«أراب آيدول» في الميـــزان
لا أحد ينكر الجماهيرية التي تتمتع بها برامج اكتشاف المواهب، التي تعرض من وقت إلى آخر على شاشات الفضائيات العربية، مثل «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، وأخيرا «أراب آيدول» (محبوب العرب)، الذي تبثه قناة «إم بي سي»، واستطاع ان يجذب شريحة كبيرة من الجمهور، خصوصا من المراهقين والشباب، وهو الفئة الغالبة على جمهور هذه النوعية من البرامج.
قبل أن يبدأ «أراب آيدول» حظي بحملة دعاية ضخمة، بالإضافة إلى استناده إلى نجاح النسخة الأصلية من البرنامج «أميركان آيدول»، التي لديها رصيد جماهيري في الدول العربية، مثل مختلف دول العالم، خصوصا بعد أن قدمت لعالم الغناء مفاجأة بحجم الفنانة سوزان بويل، صاحبة الصوت الملائكي، في موسم عام ،2010 واجتاحت فقرة مشاركتها في البرنامج مواقع الإنترنت، لتحقق أعلى نسبة مشاهدة في وقتها.
لكن رغم توافر هذه العوامل الإيجابية للبرنامج، إلا أن «أراب آيدول» لم ينجُ من سلبيات واضحة وقع فيها، وجزء كبير من سلبيات البرنامج جاءت من لجنة التحكيم التي تضم الفنان اللبناني راغب علامة رئيسا، والفنانة الإماراتية أحلام، والموزع والملحن المصري حسن الشافعي.
منذ الحلقات الأولى من البرنامج والتي عرضت لمقابلات لجنة التحكيم مع المتسابقين لاختيار أفضل العناصر، فوجئ المشاهدون بأداء أقرب إلى التصنع والمبالغة، ظهر في حركات راغب ونظراته للكاميرا القريبة منه خلال أداء المتسابقين، والتي كانت تعبر بشكل أو بآخر عن انطباعاته على صوت المتسابق حتى قبل ان ينتهي من أغنيته.
أيضا الضحك المبالغ فيه على تصرفات المتسابقين وأصواتهم، رغم ان وجود مشتركين «نشاز»، أو حتى لا يمتلكون الحد الأدنى من الموهبة أمر متوقع في برنامج للمواهب، ولا يستحق كل هذا الضحك الذي كان سببا لغضب جماهير، وموضوعا للتعليقات المستهجنة له على «فيس بوك»، بعد أن وجد فيه المشاهدون نوعا من السخرية من المشاركين في البرنامج.
واعتبر كثيرون ان بكاء أحلام في حلقة الأداء التي خصصت للفتيات، بعد انتهاء فقرة المتسابقة المغربية دنيا بطمة، والتي أدت فيها أغنية «مقادير» للفنان الراحل طلال المداح، نوعا من المبالغة في رد الفعل لا تتناسب مع عضوة لجنة تحكيم. وكذلك ما قامت به من تمسك بالمغلف الذي يحوي رأي لجنة التحكيم في ما يخص منح فرصة جديدة لمتسابقين من الذين لم يحصلوا على تصويت كاف من الجمهور يؤهلهم للمواصلة، إذ ظلت أحلام ممسكة بالمغلف في حلقة الاسبوع الماضي، وأرجعت ذلك إلى عدم رضاها عن ما جاء فيه، وهو أمر يضعف قوة قرار اللجنة، ويظهر عدم انسجام بين اعضائها.
أيضا لم يلمس المتابع لحلقات البرنامج نقدا فنيا وموضوعيا من أعضاء اللجنة للمتسابقين يعتمد على أسس فنية واضحة ومقنعة، مثل الإشارة إلى أخطاء في الأداء، أو التقاط النفس أثناء الغناء، والتحكم في مستوى الصوت، وغيرها من الملاحظات التي يمكن أن يستفيد منها المتسابق في ما بعد في تحسين أدائه.
واعتمدت ملاحظات اللجنة، في الأغلب، على انطباعات شخصية لكل منهم، وهو ما يعود إلى افتقاد اللجنة عنصراً أكاديمياً، لديه دراية بأسس وقواعد الغناء، ولا يعتمد على الموهبة فقط، لكن من الواضح أن النجومية كانت المعيار الأبرز في اختيار اللجنة، خصوصا بالنسبة لراغب وأحلام، باعتبارهما «سوبر ستار» على الساحة الغنائية العربية، ولا تقتصر شعبيتهما على بلد أو منطقة معينة، فراغب علامة له جمهوره في لبنان كما له جمهور في الشمال الإفريقي، وأيضا في الخليج، وأحلام تتمتع بجمهور كبير في منطقة الخليج، بالإضافة إلى انتشارها عربيا، والنجومية قد تكون هي أيضا سبب المبالغة في أداء النجمين.
من جانب آخر؛ لم يهتم القائمون على البرنامج في بدايته بتوضيح المواصفات التي تبحث عنها المسابقة، وما المعايير التي يجب أن تتوافر في «محبوب العرب»، هل هو الصوت الجيد فقط، أم ان المظهر له تأثير أم أن هناك معايير أخرى.
ربما كان بحث القائمين على البرنامج عن إضافة المزيد من الإثارة إليه، سببا في التركيز على نماذج من المتسابقين تحمل قدرا كبيرا من المبالغة والتصنع، مثل أسعد الأسعد، أو محمد أمين الذي اشتهر على «يوتيوب» بلقـب «عاشق راغب علامة»، ولكنه عاد ليوضح أن ما قام به في الحلقة «مجرد تمثيل متفق عليه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news