعى للانتقام لمقتل أخيه الضابط أيضاً على يد شقيق زعيم عصابة كبرى لتهريب المخدرات يؤدي دوره الفنان أحمد عز.

الموافقة على دور غير محوري أيضاً وفق الرؤية ذاتها، على ما يبدو، طالت الفنانة السورية كندة علوش، التي قامت بدور «هيفاء» الفتاة اللبنانية شقيقة مهرب مخدرات لبناني، قبل أن تتزوج من تاجر المخدرات المصري.

الأدوار الثانوية طالت ايضاً الفنانة زينة التي وصلت في مرحلة سابقة لأدوار البطولة في أفلام عدة، لكنها اكتفت هنا بمشاهد عدة كعشيقة لشقيق تاجر المخدرات، أما الفنان صلاح عبدالله فقد حافظ تقريباً على المساحة ذاتها المعتاد عليها دوراً ثانياً، حيث جسد دور المعاون المخلص لزعيم العصابة، سالم المسلمي، الذي يؤديه أحمد عز، أما الفنانة نهال عنبر فقد اكتفت أيضاً بمشاهد معدودة كأم للضابطين.

المحتوى الدرامي للعمل من المتوقع أن يظل صداعاً نقدياً مزمناً، على الرغم من سعي الكاتب إلى الهروب من مأزق ربطه بالمشهد السياسي الحالي في مصر، من خلال التأكيد أنه مستوحى من قصة حقيقية حدثت عام ،2010 أي قبل الثورة المصرية الأخيرة، بسبب الصورة الشديدة الإيجابية التي يظهر بها ضابط الشرطة المصري، على الرغم من العلاقة السلبية التي رسختها الأحداث السياسية والأمنية اثناء وبعد تلك الثورة.

على الرغم من ذلك لا يمكن للقراءة الأولية للعمل إلا أن تنحاز للفكرة السائدة حالياً في أوساط صناعة القرار الرسمي في مصر، التي تحث على المصالحة بين المواطن المصري من جهة، وفرد الشرطة من جهة اخرى، من خلال الانحياز لآلام الضابط النفسية بعد فقدانه شقيقه الذي كان لايزال في الشهر الأول من زواجه، وتحول زوجته إلى ارملة، بسبب تاجر مخدرات يملك امكانات هائلة لمقاومة الشرطة في صحراء سيناء المصرية. الفيلم الذي يقدم أحمد عز في دور جديد تماماً وبلهجة بدو سيناء، لم يكن بوليسيا خالصاً، بل حمل الكثير من ملامح الفيلم الكوميدي، لكن من دون الاتكاء على كوميديا الموقف، وانحصر ذلك في استثمار خفة ظل بطليهما، إضافة إلى الفنان صلاح عبدالله. نهاية الصراع والمطاردات بين الضابط الساعي للانتقام لمقتل أخيه، وتاجر المخدرات، انتهت بالقبض على الأخير متلبساً، لكنها جاءت أيضاً بحبس الضابط الذي بسبب قتله، بغرض الانتقام، قاتل أخيه، شقيق تاجر المخدرات، ليجمع الاثنين قفص اتهام واحد، يثير ريبة المشاهد بعد حصول تاجر المخدرات من أحد المارين بجواره على أداة حادة، لينتهي العمل بتأويلات عديدة أحدها، استمرار الصراع من دون أن تنتصر العدالة يقيناً في مشهده الأخير.

تويتر