بالأحمر

كرنفال درامي

المسلسل التركي «العشق الممنوع». أرشيفية

يبدو المشهد الدرامي على القنوات التلفزيونية العربية أشبه بكرنفال درامي لا يربطه رابط، أو يجمع بينه خط محدد. وتنقل الشاشات مشاهد لهنديات يرتدين الساري وهنود بملابس تقليدية، ولكنهم يتحدثون بالعامية المصرية حينا، وباللهجة الإماراتية في حين آخر، وآخرون بملامح غربية واضحة، يتحدثون باللهجة السورية أو المصرية. في الوقت نفسه يقدم فنانون عرب، يعرفهم الجمهور جيدا، أعمالا درامية بطابع غربي أو لاتيني، وأفكار وعلاقات من الصعب الجزم بانتمائها إلى المجتمع العربي. قد يكون التنوع في العمل الدرامي مهماً للانفتاح على إنتاجات أخرى يمكن ان تضيف للمشهد الدرامي العربي، ولكن هذا الانفتاح لا يعني أن تتحول الشاشات إلى ما يشبه الفسيفساء غير المتجانسة، والتي تفتقد الهوية، ولا تعبر عن واقعها، وأن يقضي المشاهد أشهراً في متابعة أعمال، أحداثها لا تنتمي إلى مجتمعه ولا تعبر عنه، بل وكثيرا ما تصور تصرفات تتعارض بفجاجة مع طبيعة المجتمع العربي. لكن الأمر الأكثر غرابة هو أن يتجه بعض الأعمال العربية إلى تقديم صورة منسوخة عن أعمال تركية أو مكسيكية أو حتى فنزويلية، وتقليد هذه الأعمال دون حتى محاولة «تعريبها»، لتصبح ملائمة للمجتمع، خصوصا في ظل حرص منتجي الأعمال العربية الجديدة على أن تمتد على مدى حلقات طويلة تصل إلى 90 حلقة، ومن الطبيعي أن يضطر مؤلفوها إلى تضمينها الكثير من الحشو والتطويل، اللذين لا يهدفان إلا ملء وقت الحلقات.

تويتر