وسط غياب نجوم الغناء العربي
«ووماد» يستضيف فـــــنون الشرق والغرب
يضم المهرجان مجموعة متنوعة من العروض الفنية من أرجاء العالم. تصوير: إريك أرازاس
على خلاف دوراته السابقة، يأتي مهرجان «ووماد أبوظبي» هذا العام خالياً من نجوم الغناء العربي، بعد ان كان حريصاً خلال دورتيه السابقتين على وجود أسماء لامعة في عالم الغناء، ضمن فعالياته، مثل الفنان المصري محمد منير والجزائري الشاب خالد في الدورة الأولى، والفنان حكيم في دورته الثانية. وأرجع مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري هذا الغياب إلى تعذر الاتفاق مع أحد نجوم الغناء العرب لعدم توافق أجندات الأسماء التي تم ترشيحها مع موعد إقامة المهرجان الذي ينطلق الخميس المقبل ويستمر حتى التاسع من أبريل الجاري على كورنيش أبوظبي، كما تشهد قلعة الجاهلي في العين أمسياته يومي السابع والثامن من أبريل، وأوضح العامري ان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، المنظمة للمهرجان، حرصت منذ البداية على استقطاب نخبة من النجوم العرب منذ البداية ولن تتنازل عن استضافة الأفضل على الساحة، مع مراعاة ان يكون طابع الفنان وأسلوبه الفني يتماشى مع الطابع العام لـ«الووماد» وخصوصيته.
ووصف العامري تأثير الأحداث السياسية التي تشهدها حاليا بعض الدول العربية، وإن كانت هي وراء عدم وجود نجوم عرب في المهرجان، بـ«التأثير المحدود»، ولكن يظل السبب الأساسي هو عدم التوافق بين ارتباطات الفنانين من جهة، وموعد اقامة المهرجان. مشيراً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس في فندق انتركونتينتال أبوظبي، إلى ان الشعبية الكبيرة والشهرة العالمية التي حققها المهرجان منذ انطلاقته، تعدان دليلاً على قدرة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على استضافة هذا الحدث العالمي الذي يجمع مجموعة من الفنانين العالميين في العاصمة أبوظبي.
وأشار إلى أن المهرجان هذا العام يضم عروضاً مميزة من شتى أنحاء العالم، من بينها فرنسا، والسنغال، والهند، بمشاركة 35 فناناً من أشهر الفنانين والموسيقيين العالميين، الذين سيقدمون على مدار الأيام الثلاثة للمهرجان، وفي مكانين مختلفين عروضهم الإبداعية، «بما يعكس حرص أبوظبي على الاحتفاء بالموسيقى والفنون، وإعلاء شأن أصحاب الإبداع عبر بناء علاقة تواصل في ما بينهم وبين جمهور إمارة أبوظبي ومتذوقي الفنون فيها».
وتابع العامري أن مهرجان ووماد أبوظبي «نجح في الترويج للموسيقى في المنطقة العربية على نطاق عالمي، وأسهم في تعزيز التفاعل والتحاور ما بين مختلف الثقافات والحضارات في العالم، كما سيشهد كورنيش أبوظبي من خلال فعاليات المهرجان تنوعاً موسيقياً ليس فقط في جنسيات أعضائه من العازفين والفنانين، بل في أدائهم الفريد متعدد الأذواق، ليجد الجمهور نفسه أمام موسيقى جديدة، هدفها تعريف الجمهور بالفنانين العالميين، ومنحهم فرصاً للتعلم المشترك، والتبادل الثقافي، إلى جانب تشجيعهم على الإبداع وإدراكهم مدى ثراء وتنوع الثقافات العربية والغربية على حد سواء، إلى جانب إبراز الثقافة الإماراتية بشكل كبير من خلال استضافتنا فرقة طرب الإمارات».
وأوضح العامري إن جدول فعاليات 7 و8 و9 أبريل يمثل مزيجاً من التعددية الفنية والتراثية والثقافية، بما يتخلله من إيقاعات نابضة بالقوة والحيوية المؤثرة لأشهر الفرق الموسيقية، وعروض موسيقية مميزة للأطفال المشاركين في ورش العمل المرافقة لـ«ووماد أبوظبي»، مضيفاً «وبطبيعة الحال، فإن مهرجان (ووماد) لا يكتمل دون تقديم المتع المثيرة للجميع، لذا سيمتع فنانو (ووماد) الجمهور، ليس فقط بما يقدمونه من العروض المتنوعة في مجالات العزف والغناء والرقص والورش الإبداعية فحسب، بل سيجلبون معهم أطباقاً منتقاة من دولهم، حيث سيتمكن الزوار من تذوق النكهات العالمية من مختلف دول العالم».
من جانبه، قال مدير «ووماد» كريس سميث «يسعدنا تأكيد حضور بعض من أبرز الأسماء ضمن مجموعة متنوعة من الفنون الموسيقية والفنية، الأمر الذي يؤكد من جديد مكانة (ووماد أبوظبي) كأبرز مهرجان فني تراثي يقام في الدولة، وعلاوة على ذلك، سيتميز المهرجان بعدد من العروض المرافقة التي تشمل ورش العمل المخصصة للكبار والصغار، والفعاليات الحية لتعليم فن الطهي، ما يجعل من هذا المهرجان حدثاً ترفيهياً شاملاً للناس من مختلف الأعمار».
فعاليات متنوعة
وتشتمل الفعاليات الافتتاحية يوم الخميس على أعمال مميزة للمغنية وكاتبة الأغاني والممثلة البريطانية بالوما فايث، والموسيقار السنغالي باب مآل، وفرقة «ذا مانغنيار سيدكشن» بقيادة رويستن آبيل من الهند، الذي سيقوم بتقديم عروضه على كورنيش أبوظبي، كما سيكون كل من العازف ماليان كورا والفنان توماني دياباتي وفرقة «طرب الإمارات»، من بين أبرز ما يميز ليلة الافتتاح في قلعة الجاهلي في مدينة العين. وفي عرض لن يقل حماسة وروعة عما سبق يقدم أسطورة موسيقى السكا والريغي الجامايكي جيمي كليف عرضه على كورنيش أبوظبي، وهو الموسيقي الوحيد الحي الذي يحمل «وسام الاستحقاق»، أعلى درجات الشرف التي يتم منحها من قبل الحكومة الجامايكية، تقديراً للإنجازات في مجال الفنون والعلوم، بالإضافة إلى فرقة «أفرو سيلت ساوند سيستم»، التي تعتبر إحدى أهم الفرق الموسيقية المتميزة في العالم.
كما تستضيف أمسيات كورنيش أبوظبي كلاً من كايرا آربي من مالي، و«أل. أيه-33» من كولومبيا، والأوركسترا الوطنية الفرنسية، وتوماني دياباتي من مالي، و«أوريليو»» من الهندوراس، والفنان العراقي عمر بشير، وتيريم كوارتيت من روسيا، لتقديم حفلاتهم الخاصة لجمهور العاصمة أبوظبي.
من جهة أخرى، ستشهد قلعة الجاهلي في مدينة العين مشاركة عدد من الفنانين خلال العروض، حيث سيشارك في هذا الحفل المنشد الروحي الفنان سين زاهور من باكستان، و«ذا دول فاونديشن»، وهندي زهراء «المغرب/فرنسا»، وفرقة الطنبورة من مصر، و«مونتو فالدو» من الكاميرون، و«أوريليو» من الهندوراس، وكايرا آربي من مالي، وخيام علامي وأندريا بيتشيوني «العراق، المملكة المتحدة، إيطاليا». وبالإضافة إلى العروض الليلية التي يقيمها أبرز الفنانين العالميين، سيستضيف مهرجان «ووماد أبوظبي» أيضاً ورش عمل مخصصة للصغار والكبار، ستتيح لهم الاطلاع بشكل معمق على التأثيرات الثقافية المختلفة، والتجارب الموسيقية، وقصص كبار الفنانين الموسيقيين. كما سيستضيف مهرجان «ووماد أبوظبي 2011» احتفالية «تذوق العالم في أبوظبي»، حيث سيقيم الفنانون عروض طهي لأطباقهم المفضلة، كما ستتميز هذه الاحتفالية بإقامة عروض موسيقية، وسرد قصص عن هذه الأطباق والثقافات التي تأتي منها، في حين ستتاح للجمهور الفرصة لطرح الأسئلة وتذوق مجموعة متنوعة من الأطباق.
ويشارك الفنانون من مصر والكاميرون وجنوب إفريقيا وجامايكا والهند وغوايانا واستراليا والمملكة المتحدة حاليّاً في «ووماد بيوند» الفعاليات المرافقة لمهرجان «ووماد»، التي تشمل سلسلة من ورش العمل والفعاليات الثقافية، حيث سيتشارك الفنانون موسيقاهم وفنونهم مع الطلاب، من خلال برنامج التوعية في المدارس والكليات والجامعات في أبوظبي والعين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news