الديوان باكورة «مبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي»

السعدي: «ميثاق» يرصــد مسيرتي الشعرية

سيف السعدي: مكانة الشاعر لا تقاس بتاريخ إصدار ديوانه الأول. أرشيفية

بمفردات شعبية ثرية، وبباقة منوعة من الأغراض الشعرية تختصر مسيرة إبداعية تزيد على عقدين مع الكلمة الجميلة، يطل الشاعر الإماراتي سيف السعدي في ديوانه «ميثاق»، الذي يعد باكورة أعمال مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الأدبي، التي انطلقت بعنوان «مبادرة».

وتهدف إلى طباعة 100 ديوان مسموع ومقروء، لـ100 من أبرز شعراء وشاعرات القصيدة النبطية في منطقة الخليج العربي.

ويصف السعدي إصداره الأول «ميثاق»، بأنه وثيقة ترصد مسيرته الشعرية التي بدأ أولى خطواتها في سن التاسعة، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أن البدايات «تمثلت في كتابات بسيطة صقلت مع مرور السنوات، بتعلمي أبجديات كتابة أغراض الشعر الشعبي وفنونه المنوعة، الأمر الذي أهلني لاحقاً للبروز على الساحة الشعرية الشعبية، بعد أن قدمني الشاعر محمد سعيد الهلي إلى وسائل الإعلام، وأخذ بيدي القامة الشعرية الكبيرة، الراحل حمد خليفة بوشهاب».

«البنت»

يقول الشاعر سيف السعدي في قصيدة بعنوان «البنت»:

البنت ورده والندى مستحاها ولولا الندى ما طاب للورد منظر

والبنت دره زينها في خباها والجوهر المكنون للعين يبهر

يا ما قلوب تيمت في هواها لي شف من تحت الغشا الطرف الأحور

وان نورت بالدين حلة بهاها حصباة هير تساق في صحن مرمر

طيب نباها عطرت به رجاها من ذكرها الطيب لساني تعطر

يا زين لي تحفظ مقام أولياها تغلا وتعلا في نظرنا وتكبر

لعب بوشهاب دوراً كبيراً في مسيرة السعدي الشعرية، لم يقتصر على الدعم والتوجيه، بل تعداه لمسـاعدته على نشر قصائده في صفحة «الشعر الشعبي» الأسبوعية، التي دشنت بإشراف بوشــهاب في جريدة «البيان» عام،1981 ونالت شـــهرة واسعة في فترة زمنـــية وجيزة، جعلتها مستمرة حتى اليوم، وفق الســــعدي الذي قال «أشعر بفخرٍ كبير، كوني توليت الإشراف على هذه الصفحة التي أســــسها بوشهاب من بعده حتى اليوم، إلى جانب إدارتي لتحرير مجلة (جواهر) الشعرية».

رؤية

علل السعدي تأخيره في إصدار ديوانه الأول إلى أنه يرى أن «مكانة الشاعر وتاريخه الإبداعي، لا يقاسان بتاريخ إصداره ديوانه الأول، فرؤية ديوان شعري النور تتطلب التأني والروية اللذين يحيلان إلى اختيار الأفضل الذي يعكس مجموعة منوعة من الأغراض والفنون الشعرية، التي يبحث عنها متذوقو الشعر وجمهوره».

وعن اختيار «ميثاق»، باكورة انطلاق أعمال مبادرة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الأدبي، قال السعدي «أشعر بسعادة كبيرة، وفخر شديد، كون (ميثاق) شكل باكورة أعمال (مبادرة)، التي تعنى بالشعر النبطي وتقدير شعرائه، الأمر الذي يسهم بلا شك في دعمهم والعمل على زيادة عطائهم الشعري في الساحة الشعرية المحلية».

ويضم ديوان «ميثاق»، 44 قصيدة، تسلط الضوء على باقة منوعة من الأغراض والفنون الشعرية، كالوطنيات، والمساجلات، والغزل، والمديح، وغيرها، التي زخرت بمفردات شعبية غنية، لا يكاد يدرك معناها أبناء الجيل الحالي، الذي تأثرت لهجته المحلية باللغات والثقافات المحيطة به، لاسيما في ظل العولمة وتداعياتها.

مديح

وتقدم فن المديح قصائد «ميثاق» السعدي، الأمر الذي ظهر جلياً في اعتزازه برموز القيادة في الدولة، إذ استهل الديوان بـ«سَيف القروم»، وهي قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تلتها قصائد «سَيد التغيير»، «رمز العدالة»، «عز وعزوة»، مهداة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أهداه السعدي كذلك هذا الإصدار «لدعمه وتشجيعه اللامحدود لي وللشعراء في الساحة الشعرية الشعبية، الأمر الذي يظهر جلياً في إطلاقه ورعايته للفعاليات الشعرية وتكريمه للشعراء، كما هو الحال مع نجله سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كونهما شاعرين يهويان كتابة الشعر الشعبي ويجيدانه».

100 ديوان

تعتبر «مبادرة» عنواناً لمبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الأدبي، غير الربحية، التي تعنى بتحفيز الأعمال الأدبية، وذلك من خلال السعي لطباعة 100 ديوان شعري مسموع ومقروء لـ100 من أبرز شعراء وشاعرات القصيدة النبطية في منطقة الخليج العربي.

وتقوم لجنة متخصصة باختيار الشعراء والشاعرات، عن طريق مسح شامل لإبداعاتهم، في محاولة لمد الساحة الشعرية بمكتبة متخصصة في الشعر النبطي، توثق التراث الأدبي وخصوصيته التي تشكل مفهوماً رئيساً للهوية الخليجية، وتشكل مرجعاً للباحثين ومتذوقي الشعر النبطي ليس في منطقة الخليج فحسب، بل في المنطقة العربية كلها.

وتسعى المبادرة إلى توسيع النطاق الجغرافي التقليديي للشعر الشعبي، الأمر الذي يتوقع بناءً عليه دخول القصيدة النبطية مرحلة جديدة تتفاعل عن طريقها مع أشكال نظم شعبية.

وتمنح المبادرة الشعراء المختارين مطلق الحرية في اختيار القصائد التي يرغبون في نشرها، وكذلك الاختيار ما بين إصدار ديوان مكتوب أو مسموع.

ويضم الديوان كذلك قصيدة بعنوان «حمدان ومكتوم» بمناسبة تنصيب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولياً لعهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لحاكم دبي. وتعكس قصائد مديح السعدي في ديوانه «ميثاق»، وطنيته التي تظهر جلياً في شعره، والتي برزت أخيراً في مشاركته في أمسية شعرية بندوة الثقافة والعلوم في دبي، بمشاركة مجموعة من الشعراء المحليين، تزامناً مع الاحتفالات باليوم الوطني الـ40 للدولة، التي أقيمت بعنوان «روح الاتحاد».

 

غزل

للغزل كغرضٍ من أغراض الشعر، حضور بارز في «ميثاق»، لاسيما أن الشاعر نظَم عدداً كبيراً من القصائد الغزلية. ويحتوي «ميثاق» على مجاراة بعنوان «البدر»، جارى فيها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، السعدي في قصيدته «أغلى الغنايم»، ورد عليها الأخير بقصيدة بعنوان «راع الوفا»، هذا إلى جانب مساجلة بين الشاعر وصديقه في الساحة الشعرية محمد بن مسعود تغنت كذلك بـ«فزاع» وشعره.

تويتر