سوء الطقس لم يؤثر في كثافة الحضور الجماهيري

«القافلة الثقافية» تسعد أطفال «الوقن»

عرض السيف يجسد جانباً من التراث الإماراتي. من المصدر

لم يؤثر سوء الأحوال الجوية الذي تشهده الدولة في إقبال الجمهور على فعاليات القافلة الثقافية التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بمدينة العين، في مناطق الوقن والظاهرة وبوكرية والعراد والقوع وأم الزمول المجاورة لها، على مدى يومين تحت شعار «مجتمعنا أمانة»، واختتمت فعالياتها مساء أول من أمس، إذ شهدت المنطقة التي أقيمت بها الفعاليات توافد أعداد كبيرة من الجمهور الذي ظل محتشداً حتى نهاية البرنامج.

الأطفال كانوا أصحاب الحضور الأبرز في المكان، فانتشروا بين جنباته وأجنحته المختلفة يسوقهم الفضول وحب الاستطلاع للتعرف إلى الانشطة المختلفة هنا وهناك، وهم أيضاً كانوا أصحاب النصيب الأكبر من الفعاليات التي تضمنها برنامج القافلة، وكانت خيمة مزارع العين من أكثر الفعاليات جذباً للاطفال، إذ تنوعت أنشطتها بين الأنشطة الثقافية والتوعوية والهوايات، وجذب المرسم الحر اعدادا كبيرة من الاطفال من مختلف الأعمار الذين انهمكوا في الرسم والتلوين باهتمام كبير، خصوصاً ان ما ينجزونه من أعمال تم عرضه في لوحات كبيرة مجمعة أمام زائري المعرض.

فعاليات

تضمنت فعاليات اليوم الثاني من القافلة الثقافية بالوقن ومناطق العراد والقوع والظاهرة وأم الزمول المجاورة مجموعة من الفعاليات والأنشطة، من أبرزها فقرة المزافن، لفريق شارك في بطولة السيف بالفجيرة، ومسرحية «نظافة من أجل البيئة» لمدرسة بوكرية للتعليم الأساسي والثانوي، فيما قدمت مدرسة بن حم للتعليم الأساسي والثانوي فقرة فنية للفنون الشعبية، إضافة إلى عرض لفرقة الخيالة بالتعاون مع طارق المهيري، أما مدرسة البادية للتعليم الأساسي والثانوي فعرضت مسرحية بعنوان «بك أسمو وأرتقي».

وقدمت القيادة العام لشرطة أبوظبي محاضرة بعنوان «نحو جيل تقني واع»، ونظمت مجموعة بن حم مجموعة من المسابقات وقدمت الهدايا العينية والمادية، وقدم الاستاذ بجامعة الإمارات الدكتور ناصر سالم العامري محاضرة بعنوان «لماذا أخسر من حولي»، بينما شارك أعضاء مجلس الشعر بجامعة الإمارات في أمسية شعرية للطلاب أحمد بن ديبان وأحمد المناعي وعبدالله النعيمي.

كما تم تنظيم محاضرة أخرى قدمها هاشم الوالي من القيادة العامة لشرطة دبي بعنوان «احذروا المخدرات»، وشارك اتحاد سباق الهجن بالإمارات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تكريم الفائزين في سباق الهجن والجهات المشاركة في فعالية القوافل.

بينما ألقت الدكتورة أسماء المناعي من هيئة الصحة بأبوظبي محاضرة حول صحة الأسرة، إضافة لإقامة مسابقات حول الصحة العامة، وقدمت الإعلامية مريم الشحي ندوة بعنوان «الهوية الوطنية»، أما الدكتورة روضة الشامسي من القيادة العامة لشرطة دبي فقدمت محاضرة أمنية بعنوان «مسرح الحادث».

وفي ركن من الخيمة تجمع عدد من الأطفال حول نموذج بقرة تم وضعه لتعليم الصغار كيفية عملية «الحلب»، وهو ما أثار فضول الاطفال فتوافدوا بسعادة لتجربة الامر.

أفكار غير معتادة

أشارت مسؤولة التسويق في مزارع العين للإنتاج الحيواني أميمة مبروك، إلى ان فعاليات الخيمة تعتمد على الأفكار المختلفة غير المعتادة، والتي تلعب دورا كبيرا في جذب انتباه الاطفال وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة، إلى جانب الحرص على التنوع في الفعاليات وتعددها، لافتة إلى ان نسبة الأطفال الذين استقبلتهم الخيمة على مدى اليومين فاق التوقعات، ما يشير إلى تعطش الأطفال وأهالي المنطقة لمثل هذه المبادرات والفعاليات المهمة.

وأوضحت أميمة ان برنامج خيمة الأطفال تم إعداده بعناية ليجمع بين التسلية والفائدة، من خلال التوفيق بين الفعاليات الترفيهية والتثقيفية والتعليمية أيضاً مثل المسرحيات التي تم تقديمها، والمسابقات التي رصدت لها جوائز قيمة، ما شجع الأطفال على التجاوب معها، إلى جانب توزيع منشورات تعليمية عن موضوعات تتصل بنشاط مزارع العين كطرق الحليب، وفوائده، وأنواعه، وفوائد حليب النوق، وغيرها كثير.

خيمة أخرى جذبت انتباه زوار القافلة الثقافية، وهي الخيمة المخصصة لمعرض منتجات الأسر المنتجة، التي غلبت على المعروضات بها مستلزمات المرأة من ملابس وأدوات زينة وعطور ودخون. ومن المشاركات في المعرض الصغيرة سهيل العامري التي عرضت مجموعة كبيرة من العطور والدخون والبخور، وأيضاً المأكولات، مشيرة إلى انها اعتادت المشاركة في معارض الأسر المنتجة لأنها وسيلة مهمة لتعريف الجمهور بها وبما تنتجه.

عطور

عن خبرتها في مجال تصنيع العطور؛ ذكرت الصغيرة أنها اعتادت تركيب وصفات العطور بنفسها، وتحرص دائما على التغيير والتجديد في مكونات عطورها، لافتة إلى ان سر نجاح الخلطات هو التناسق بين مكوناتها، والتجديد «فلا نجاح إلا مع التغيير المبني على التفكير الجيد والخبرة». وأضافت أنها تعرض العطور والعربية والفرنسية ايضاً، إذ تقبل السيدات على العربية، بينما تميل الشابات إلى العطور الغربية.

أما لطيفة العامري، فأوضحت ان بدايتها مع تصنيع العطور تعود إلى ما يقرب من 15 عاما، إذ اعتادت ان تعد عطورها بنفسها، ومع الوقت بدأت في توسيع نشاطها عام ،2007 مبينة ان كثرة النساء اللواتي يقمن بتصنيع العطور المنزلية لا يعني ان المنتجات كلها تتشابه، «فكل واحدة تتميز بخلطاتها الخاصة بها، وهذا التنوع في الخلطات يتناسب مع تنوع أذواق الجمهور». وأشارت إلى انها اتجهت إلى تطوير إنتاجها من خلال الاتفاق مع مصنع لتصنيع وتعبئة العطور في زجاجات خاصة بها، تقوم بتصميمها بنفسها وتمنح لهذه العطور أسماء خاصة، لافتة إلى ان عطورها تتميز بتركيزها العالي الذي يصل إلى 50٪، بينما يراوح تركيز العطور العالمية بين 13-20٪، وهو تركيز لا يضر بالصحة او يسبب اعراض حساسية بسبب التركيز المرتفع، لأن العطور الدهنية مثل المصنعة من دهون العود وغيرها لا تضر البشرة على عكس العطور التي تعتمد على الكحول في تركيبتها.

تراث

من داخل القرية التراثية، وفي جناح جامعة الإمارات الذي ضم مجموعة متنوعة من المشغولات التراثية، قالت أمواج سعيد (طالبة في كلية العلوم الانسانية قسم الترجمة بالجامعة)، إن الجناح هو احد ثلاثة أجنحة تشارك بها جامعة الإمارات في فعاليات القافلة الثقافية، ويهدف إلى تعريف الجمهور بإنتاج الطلبة والطلبات من أعمال مختلفة، خصوصاً المشغولات اليدوية والتراثية، بما يعكس توجه الجامعة بالاهتمام بالأنشطة اللاصفية، وأنها لا تقتصر فقط على الدراسة، مشيرة إلى ان المعروضات قام بتصنيعها أعضاء قسم النشاط التراثي والثقافي، وأنها قامت بتقديم ورش عمل في هذا المجال حول تصنيع السفافة وتزيين المداخن، وهي مهارات تعلمتها في المنزل على يد والدتها.

وتعد هذه القافلة الثقافية بمنطقة (الوقن) الأولى لعام ،2012 والعاشرة في ترتيب مبادرة القوافل الثقافية، والتي تطلقها الوزارة للعام الثالث على التوالي في مطلع عام 2010؛ مستهدفة أهالي المناطق البعيدة في الدولة.

تويتر