«بيـــرق شاعر المليـون».. إماراتي

للمرة الأولى منذ انطلاق مسابقة وبرنامج «شاعر المليون»؛ نجحت الإمارات في الحصول على بيرق الشعر، بعد منافسة ساخنة استمرت على مدى ثلاثة أشهر، واستطاع الشاعر راشد أحمد الرميثي من الفوز بالمركز الأول في المسابقة وجائزة قيمتها خمسة ملايين درهم، في الحلقة النهائية من الموسم الخامس التي اذيعت مساء أول من أمس، وحضرها الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، يرافقه سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية. بينما فاز الشاعر الاماراتي أحمد بن هياي المنصوري بالمركز الثاني وجائزة قيمتها أربعة ملايين درهم، بينما احتل شعراء المملكة العربية السعودية المراكز الثلاثة الباقية، فحلّ الشاعر سيف مهنا السهلي في المركز الثالث وثلاثة ملايين درهم، وعلي البوعينين التميمي في المركز الرابع ومليونا درهم، وعبدالله بن مرهب البقمي في المركز الخامس ومليون درهم، وقام سموّ الشيخ هزاع بن زايد، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتتويج الرميثي، وتكريم الشعراء الفائزين، بحضور مستشار الثقافة والتراث في ديوان سموّ ولي عهد أبوظبي وعضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، محمد خلف المزروعي.

وجاء تتويج الشاعر راشد أحمد الرميثي بعد حصوله على أعلى نسبة من مجموع درجات لجنة التحكيم وتصويت الجمهور، ليبقى بذلك بيرق الشعر في بلده الذي انطلق منه، بعد ان تناوبت على الفوز به ثلاث دول، فحصل عليه الشاعر محمد بن فطيس المري من قطر في الموسم الأول، والشاعر خليل الشبرمي من قطر أيضا في الموسم الثاني، أما في الموسم الثالث فحصل عليه الشاعر السعودي زياد بن نحيت، وفي الموسم الرابع انتقل البيرق الى دولة الكويت عبر شاعرها ناصر العجمي.

مجاراة

خلال الحلقة التي أذيعت على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة على قناتي أبوظبي الإمارات و«شاعر المليون»، تبارى الشعراء الخمسة في مجاراة قصيدة ناصر العجمي التي ألقاها في الحلقة الماضية، وأعلن فيها عدم المنافسة على البيرق وطلاقه منه. فقدم أحمد بن هياي المنصوري قصيدة اعتبرها عضو لجنة التحكيم د.غسان الحسن أجمل ما قدمه المنصوري منذ أن بدأت المسابقة، إذ حفلت بالكثير من الجماليات، وبالعديد من الصور الجميلة، والأفعال المتوالية التي توضح مسيرته في المسابقة، إلى جانب المحسنات البديعية اللافتة.

بينما قدم راشد أحمد الرميثي قصيدة «يعيضك خير»، ورأى حمد السعيد أن مدخل القصيدة كان جميلاً وذكياً، سيما أن الشاعر كان قد أشار فيه إلى القبائل التي حملت بيرق «شاعر المليون». مشيرا إلى أن المتتبع للقصيدة يجد أن الشاعر جارى قصيدة العجمي بجزالة، فعكس الرميثي كل التوقعات في حضوره وفي شعره أيضاً. في حين وصف د.غسان الحسن ثقافة الرميثي «بالموسوعية، حيث كان في كل قصيدة يشارك فيها يرتكز على مسألة، فمرة ارتكز على اللغة والفصاحة وعلم العروض، ومرة على الاقتصاد، وثالثة على البحر والغوص، ثم على الثقافة الدينية».

وقدم سيف بن مهنا السهلي قصيدة (مهاوي)، التي اثنى حمد السعيد على حضور الشاعر المسرحي المتميز فيها، وإلى التشبيه (النخاوي) الذي اعتبره تشبيهاً جميلاً جداً، أما المجاراة بشكل عام فقال إنها ذكية وجميلة، حالها في ذلك حال مدخلها.

الطريف ان الشاعر عبدالله بن مرهب البقمي ألقى أيضا قصيدة بعنوان (مهاوي)، اطلق د.غسان الحسن عليها «قصيدة العذوبة، سيما أنها تحمل جملاً شعرية رائعة، وجاءت بلا حشو أو زيادة». ووجد سلطان العميمي أن «رد البقمي حمل الكثير من السلاسة، والتكثيف المتميز في النص الذي جاء القسم الأول منه عذباً، في حين ارتفعت الجزالة الشعرية في القسم الثاني».

وألقى علي البوعينين التميمي قصيدة (بتول)، وصفها سلطان العميمي «بالمتألقة، كما هو الشاعر الذي عزف من خلالها على الصور الشعرية الجميلة، وهذا امتداد للتألق الذي كان قد حققه الشاعر في ما سبق»، مشيراً إلى أن (مهاوي) تحضر للمرة الثالثة في نصوص شعراء السعودية، وربما يعود الأمر للثقافة، وختم بالقول إن في النص جزالة شعرية واضحة، وأبياتاً رومانسية رقيقة.

غناء

لم تقتصر الحلقة الختامية من «شاعر المليون» على الشعر فقط؛ حيث كان للغناء أيضا مكان بها، فقدم عيضة المنهالي أغنية وطنية من كلمات الشاعر الإماراتي جمعة بن مانع الغويص، ضمن أوبريت بمشاركة فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من أطفال الإمارات من طلبة مدارس أبوظبي. كما عرض البرنامج تقريرا مصورا حول الاهتمام الكبير الذي كان يُبديه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالشعر النبطي والتراث عموماً، مع شهادات مصورة لمسؤولين من دولة الكويت التي كانت قد حصلت على اللقب والبيرق في الموسم الماضي من شاعر المليون. وتحدث في التقرير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عن دور الشيخ زايد طيّب الله ثراه في دعم الثقافة والشعر النبطي والإبداع، عرّج خلاله على زيارة المغفور له إلى الكويت سنة ،1982 التي حرص فيها على حضور افتتاح ديوانية شعراء النبط برفقة أخيه المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، مشيداً بأصحاب السموّ شيوخ أبوظبي الذين نهجوا نهج والدهم، فاستحقوا وقفة إجلال واحترام. يذكر ان مسابقة وبرنامج «شاعر المليون» من تنظيم وإنتاج هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وتهدف إلى تكريس نجاح الهيئة في تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات، وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، فضلاً عن استقطاب الاهتمام الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي.

وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من د.غسان الحسن وسلطان العميمي وحمد السعيد، بينما يقدم البرنامج الإعلاميان حصة الفلاسي وحسين العامري.

الأكثر مشاركة