«كريستيز» تعرض مجوهراتها في دبي

ألمـاس يـروي ســيرة تايلـــور

صورة

عاش معجبو الفنانة الراحلة إليزابيث تيلر جزءاً من حياتها، خصوصاً ما يتعلق بمجوهراتها التي كانت حديث الإعلام لسنوات عدة. حياتها الماسية عرضت، أمس، في أروقة مزاد «دار كريستيز» في فندق الجميرا أبراج الإمارات في دبي، الذي احتفى هذا العام بعرض 269 قطعة من تلك المجوهرات. تيلور كانت حريصة على اقتناء القطع التي تضفي على شخصيتها وتُعرف بمرحلة من حياتها الغنية. تشتهر هذه المجموعة باعتبارها الأكبر من نوعها التي تتضمن مجموعة مميزة من الألماس، والأحجار الكريمة، والمجوهرات التاريخية والكثير من الإبداعات الفريدة، إضافة إلى كنوز من التذكارات والهدايا الشخصية المفضلة. ومن المتوقع أن تحقق المجموعة الكاملة من المجوهرات النفيسة أكثر من 30 مليون دولار. وتحمل بعض القطع قصصاً مرتبطة بأحداث وشخصيات شهيرة.

جولة عالمية

تقوم دار «كريستيز» بجولة عالمية لعرض قطع اليزابيث تيلور تمتد إلى ثلاثة أشهر، إذ وصلت إلى دبي وعرضت أمس، في فندق «الجميرا» في أبراج الإمارات، وسيعقب المعرض في دبي سلسلة معارض عامة لأبرز القطع ضمن المجموعة في كل من جنيف، وباريس، وهونغ كونغ. وستتوّج هذه الحملة في شهر ديسمبر بعرض المجموعة الكاملة لمدة 10 أيام في «كريستيز» نيويورك قبيل البدء في المزاد الأول لها، الذي سيكون في نيويورك.

ألماسة اليزابيث تيلور

قال المدير الدولي لقسم المجوهرات ورئيس «كريستيز»، فرانسوا كوريل: «اشتهرت إليزابيث تايلور بشغفها بالمجوهرات الثمينة، إلا أن ما يميزها عن غيرها هو معرفتها الكبيرة بحرفية وتصاميم هذه المجوهرات والقطع النفيسة». وأضاف كوري، الذي التقى تايلور في عام 1998: «كان واضحاً أنها تمتلك خبرة ومعرفة كبيرتين بالتصاميم الفريدة، ولذلك حرصت على اقتناء أفضل القطع قيمة على المستويين المادي والمعنوي»، تتضمن مجموعتها أمثلة مميزة من المجوهرات والقطع النفيسة التي تعود لأشهر دور التصميم العالمية مثل «بولغاري»، و«بوتشيرون»، و«كارتيه»، و«جار»، و«شلمبيرجيه»، و«تيفاني»، و«فان كليف آند أربلز»، وغيرهم كثيرين. ولطالما خططت تايلور لعرض هذه المجوهرات في مزاد علني، وأمل من سيقتني هذه القطع الفريدة من بعدها التمتع بها، واحترامها بقدر ما فعلت إليزابيث ذاتها.

من أبرز المجوهرات المعروضة «ألماسة إليزابيث تايلور التي تزن 33.19 قيراطاً، خالية تماماً من الشوائب»، وهي هدية من ريتشارد بيرتون في 16 مايو ،1968 واقترنت هذه الألماسة كثيراً بحياة إليزابيث تايلور، وكانت في الخاتم الذي ترتديه بشكل يومي تقريباً، وكانت تصف هذا الخاتم دائما بقولها« يمنحني هذا الخاتم شعور غريب بالجمال، إذ إن بريق الألوان الأحمر والأبيض والأزرق والبنفسجي وغيرها من الألوان تبرز كدندنات موسيقى تعكس جمال وبهجة الحياة». وقال كوريل: «تم شراء هذه الألماسة عام 1968 في مزاد، مقابل 300 ألف دولار، ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الألماسة البديعة رديفاً لاسم إليزابيث تايلور، وحرصت كل من (كريستيز) و(الأمناء) على تسميتها باسم ألماسة إليزابيث تايلور، تكريماً وتقديراً لصاحبة هذه الألماسة النفيسة».

اللؤلؤة الأسطورية

تعود هذه اللؤلؤة إلى بداية القرن الـ،16 وهي هدية من الممثل ريتشارد بريتون في عام ،1969 وتصنّف هذه اللؤلؤة التي تضم 203 قطعة، ويعادل وزنها 55 قيراطاً، واحدة من أهم اللآلئ التاريخية في العالم. وتعود قصة العثور إلى بدايات القرن الـ14 في خليج بنما، وأصبحت هذه اللؤلؤة، بيضاوية الشكل، جزءاً من جواهر التاج الملكي الإسباني، إذ أهدى أمير إسبانيا فيليب الثاني، هذه اللؤلؤة لزوجته ماري تيدور الإنجليزية، ومن ثم توارثتها أميرات إسبانيا مارغريتا وإيزابيل، وتظهر هذه اللؤلؤة في اللوحة التي رسمها لهما الفنان الإسباني فيلاسكيزأفي القرن الـ.17 وكان بيرتون قد اشترى هذه اللؤلؤة خصيصاً لإليزابيث تايلور في أحد المزادات عام 1969 مقابل 37 ألف دولار، إذ شهد المزاد منافسة كبيرة مع العائلة المالكة في إسبانيا لاقتناء هذه اللؤلؤة.

ويعرض أيضاً في الدار تاج مايك تود الألماسي، الذي يعود لعام ،1880 فقد أشارت تيلور في كتابها الذي حمل عنوان «مسيرة حبي للمجوهرات»، وصدر في عام ،2002 أن هذا التاج أهداه لها زوجها مايك تود، وقال لها: «أنتِ ملكتي».

ولبست إليزابيث هذا التاج خلال حفل جوائز الأكاديمية، الذي أقيم في لوس أنجــلوس عام ،1957 عندما فاز فيلم مايك تود «حول العالم في 80 يوماً» بجـــائزة أفضل صورة.

رياضة وألماس

في مجموعة خواتم «بينغ بونغ» الألماسية، التي تضم ثلاثة خواتم تعود القصة أيضاً إلى هدية من بيتون، فقد أهداه لها في لعبة تحدي للبينغ بونغ عام ،1970 ووعد بيرتون بإهداء إليزابيث هدية من الألماس في حال تمكنت من الفوز عليه بفارق 10 نقاط، وبالفعل تمكنت إليزابيث من الفوز عليه، وما كان عليه إلا السفر إلى المدينة في الحال لإيجاد أصغر ألماسة ممكنة وإهدائها لها، وعادا بعد ذلك بثلاثة خواتم ألماسة صغيرة، ومن هنا اشتق اسم هذه المجموعة «خواتم بينغ بونغ الألماسية».

قصص تاريخية

اقتنت تيلور المولعة بالمجوهرات والموضة، التي وصفتها الصحف العالمية بأنها الشخصية الأكثر أناقة حتى وفاتها، «بروش» أمير ويلز، الذي تعود ملكيته إلى دوقة ويندزور، وهو تصميم ألماسي مميز على ثلاث ريش، على غرار الشعار الملكي لأمير ويلز، وقد أهداه دوق ويندزور إلى زوجته، وباعتبارها من أهم معارف هذا الزوج الملكي. طالما انبهرت تايلور بهذا «البروش» عند رؤيته على صدر الدوقة، إلا أنها رفضت عرض الدوقة السخي بالسماح لإليزابيث تايلور بصنع تصميم مطابق لهذا «البروش». وبعد سنوات، وعقب وفاة الدوقة، شاركت إليزابيث تايلور في المزاد الخاص بالمجموعة الذهبية الخاصة بالدوقة وتمكنت من اقتناء هذا البروش لتحتفظ به كذكرى لصديقتها الراحلة.

تتذكر تايلور هذا «البروش» بقولها: «إنها قطعة ملكية عزيزة جداً ارتديها في المناسبات الخاصة جداً، أنها تعني الكثير بالنسبة لي». ومن قصص المتعلقة بالتاريخ يوجد ايضاً ألماسة «تاج محل»، وهي عبارة عن سلسلة من الذهب والياقوت، من تصميم كارتيه، وقد أهداه لها زوجها بيرتون في عيد ميلادها الـ40 عام ،1972 وتعد هذه الألماسة التي تحمل شكل قلب ونُقش علـــيها اسم نور جاهان، زوجة الإمبراطور المــغولي شاه جاهانغير، هدية من الإمبراطور لابنه الذي أصبح الإمبراطور المغولي الشــهير شاه جاهان «1592-1666».

وفي عمر الـ35 عام، قدم الأمير الشـــاب هذه الألماسة لزوجته المحبوبة والمفضلة ممتاز محل.

وكان حزن الإمبراطور كبيراً جداً عند موتها بعد أربع سنوات، و أمر ببناء تاج محل، التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع. وافتتن بيرتون بتاريخ وأهمية هذه الألماسة المهمة وأهداها لإليزابيث بعيد ميلادها الـ.40

ويعرض في المزاد أيضاً عقد «إيديث هيد»، وهو عقد ذهبي مزيّن بدوائر عاجية تصور تذاكر دخول الأوبرا، ويعود للقرنين الـ18و الـ،19 يصور هذا العقد التذاكر العاجية الخاصة بدخول دار الأوبرا، وتعود ملكيته إلى مصممة الأزياء إيديث هيد، إحدى أعز صديقات إليزابيث تايلور، والتي كثيراً ما وصفتها بأنها أماً ثانية لها، وقالت تايلور في كتابها إن «إيديث وعدتها بأن تترك هذا العقد لها في وصيتها، وبعد وفاتها، أوفت إيديث بعهدها وأوصت بإهداء هذا العقد لإليزابيث، إذ أصبح من أهم التذكارات لهذه الصديقة».

مرآة كليوباترا

صممت هذه المرآة من قبل بولغاري في عام ،1962 عند المراحل النهائية من تصوير الفيلم السينمائي «كليوباترا»، بطولة إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون في روما، وحصلت إليزابيث على هذه المرآة المصرية التي صممت لتكون جديرة بملكة النيل. وتتكون هذه القطعة المميزة من الذهب والفيروز، وتشكل إحدى القطع النفيسة التي تتألف منها مجموعة تايلور المميزة.

تويتر