رمسيس الثاني.. عيد ميلاد الملك مرّ دون احتفالات شعبية

الشمس تعامدت صباح أمس على وجه تمثال رمسيس الثاني داخل معبده. إي.بي.إيه

وسط أجواء اتسمت بسحر وغموض الفراعنة، تعامدت الشمس، صباح أمس، على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، داخل معبده بمدينة أبوسمبل جنوب أسوان.

وحدث التعامد في غياب الاحتفالات والكرنفالات الفنية والشعبية التي كانت تصاحبه في كل مرة، بعد قرار محافظ أسوان، اللواء مصطفى السيد، إلغاء الاحتفالات المصاحبة لحدث تعامد الشمس حزناً على أرواح ضحايا أحداث ماسبيرو، التي وقعت في العاصمة القاهرة في الآونة الأخيرة.

وحرص 1200 من السياح الذين حضروا، على تسجيل الحدث العالمي الفريد، فيما اقتصر الحضور الرسمي على رئيس مدينة أبوسمبل، أسعد عبدالمجيد، ومدير عام آثار أبوسمبل ومعابد النوبة، الأثري أحمد صالح.

وتتجه الأنظار إلى معبد أبوسمبل التاريخي في أقصى جنوب مصر مرتين في العام، لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في يوم 22 أكتوبر يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني، والثانية في يوم تتويجه في 22 فبراير من كل عام، ومعها تتجه القلوب أيضاً إلى أجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري منذ أكثر من 3000 سنة.

ويظهر هذا الحب الفياض جلياً من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت على جدران معبد نفرتاري بأبوسمبل، التي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد.

ويتميز معبد نفرتاري باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبر عن رقة صاحبته، حيث توجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري وهي تقدم القرابين للملائكة وفي يدها «الصلاصل» رمز الموسيقى، ويعلو رأسها تاج الآلهة الحتحوري، ربة الفتنة والجمال عند القدماء المصريين.

ونفرتاري هي الزوجة الوحيدة من زوجات رمسيس الثاني التي بنى لها معبداً خاصاً إلى جوار معبده الكبير بمدينة أبوسمبل، كما بنى لها واحداً من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر بعد رحيلها، ليؤكد إخلاصه وحبه الأبدي لجميله الجميلات نفرتاري.

يذكر أن تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام ،1964 وبعد نقل معبد أبوسمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة، أصبحت الحادثة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول، بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر، لتصل إلى قدس الأقداس، وتقطع 60 متراً أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثال الإله آمون رع إله طيبة، صانعة إطاراً حول التمثالين بطول 355 سنتيمتراً وعرض 185 سنتيمتراً.

وتوجد بالجدار الشمالي والجنوبي بقاعة قدس الأقداس وصالة الأعمدة الثانية صورتان لـ21 كاهناً يحملون في الأولى مركب الملك رمسيس الثاني، والثانية يحملون فيها موكب الإله آمون رع اله طيبة، وتحكي كتب المصريات أن موكبي الملك والإله كانا يُحملان بمعرفة الـ21 كاهناً لخارج معبد أبوسمبل، حيث كانت تقدم لهما القرابين في موسمي البذر والحصاد في 21 أكتوبر و21 فبراير.

تويتر