البخور والعود رائحة أفراح الإماراتيين
معرض الزفاف.. عـودة «المندوس» إلى جهاز العروس
على الرغم من عدم رواجه بين الجيل الحالي، إلا ان الصندوق الخشبي المعروف بـ«المندوس» والذي ارتبط بالبيت الإماراتي القديم، وتحديداً منزل العروس، زاحم بقوة ليجد سبيله إلى كل منزل بشكل جديد وحلة أجمل مما كانت عليها تلك الصناديق، وليتناسب مع المحتويات التي سيصونها ويحافظ عليها.
فقد طرحت أخيراً، في معرض الزفاف المميز في الشارقة، شركة الفايز للعطور، والتي جاءت خصيصاً من الكويت، لتشارك في المعرض وتقدم للعروس الخليجية، وتحديداً الاماراتية، آخر صيحات الصناديق العطرية التي لم تعد تؤدي دور خزانة الأغراض، إنما تعدت ذلك لتصبح تحفة فنية تزين بها المنازل والحفلات والأعراس، وذلك لما تحتويه من قطع ثمينة تضم عبوات كريستالية خالصة، لحفظ العطور وتوزيعها على المدعوين، أو تخصيصها لعرض «زهبة» العروس، وأدراج لحفظ المجوهرات والمقتنيات الثمينة.
|
مباخر «أم عادل» تقدم (أم عادل) البخور المعطر، وتمزج خلطاتها لتتناسب مع زبائن متعددي الأمزجة ومختلفي الذائقة، وتستعمل (أم عادل) المباخر أو مجامر خاصة، لتستقطب زوار معرض الزفاف المميز برائحة العود والبخور التي تصعب مقاومتها. واعتادت السيدة الخليجية والإماراتية، التي تتمتع بذوق خاص، استخدام العطور وعود البخور ودهن العود، إضافة إلى العنبر و «صندل» الصندل، و«مسك» المسك والمخمريات، إذ تصنع تلك الأنواع من خلال مزج العود والمسك ودهن الورد، ويُدخل عليها ما تفضله السيدة من أنواع الطيب، لتحصل على الرائحة المناسبة. |
وعرضت «الفايز للعطور» مجموعة كبيرة من الصناديق التي تجاوزت كونها علباً خشبية لتصبح من مقتنيات العروس الثمينة، إذ إن تلك الصناديق صارت تصنع من الجلد الأصلي وتزين بالأحجار الكريمة وقطع الكريستال الأصلي، إضافة إلى استخدام أجود أنواع المخمل لتلبيس الصندوق واضفاء روح الجمال والأناقة والرقي عليه، ليتناسب مع جميع المناسبات.
حسب الطلب
وقال المسؤول في شركة الفايز للعطور، هاني صالح، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الزبائن، خصوصاً العرائس، يقبلن على شراء صناديق العطور، وذلك لأن الصندوق عملي الاستخدام، إذ يمكنها الاحتفاظ بأكثر من قطعه ثمينة داخل أدراج الصندوق، والتي تختلف بحسب الطلب، كما أن هناك أماكن وفجوات خاصة لحفظ عبوات تعبئة العطور، وذلك تفادياً لتعرضها للكسر أثناء الحركة والتنقل».
ولفت إلى أن «الصندوق يتكون من غطاء يفتح بزاوية قائمة، ليكشف عن قاعدة من المخمل أو الحرير حسب الطلب، تستخدم لتحفظ العطور مكونة من زجاجات كريستالية للعطور العربية ومرش وعلبة من الكريستال والمعدن المطلي بالذهب أو الفضة لحفظ قطع البخور، إضافة إلى المبخرة الكريستالية المذهبة، وملاقط لحمل وتحريك البخور».
وأما أدراج الصندوق «فيختلف عددها وسعتها بحسب ما تفضله العروس، إذ يمكن تزويد الصندوق بأدراج يصل عددها إلى أربعة أدراج أو أكثر وبالقياس الذي يحتاجه الزبون، إلا أن أكثر القطع الصندوقية رواجاً تلك التي تستخدم لعرض (زهبة) العروس من حلي ومجوهرات وملابس وفساتين وقطع ثمينة، إضافة إلى أجود أنواع العطور والبخور التي تمنح للعروس يوم زفافها».
صناديق يدوية
وما يميز تلك الصناديق أنها مشغولة يدوياً، كما تستخدم أجود أنواع الخامات في تصنيعها، مثل الجلد والمخمل والحرير والخشب الأصلي، إضافة إلى الكريستال الفاخر والقطع المذهبة والأحجار الكريمة، والجميل في هذه الصناديق أنها تحمل أشكالاً ومجسمات نابعة من التراث العربي الأصيل، منها عبوات الكريستال المخصصة للعطور وغالباً ما تكون على شكل خناجر أو علب «التولة» المنحوتة بطريقة مميزة والمزخرفة بحرفية الصانع.
وأكد صالح أن «أسعار الصناديق تراوح بين 200 درهم و5000 درهم، إذ إن حجم الصندوق غير مرتبط بسعره، إنما ما يحدد سعر الصندوق هي تلك التفاصيل الدقيقة في الصناعة من خلال أعداد العبوات الكريستالية المطلوبة وأحجامها والأحجار المستخدمة، إضافة إلى كميات وأنواع العطور التي تتم تعبئتها داخل الكريستال، منها العود الأصلي والبخور والعطور العربية التقليدية المستخدمة في الأعراس والمطيبات المخصصة للعرائس، إضافة إلى أن هناك خاصية نقش وزخرفة الأسماء على الصندوق ليكون ذكرى للزوجين، كما يصلح للاحتفالات والمناسبات السعيدة».
وفي زاوية ليست بعيدة عن رائحة الطيب والمسك والبخور الذي عبقت به أرجاء قاعة مركز إكسبو الشارقة، وبرصانة ورزانة المرأة الإماراتية عرضت (أم عادل) أو كما أصبحت تعرف في المعرض بـ(أم الطيب) مجموعة مميزة من المطيبات والعطور العربية والخلطات وأنواع البخور والمياه العطرية، إضافة إلى ما تميزت به من خلطات العرائس العطرية و«مرشات» مخصصة لغرف النوم وأغطية الأسرة.
وقالت (أم عادل) لـ«الإمارات اليوم»، إن «زبائني ليسوا من الإمارات فقط، إنما لي شعبية في الكويت وقطر والسعودية، وأقدم الى العرائس خلطات مميزة، وكذلك الى ربات البيوت اللاتي يفضلن البخور والعطور الأصلية التي أجلبها من الهند وأقوم بمزجها، لتصبح خلطات وعطوراً تميزني عن غيري».
ولفتت إلى أن «أنواع البخور التي أقدمها متنوعة، إذ لدي قائمة كاملة بتلك الأنواع، من أهمها وأكثرها طلباً البخور الملكي الخاص والعود الأصلي والمسك بأنواعه، كما أن لدي خلطات خاصة أطلق عليها أسماء مميزة، مثل إماراتي والهنوف وفاطمة بنت مبارك، وكل نوع لديه زبائنه الدائمون، لاسيما اني استخدم أجود أنواع العطور والبخور، وأرفض التقليد».
وعرضت (أم عادل) تشكيلة واسعة من العطور التي تخلطها بنفسها ولا تعتمد على أحد في ذلك، منها عطور خاصة للعبايات والشيل وأخرى للملابس، ومجموعة مميزة من عطور العروس الخاصة، إضافة إلى عطور غرف النوم وأغطية الأسرة والمفارش والأرضيات، وعطور التولة الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت (أم عادل) أن «العروس الإماراتية تقبل على شراء الدخون الخاص والمخمريات والعود الكمبودي، إذ تراوح أسعار العطور والبخور التي أطرحها بين 70 درهماً و300 درهم».
دلال مزخرفة
لأنها تؤمن بالطيب والجمال المرتبطين بالتراث العربي الأصيل، قدمت (أم عادل) تشكيلة متنوعة من أدوات الضيافة العربية المزينة بالزخارف والنقوش، والمرصعة بالكريستالات والأحجار الكريمة، منها الدلال وفناجين القهوة المزخرفة برسومات ونقوش مستوحاة من الورود والأزهار بأشكال وألوان مختلفة، ودلال الشاي التي تجلب خصيصاً من ألمانيا، لتحل ضيفة بين يدي (أم عادل) التي ترصعها بالكريستال المميز وتترك بصمتها الفنية عليها.
وعرضت (أم عادل) مجموعة مميزة من أطقم الفناجين والدلال المزخرفة، إضافة إلى الدلال التي تباع بشكل مفرد، والتي لا تخلو من جمالية الشكل، لاسيما ان (أم عادل) تستخدم إكسسوارات مختلفة، مثل الفصوص والكريستالات والطرابيش في عملية تزيين الدلال، التي يمكن للزبائن التدخل واختيار ما يفضلونه من أطقم بألوان وأشكال وأعداد تتناسب مع مناسباتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
