« سمارة » و« كيد النسا » يجمعان العديد من النجـــــــوم التقليديـين لدراما رمضان

منافسة مصريـة علـى « دبي الفضائية »

أحمد بدير وسمية الخشاب خلال تصوير مسلسل «كيد النسا». من المصدر

أقل ما يوصف به المشهد الحالي في سوق الدراما العربية، أنه يمر بمرحلة تغير جذرية، فأجور النجوم التي تأثرت بتقلص كعكة الإعلانات نتيجة لارتفاع أهمية البرامج الحوارية مقابل الأعمال الدرامية بسبب متابعة الجماهير للأحداث الساخنة في كثير من الدول العربية، فضلاً عن خروج الكثير من المسلسلات من السباق بسبب استحالة تصويرها، وغيرهما من العوامل، قد أربكت حسابات الكثيرين من منتجين وفنانين وقائمين على إعداد الدورات البرامجية لشهر رمضان في مختلف القنوات، والأهم من ذلك أنها خلقت مساحة جديدة من التنافس بين فنانين، تأكدوا أن عرش الدراما كما السياسة قابل للاهتزاز.

وفي مقابل تقلص عدد المسلسلات المصرية الجاهزة للعرض الرمضاني إلى 50٪ تقريباً من رصيدها السنوي المعتاد، فإن مسلسلي «سمارة» و«كيد النسا» اللذين تعاقدت لعرضهما مؤسسة دبي للإعلام على قناة «دبي» الفضائية خلال شهر رمضان، قد أوشكا على إتمام تصوير مشاهدهما الأخيرة التي تابعت «الإمارات اليوم» تصويرهما في عدد من المواقع في القاهرة منها مدينة الانتاج الإعلامي، واستوديو «كينج توت» وغيرهما، وبدا حسب تصريحات نجومهما أن شاشة «دبي الفضائية» في ظل المعطيات الجديدة لتسويق المسلسلات ستشهد تنافساً شديداً بين النجوم سوف يفصله في النهاية آراء الجمهور والنقاد ومسوحات نسب المشاهدة التي تهتم بها وسائل الإعلام والفضائيات عادة في نهاية الموسم الرمضاني.

ممثلات

تصحيح مسار

برّر مدير قناة دبي علي الرميثي استقرار الدورة البرامجية لشهر رمضن المبارك، وعدم تأثرها بالصعوبات التي حالت دون إتمام بعض الأعمال الدرامية بسبب الأحداث الجارية في بعض الدول العربية، باتخاذ قرارات حاسمة بشكل مبكر في تحديد هوية الأعمال الدرامية التي تم التعاقد بشأن عرضها، مشيراً إلى أنه بجانب المعايير الفنية التي تسعى لضمان توفير أعمال تحظى بمتابعة جماهيرية عالية، فإن متابعة تنفيذ تلك الأعمال، ومراحل إنجازها، أمر أولته إدارة الإنتاج الدرامي بالمؤسسة أهمية بالغة في ظل الأوضاع الحالية.

وأعرب مدير الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام عبدالله العجلة، الذي تابع تصوير ومونتاج مسلسلي «سمارة» و«كيد النسا» في القاهرة، عن رضاه عن صدد المراحل التي وصل إليها المسلسلان، مشيراً إلى أن الوصول إلى كامل الخطة الدرامية الرمضانية المقرر عرضها على قناتي «دبي» و«سما دبي» بنسبة 100٪ يعد إنجازاً، في ظل إقدام الكثير من شركات الإنتاج على إلغاء تصوير مسلسلاتها، خصوصاً في مصر وسورية. وتوقع العجلة أن تتعافى شركات الإنتاج من الظروف الاستثنائية التي مرت بها هذا العام، مشيراً إلى أن الواقع يؤشر إلى أنه رغم سلبيات إلغاء بعض المشروعات بالنسبة لبعض تلك الشركات، فإن هناك الكثير من الإيجابيات المتعلقة بتصحيح الأسعار والمسار، واتجاه تلك الشركات إلى الإنتاج النوعي وليس الكمي، لذلك فإن المشاهد بالتبعية قد يكون على موعد أيضاً مع موسم استثنائي من حيث نوعية المقدم على شاشات الفضائيات العربية في غياب فوضى التواتر الكمي للأعمال.

مشهد الدراما المصرية الذي ظل منذ نشأته مسيطراً على الدراما التلفزيونية العربية يطل برأسه بوضوح عبر شاشة قناة دبي من خلال مسلسلين يبدو من عنوانيهما أن هناك حضوراً للممثلات على حساب الممثلين، فبعد نجاحها «جماهيريا» في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» في رمضان العام الماضي، تعود غادة عبدالرازق بمسلسل «سمارة» الذي يستعيد أجواء أحد أهم الأفلام المصرية القديمة في دور سبق أن أدته الراحلة «تحية كاريوكا»، بعد أن أدخل عليه الكاتب مصطفى محرم الكثير من الخيوط الدرامية والشخصيات الرئيسة، من أبرزها دور «أم سمارة» الذي تؤديه الممثلة لوسي، لتستمر في خطها الذي بدأته في السنوات الأخيرة في أدوار تتمحور غالباً في سياق أم الشخصية الرئيسة.

في السياق ذاته، فإن مسلسل «كيد النسا» يجمع أيضاً غريمة تقليدية لغادة عبدالرازق في الفترة الأخيرة، تسعى لأن تعيد توازن المنافسة معها بعد تفوق الأخيرة في رمضان الماضي، هي سمية الخشاب، التي تتصارع درامياً في المسلسل مع فيفي عبده، في حين تبقى الأخيرة في منافسة فنية مع إحدى بطلات المسلسل الآخر وهي لوسي، ويجمعهما سياق واحد في أن كليهما قد اعتزل الرقص تقريباً لظروف التقدم في السن لصالح التمثيل، واستطعن أن يقمن بدور الأم في ظل تفاصيل درامية مختلفة.

نجوم

في مقابل تأكيد عودة المخضرم عمر الحريري للدراما التلفزيونية بعد اشتراكه في عمل رمضاني للعام الثاني على التوالي عبر «سمارة» فإن المسلسل يزدحم أيضاً بالكثير من النجوم التقليديين لشهر رمضان مثل الفنان حسن حسني الذي يقوم بدور المعلم سلطان، وغريمه على قلب «سمارة» المعلم فتوح الذي يؤدي دوره الفنان سامي العدل، ورامز جلال ومحمد لطفي وأحمد وفيق ورجاء الجداوي، في الوقت الذي يبرز فيه الفنان أحمد بدير في دور زوج المعلمة كيداهم (فيفي عبده)، مراهناً على ملامح أدائه لشخصية الزوج ضعيف الشخصية المستسلم دائماً لسطوة زوجته بمسحة كوميدية، ويبقى كل من أحمد صفوت ودينا فؤاد وجهين شابين تألقا في الكثير من الأعمال الدرامية خلال عدد من أهم المسلسلات المصرية في الفترة الأخيرة.

مبدأ المنافسة غير موجود فقط بين الممثلين الذين يتحرك مؤشر أسعارهم ارتفاعاً وانخفاضاً من خلال نجاحهم أو إخفاقهم في مسلسل رمضاني ما، بل أيضاً هناك منافسة شرسة بين شركات الإنتاج من أجل تسويق أعمالها، لاسيما بالنسبة للقنوات الفضائية التي تحظى بأهمية خاصة لدى المشاهد العربي، في ظل سوق توارى فيها العرض الحصري للمسلسلات إلى حد بعيد كأحد الحلول التي تلتف على توابع الأزمة الاقتصادية التي تأثرت بها قطاعات الإنتاج الدرامي في مختلف الدول العربية، بل إن بعض الشركات بعد أن تأكدت أن الكثير من تلك الفضائيات قد اكتمل جدول برامجها الخاص بشهر رمضان المقبل، شرعت بالفعل في التسويق لأعمال تم تأجيلها بفعل صعوبة انجازها قبل حلول شهر رمضان إلى العام المقبل.

تويتر