راتبه الشهري 4800 درهم وأعاد زوجته إلى الهند لضيق ذات اليد

هندي يطعم 200 قطة يومياً على نفقته

غالي ينفق 70٪ من راتبه على إطعام قطط الشوارع. تصوير: إريك أرازاس

غالي.. رجل هندي يعيش في إمارة أبوظبي، رهن حياته للعناية بالقطط المشردة في المدينة، واستطاع بإمكاناته البسيطة أن يوفر الأكل والدواء لمئات القطط، وهو يقدر حالياً عدد القطط التي يعتني بها بنحو 200 قطة.

«مجنون القطط» أو «أبوالقطط»، كما يلقبه البعض في أبوظبي، لا ينام إلا بعد إطعام كل هذه القطط، في جولة تتكرر مرتين يومياً، صباحاً ومساءً، في منطقة مصفح، إضافة إلى ضرورة أن يكون الغذاء جيداً، فهو يرفض إطعامها بقايا طعام البشر، ويقوم بشراء الطعام الخاص بالقطط.

دأب غالي على هذا العمل اليومي دون كلل أو ملل، ومتابعة تفاصيل برنامجه صباح مساء. إنه يعيش من أجل القطط، فيفرح لفرحها، ويبكي حين يلاحظ حزنها أو تتعرض لمكروه،فـ«عبدالحكيم غالي صديق»، العامل الهندي الذي لا يتعدى راتبه 4800 درهم،ينفق 70٪ من راتبه شهرياً على إطعام قطط الشوارع، الأمر الذي أوصله إلى الاستدانة والحصول على قرض ليكمل مشواره الخيري مع القطط، فأصدقاؤه يؤكدون أنه رجل تختلف حياته عن حياة جميع سكان المدينة، فهو راعٍ وحاضن للقطط التائهة في أزقة المدينة الصناعية في مصفح ودروبها، في حين نسجت هذه القطط علاقة خاصة مع «صديق»، لا يدري أسبابها وأهميتها إلا من يتعرف إليه عن كثب.

يقول صديق لـ«الإمارات اليوم» إن «الموضوع بدأ منذ أربعة أعوام عندما كنت أعيش في مجمع سكني للعمال في مصفح بأبوظبي، يضم 600 عامل يتبعون سبع شركات، وكان يحتوي على العديد من القطط التي جاءت لتعيش وسطنا، وكنا نوفر لها الغذاء عن طريق جمع درهم يومياً من بعض العمال لشراء غذاء للقطط».

وأضاف: «البداية كانت قطة واحدة، لكن العدد بدأ في الزيادة ليصل إلى ما يزيد على 200 قطة، واستمر الحال على هذا المنوال نحو عامين، إلى أن تقرر نقل المجمع العمالي وإغلاقه، ما هدد بموت هذه القطط، لأننا كنا مصدر الغذاء الوحيد بالنسبة إليها،فاتخذت قرار أن استمر في إطعامها يومياً، كما كانت الحال».

يقول صديق الذي لا يغمض له جفن إلا بعد أن يطعم قطط الشوارع، إنه اضطر إلى الاقتراض ليستكمل ما بدأه منذ عامين، وقام بإرجاع زوجته إلى الهند، لتوفير نفقات السكن والمعيشة، لكنه غير نادم على هذا، وغير مستعد للتخلي عن هذا العمل، لأنه يشعر دائماً بأن الله يكافئه، فقد ظل من دون إنجاب طوال ثماني سنوات، والأطباء أكدوا له استحالة هذا الموضوع، لكنه منذ عام رزق بطفل، إضافة إلى تعرضه لأربعة حوادث مميتة، وفي كل مرة كان يخرج سليماً.

غير أن صديق الذي كرّس حياته للعناية بالقطط المشردة، فترة تزيد على أربعة أعوام، لم يكتف بما فعله ويفعله، بل فكر في إقناع مجموعة من الناس، مهتمة بإخراج هذه القطط من حال التشرد والضياع، وبالمساهمة معه في رعاية عدد أكبر منها، لأنه يرى أن الحيوان الأليف مسؤولية الإنسان، فهو كائن حي يتمتع بمعظم صفات البشر، ويتوجب علينا أن نعي ذلك، فنعامله كما يجب، فلا نهمل أوقات طعامه، ونعتني بصحته، ونلعب معه كذلك.

ويؤكد صديق أنه يتوجب بشكل خاص ألا تترك القطط في الخارج حينما تكون الحرارة مرتفعة، لأنها قد تفقد حياتها جراء العطش الشديد والحرارة المرتفعة، ويدعو الناس إلى تربية الحيوانات الأليفة، لأنها تعود بالفائدة على صاحبها، وتجعله أكثر ألفة وقرباً من الطبيعة والحياة العادية، ولهذا يجب تشجيع مشاركة المجتمع المحلي وتثقيفه حول رعاية الحيوان.

ويؤكد صديق أنه كان يفضل أن يظل يؤدي هذا العمل في السر من دون أن يظهر في الإعلام، إلا أن ظروفه هي التي دفعته إلى الموافقة على الظهور، إذ إنه يخشى ألا يستطيع الاستمرار في هذا الموضوع.

من جانبها، قالت غادة بوحسون، الموظفة في حكومة أبوظبي، وإحدى المهتمات برعاية وإطعام قطط الشوارع، «تعرفت إلى صديق بالمصادفة عن طريق مجموعة متطوعة لإطعام حيوانات الشوارع، وتأكدت من مثاليته ونبل نياته، إذ إنه يعمل حالياً في منطقة جبل علي بدبي، ويأتي يومياً إلى مصفح لإطعام القطط، ولا يكتفي بذلك، بل يقوم بعلاج أي قطة يجدها مريضة أو مصابة في الشارع».

تويتر